«أخت المجرم» الفصل السادس عشر.

4.4K 282 94
                                    

عِندَما يَبدَأ النّسيَان بِالرّأفَة، يَعُودُون..
____

"تبا!"

خرجت الكلمة مني وأنا أسرع بخطواتي نحو الصف. بسبب تدريب البارحة، لم أسمع المنبه هذا الصباح من شدة تعبي.. وها أنا متأخرة بنصف ساعة تقريبا.

وكأي طالب، أتمنى فقط أن تحدث معجزة ولا يطردني الأستاذ.

طرقت الباب وسرعان ما سمعت الاستاذ يأذن لي لأدخل. ما إن خطوت للداخل حتى تسارعت شهقات البعض نحو مسمعي.. من شكلي ربما..

"أعتذر على تأخري غير المبرر، أستاذ!" اعتذرت برسمية.

كانت ملامحه متفاجئة هو الآخر ليصرّح بتردد وهو يأشر لقائمة الحضور: "طبعا تفضلي"
إقتربت لأمضي على وثيقة حضوري وقبل العودة لمقعدي سمعت صوت الأستاذ يسأل بقلق: "آنسة دِي رَاشِيل، هل كل شيء على ما يرام؟"

أومأت له بابتسامة رسمية وقبل أن أجيبه، أحسست بيد تحكم مرفقي وتجرني للخارج.

"إتبعيني!" قال دِلِير بنبرة فارغة..
"أترك يدها، دِلِير.. الآن!" توقف ما إن سمع صوت أحمد وهو يقترب بغضب منا..

"ومن أنت لتأمرني؟" سأله دِلِير بسخرية..
"لا أعلم حقا، ما أعلمه أني أقرب إليها منك! لا تمثل القلق دِلِير فأنت السبب في كل ما يحل بها، والآن أتركها فورا!"

شعرت بقبضته تحكم يدي بقوة أكبر دليل على غضبه. كان على وشك الإجابة عندما قاطعه صوت الاستاذ بنبرته الحادة: "أنتم الثلاثة، إلى الخارج!"

حررت يدي من قبضته بسرعة لأوجه كلامي للأستاذ بلا مبالاة: "لا شأن لي بهما، لا تدخلني في مشاكل مراهقتهما!"

ما إن جلست على مقعدي حتى سمعته يصرخ مجددا عليهما: "وأنتما! أتظنان أنكما في مسرح؟ هيا، كل إلى مقعده"..
لمحت دِلِير يحكم قبضته مجددا وبعض شفته من الغضب. طبعا سيغضب، لطالما إعتاد أن يملي الأوامر لا أن يتلقاها.

ابتسمت ما إن رأيت الرجلان يعودان بكل هدوء ورضوخ نحو مقعدهما.. منظرهما هذا صنع يومي حقا!..

طوال الحصة وأنا أحس بالنظرات الخاطفة التي يرمقني الجميع بها. لا ألومهم! فبسبب تأخري اليوم، لم أستطع تغيير ضماداتي هذا الصباح، وعندما لمحت نفسي في المرآة، كانت ضمادة جبيني حمراء وجانب شفتي أحمر ومنفوخ قليلا...

وليس وكأنهم نسوا ما فعلته المرة الماضية بلينا التي أحسها اليوم تتحاشى نظراتي.

انتهت الحصة، وما إن خرج الأستاذ حتى أسرعت إلي نورسين لتسألني بقلق: "ماذا حدث لك لَاتُويَا؟ ألم تري إتصالاتي؟ لما لم تأتي البارحة؟"
"أمور شخصية" أجبتها ببرود وأنا أجمع أغراضي.

"ألا تظنين أنه لدينا الحق لمعرفة أمورك الشخصية هذه؟!" قال أحمد بينما يقترب منا وبجانبه كلا من جاك ودِلير.

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن