«وقت المواجهة» الفصل السادس والعشرين

4.7K 242 66
                                    

وَمَعَ كُلّ هَذِه الثّروَة اللُّغَوِيَّة التّي أَملِكُهَا، لَا يَخرُجُ مِنّي إِلّا التّنَاهِيد.
————

لَاتُويَا دِي رَاشِيل:

آه...

تبا لرأسي!..

لا أعلم ما يحدث... أين أنا؟..

حاولت فتح عيني، وبرغم أن لا نور في الغرفة سوى إشعاعات الشمس الخفيفة التي تتسلل من النافذة، إلا أني لا أستطيع فتحهما، ربما من شدة التعب أو.. أو الدموع..

ما سبب هذه الدموع؟ هل كنت أبكي؟..

آه.. ذاك إذن!

تتالت لقطات من ليلة البارحة اقتحام ذاكرتي وكأنها تتنافس أيهما ستتوفق في جرحي أكثر!

كل ما حدث البارحة، انطلاقا من تلك المهمة القصيرة وصولا إلى بكائي في صدر فالنتينو.. كل شيء عاد ليقتحم ذاكرتي بشيء من الخيبة والألم.  كل ما حدث وكل ما قاله.. كل ما أحسست به وكل ما لم..

واللعنة أي يد هذه التي تحيط خصري؟

فتحت عيني بسرعة ما إن أحسست أخيرا بذاك الثقل على خصري، توضحت لي الصورة بعد ثوان معدودة... ماذا يفعل هذا هنا؟

تمركزت نظراتي على ملامح الرجل الذي يرقد إلى جانبي، ذو الملامح الهادئة عكس ملامحه الباردة والقاسية التي اعتدت عليها! كانت ملامحه مرتخية وكأنها تحاول التعبير عن السلام والهدوء الذي يملء فؤاد صاحبها، وكأنها تسعى جاهدة لتصح الراحة النفسية التي يعيشها هذا الشخص!

بدأت نظراتي تجوب ملامحه محاولة اكتشاف أهم تفاصيل وجهه، وكأني وجدت ولأول مرة، الفرصة المثلى كي أحفظ هذه التفاصيل..
أخفضت بصري أكثر متعدية لحيتة ونحو عنقه.. كنت سأواصل اكتشافي لتفاصيله لولا أن ندبة ما على رقبته قد شد انتباهي.. كانت تبدو قديمة، وربما أقدم من ندبي!

رفعت يدي ببطء ومررتها عليها، كانت كمن حاول خنقه بخيط نحاسي أو شيء من هذا القبيل. رغم أنها لم تكن كبيرة ولا طويلة لكن يمكنك أن تلاحظ كيف كان عمقها.
تحرك قليلا، ربما من لمستي، ليحيطني بيديه بقوة ويقربني إلى صدره أكثر..

هل عليه تذكيري بمدى روعة رائحته؟..

لا أعلم كيف هو قانون الروائح حقا! لا أعلم إن كنت تحب الشخص بسبب رائحته أو تحب الرائحة بسبب ذلك الشخص!

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن