«إنّها مجرّد صديقة» الفصل الثلاثين.

4.2K 210 77
                                    

مَارسِيليَا، فِرَنسَا
خَرِيفُ دِيسَمبر..

جَاكْسُونْ:

"لكن ماذا ان كنت أحبك؟"...

تداوت جملتها أرجاء المكان لتجعلني حائرا لبضع ثوان.. ما أعرفه أني لم آت بها إلى هذا المكان منتظرا سماع هذا، ولا كنت منتظرا اعترافها المباغت بمشاعرها.. لم أنتظر اعترافها يوما، على الأقل ليس بهذه السرعة!

بلعت ريقي من شدة مفاجاتي ورمشت لعدة مرات من التوتر، خاصة وانا أرى عيناها منتظرة ردة فعلي.
حمحمت و عدلت وقفتي لأجعل من موقفي أكثر رسمية. لم أرد أن أجعلها تتأمل ولا أن تتوهم شيئا بعيد عن الواقع!

"أي حبّ هذا؟ لا يوجد حبّ بهذه السرعة. أنت بالكاد تعرفينني نورسين! ربما اختلطت عليك المشاعر خاصة وانّك لم تكونِ يوما على ذلك القدر من القرب من أحد!" قلت بعقلانية محاولا ألاّ أقسو على مشاعرها.

ابتسمَت بسخرية والقليل من الخيبة بين نظراتها .. طبعا لم أخطط أن يحدث هذا! أول مرَة طلبت منها عناقا لم تكن في نيتي أن أستدرجها، بل فقط رأيت فيها ملجأ ونورا لم أره في غيرها! أعلم أنها تراني استغلاليا بحلول الآن وربما احتقرتني أصلا، هذا ما رأيته في الأسبوع الماضي! لم تترك لي مجالا لأكلمها ولا لأقترب منها حتى..

لن أنكر أن الوضع آلمني و بشدة، خاصة بعد كل ما حدث بيننا الآونة الأخيرة. وان لم تكن مشاعري الا في حدود الصداقة، لكن صداقتها كانت أغلى ما أملك. كانت حنانا و عطفا احتجتهما، فيا ليتها لم تعترف الان بمشاعرها!...
بسبب مشاعر الحب خاصتها، ستتلاشى آخر آمال الصداقة بيننا!

"هل يمكنك أن تفكّ قيدي؟" قالتها بهدوء وانا على دراية تامة أنها تحاول كبت خيبتها.
تنهدت وانا أغلق عيناي.. الوضع هكذا يقتل فؤادي!
اقتربت منها بروية، أدرت يداي حولها لأفك يديها من ظهرها.. هنا فقط علمت أن حركتي غبية..
لما لم آت من الخلف وأفكها فقط؟

كانت أنفاسها الحارة تضرب عنقي بتناغم مما جعل جسمي يقشعر.. يداي تعرقت من التوتر ولا يمكن إخفاء رجفتهما. حدث هذا مرة، شعرت بهذا عندما كنت في غرفتها وانا أتأمل عينيها البريئة...
أبعدت أفكار المراهقين من راسي فهناك فتاة في حياتي بالفعل، رغم أني أتودد للجنس الآن لكني وفيٌّ عندما يتعلق الأمر بالعلاقات.

فككت يديها بسرعة رغم رجفتي وابتعدت عنها. لن أنكر أني لاحظت مدى تأثرها بقربي فقد كانت رجفة شفتيها واضحة أمامي. هل هذه أول مرة تتوتر بحضوري أم أنا من كنت أعمى كل هذا الوقت؟..
تنهدت مجددا لفكرة أنني ربما سأكون سببا في حزنها، لم أرغب في هذا يوما.

وربما لهذا نطقت بالقليل من الحزم لعلها تبعد هذه الأفكار من رأسها: "اسمعي نورسين! لا أعلم ماهية هذه المشاعر ولا منذ متى انولدت، كل ما أعرفه أنه عليك أن تضعي لها حدا. أعلم أنك لست من النوع الذي يفرض نفسه على أحد خاصة وانت تعلمين أن هناك من يشغل بالي في الوقت الحالي، لكن علي أن أتأكد أنك على دراية تامة بالوضع... نورسين أنت دائما ما كنت صديقتي و ستظلين مدى العمر في ذلك المقام.. أنا هنا لأجل صديقتي، وان كان يعني أن أترك العالم كله في سبيلك ما دمت صديقتي. ولتضعي هذا في ذهنك، أنا لن أتخلى عنك وان انشقت السماء نصفين وانطبقت على الارض. ستكونين أبدا والى الأبد صديقتي وان كان رغما عنك.. هل فهمت؟"

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن