«أنا بشر أيضا» الفصل الرابع والعشرين

4.1K 252 53
                                    

يحتوي الفصل على بعض من المشاهد الحادة التي قد لا تناسب بعض القراء.

⁦⁦ . . . . . . ๑˙❥˙๑ . . . . . .

لما أبكي؟..

مرت مدة الآن منذ أن خرج من هذه القاعة، والشيء الوحيد الذي أحسه هو الألم...
أحس وكأن شيئا ما داخلي يحرقني، وكأنها خناجر تستمتع بتقطيع قلبي!..

هل يحق لي البكاء؟..

أعلم أنني السبب! كيف سيكون شعوره عندما تقطع فتاة ما قبلته الحميمة معها لتصفعه فجأة وبلا سبب؟ حاولت وضع نفسي مكانه، وعلي الإعتراف أني أخفقت!..

أعرفه الآن! أفهم شخصيته لدرجة ما، لذا أعلم أن صفعتي تلك هددت كبرياءه، وشخص مثله ما كان ليسمح لأحد أن يقترب ميلا من كبريائه... أنا المخطئة أعلم... لقد أخطأت..

هل أخطأت كليا؟..

كان علي فعل ذلك! لم يكن علي التعمق في تلك المشاعر منذ البداية!. صوتها.. صوتها ذاك أيقض مشاعرا كانت في سبات منذ زمن. كانت صفعة ذكراها تلك أقوى وأقسى من صفعتي له!... لقد... لقد كنت فقط ضائعة...

هل أنا مخطئة كليا؟..

نعم، أنا كذلك!..

تبا! بروده معي كان قاسٍ عليّ. رغم ما أمر به، وبعيدا عن إنتقامي اللعين هذا، فقد كان هو أملي الوحيد في السعادة!... رغم كل الظروف، كنت دائما أخطط أن أنهي هذه المهمة بسرعة كي أعيش معه حياة طبيعية. كنت دائما أظن أن الأمر يتعلق بي أنا فقط! ناسية أنه في أي علاقة 'كعلاقتنا'، لا وجود ل'أنا'، كل ما يوجد هو ضمير 'نحن'..

والآن بعدما قالها.. بعدما قال 'لقد انتهى كل شيء'، هل يحق لي الأمل؟..

لقد أخفقت.. بجدارة..

نهضت من الأرض بينما أمسح الدموع على وجهي بقساوة... 'تستحقين ما سيحدث لك!'
خرجت من القاعة وبسرعة مشيت نحو باب المقر خارجة منه لكن صوتا شد انتباهي..

"حسنا إذن، رحلة سالمة!"

كان صوت فالنتينو من إحدى قاعات التدريب. بعد ثوان من جملته، انفتح الباب وخرج منها.. دِلِير..

تلاقت أعيننا لفترة، أقر أنه لاحظ إحمرارهما لكن... لا أظن أنه علم أني كنت أبكي!
عكس رغبتي في ترجيه، في معانقته والإعتذار منه، عكس ألمي وقساوة ما أشعر به داخلي.. فأنا الآن أرمقه بأبرد نظرة ممكن أن يراها...

لا أريد هذا! أريد أن أخبره أني آسفة.. أريد أن أخبره لما أفعل هذا.. أريده أن يعلم أني أختنق لفكرة بروده معي.. أريد وأريد ونظراتي تفعل ما تريد!

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن