«لم يكن يوما لك» الفصل الثامن.

4.7K 323 25
                                    

دق هاتفي على حوالي العاشرة ليلا.

'Hope'

إبتسمت وأجبت بسرعة: "مرحبا"
"ماذا تفعلين؟" قال بلا رسميات.

كنت أفكر في كل ما حدث الليلة، وأتذكر كل كلمة خرجت من فمك.

"لا شيء. أحاول النوم" قلت وأنا أتململ "وأنت؟"
"ذاهب لموعد عمل" قال بجدية "أريدك أن تتمني لي التوفيق!".

ما الامر؟ لما كل هذه الجدية؟ هل حدث مكروه؟ ما هذا العمل؟.
قلت بقلق :"هل كل شيء على ما يرام؟"
سمعته يبتسم ليقول: "نعم! فقط رغبت أن أسمع صوتك لذا وجدت هذا العذر!"

لما أحس أنه يكذب؟ هل يخفي شيئا؟
سايرته حتى أغلق الخط.

هذا الرجل بالتحديد أكبر تناقض في حياتي!

⁦⁦ . . . . . .  ๑˙❥˙๑ . . . . . .

'كيف سيكون الأمر! هل سيكون الجو بيننا متوترا؟.. هل سيهمس في أذني اليوم؟! لقد عوّدني على فعله هذا حتى صرت مدمنة على همسه كما أدمنت رائحته! لن يكون الوضع غريبا أليس كذلك؟'

قلت في نفسي وأنا أبتسم كالبلهاء بينما أمشي نحو الصف. الحماس الذي أشعر به الآن لا يوصف، وكأنني وجدت أخيرا ما يخلصني من مللي وحياتي الروتينية. كأني وجدت من يعلمني كيف أتنفس مجددا. إنه الشيء الوحيد الجميل بعد عائلتي في حياتي. إنه أقرب شيء جميل إلى قلبي..

هل علي أن أعترف الآن؟ ..

لن أقلل من شأن مشاعري، ولن أكذب على نفسي بعد الآن! لا أحد يعلم ما ينتظره الغد، خاصة في مثل حالتي، لذا سأغتنم كل لحظة من حياتي لأعيشها معه فقط.. وعده أمس جعله مسجونا معي في زنزانة هذه المشاعر..

'أعدك أني سأبقى بجانبك..'

هذا كان وعده! سوف أتذكره ما حييت. وسوف اربطه بي بسببه..

دخلت الصف، لم يكن موجودا. دق قلبي بخوف، لا أريد أن تتكرر الأيام الماضية، لقد كانت كابوسا بحق بالنسبة لي!.

لاحظت أنني كنت من أوائل من دخل. نظرت للساعة لأجد أنني حقا مبكرة. تنهدت بارتياح، لا ألوم نفسي على قلقي المبالغ.. لأن خوفي من غيابه الآن أكثر من أي وقت مضى. غيابه بعد كل ما حدث أمس سيكون ألما من نوع آخر.

إنتظرت لعشر دقائق ليدخل معظم الطلاب من بينهم نورسين.. لكنه لم يدخل بعد.
"سيأتي لا تقلقي" قالت نورسين مهدئة بعدما لاحظت قلقي.

'لا تقلقي لَاتُويَا سيأتي'

ولم يفعل...

إنها الحصة الثالثة ولم يكن له أثر. كنت أهدأ حتى من الأيام الماضية. هدوئي الآن كان من أقسى ما مر علي. لم أستطيع حتى سؤال نفسي لما لم يأتي أو حتى لما لم يخبرني..
لم أرد أن أستنتج إجابات لا محل لها من الصحة.

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن