لعالم الجن قواعده وأسرار الخاصة، ولكن إياك واللعب معهم.
إن أتتك رسالة منهم وكان الحق معهم حينها، بمعنى أنك فعلت فعلة تدينك معهم فإياك والاستهانة بالأمور معهم، لا يسامحون ولا يعرفون للرحمة سبيل، وإياك ثم إياك من تجاهل رسائلهم!
عالم الجن العالم الذي لا يمكن لأحد العبث به، وإن خالفت القواعد التي وضعوها لك، فلا تلم حينها سوى نفسك!
وضع يده على فمها قائلا: "هل جننتِ؟!، لم يراني أحد من قبل، ومن هذه المرأة وكيف أنها تعلم هذه الأشياء عني ولم ترني من قبل".
الزوجة: "لقد علمت كيفما علمت، إنها حتى تعلم اسم والدتي".
الزوج: "غريب أمرها، ومن أين علمت هذا أيضا، إننا غرباء ولا يعرفنا أحد هنا".
الزوجة: "قلبي يحدثني بأن هناك أمر خاطئ".
الزوج: "ولم تشعرين بذلك؟!"
الزوجة: "لا أعلم ولا أدري ولكن هناك خطب ما، ارجع عن الطريق هذه أتوسل إليك، وإلا سيفتضح أمرك وسندفع جميعنا الثمن".
بدا عليه التوتر الشديد، فثار غاضبا في وجهها: "إياكِ أن تفتحِ هذا الموضوع مجددا، إنني على دراية تامة بما أفعله ولا أحتاج لمن يعدل علي من أمري، أفهمتِ؟!"
لم تتفوه زوجته بكلمة واحدة أخرى، التقطت ما اشترته من السوق من أغراض وذهبت للمطبخ، ولكن بدا عليها القهر الشديد وغلبتها على أمرها.
توالت أيام والجميع تناسى ما حدث بفعل الوقت والانشغال بالأمور اليومية، وجاء موعد الدفن التالي، أدى الحارس كل ما عليه من واجبات وكان كل شيء أمر طبيعي للغاية، ولم تتواجد أية مشكلات ولا أية صعوبات ولا أية أشياء خارجة عن الطبيعة.
وكعادته التي لم يكف عنها إلا لأيام قلائل، أخذ المصباح معه وخرج من منزله يلتفت يمينا ويسارا قبيل الفجر بدقائق، وما إن اطمئن للطريق وأنه لا يوجد أحد به، توجه على الفور للقبر الجديد، وما إن نزل الدرجات حتى وضع المصباح على الأرض وشرع في تمليص الميت من كفنه، في هذه الأثناء سمع صوت زوجته وهي تناديه.
الحارس: "حسنا... حسنا... إنني قادم في الحال".
أخذ الكفن معه، وخرج ملبيا نداء زوجته، ولكنه عندما التفت يمينا ويسارا لم يجد أحد فظن أنها عادت للغرفة، وبينما كان عائدا ليغلق القبر الذي فتحه، وما إن التفت وأعطى ظهره لغرفته التي يسكن بها حتى سمع الصوت مجددا، ولكن بهذه المرة هادئا وخافتا للغاية.
التفت خلفه ببطء شديد وإذا به يفاجأ بوجود امرأة لا يرى منها إلا السواد، جحظت عيناه من كثرة الرعب والخوف الذي حط عليه، فهذه المرأة ليست بزوجته!
لا جسدها ولا طولها، لا تعرف زوجته سوى بصوتها الذي تناديه به، دقق النظر بها وإذا به يجدها تقترب منه خطوة تلو الأخرى، ولكنه لاحظ أمرا غريبا لقد كانت عرجاء، وكلما دقق بها أكثر وبمشيتها الغريبة التي دبت الرعب بقلبه، وإذا به يرى منها أمرا غريبا ومازال يدقق النظر حتى وجد أن أقدامها ليست بأقدام آدمي وإنما هي أقدام لماعز بها حوافر كبيرة ومخيفة.
كانت كلما اقتربت منه كلما رأى منها أشياء بواسطة المصباح الذي يمسكه بيده، تسمرت قدماه بمكانه فظل ثابتا لا يقوى على الحراك ولا الكلام ولا حتى الصراخ وطلب المساعدة.
واقتربت أكثر فأكثر وما إن بقيت بضعة خطوات قليلة حتى تبدل صوتها فأصبح خشنا ومرعبا، فتحت عينيها والتي كانت بيضاء، وصرخت في وجهه قائلة: "أعطني أمانتي"!
بهذه اللحظة لم يشعر بنفسه إلا وهو يركض بكل مكان بالمقابر كالمجنون، لقد كان الصوت يلاحقه أينما ذهب، وبالكاد تمكن من الوصول لمنزله، دخل وأوصد الباب خلفه، لقد كان مذعورا ووجهه قد اصفر من كثرة الرعب الذي لاقاه خارج غرفته، كان بالكاد يلتقط أنفاسه.
جاءت زوجته فقد استيقظت على صوت الباب الذي أغلق بشدة، سألته: "ما بك؟!، لماذا تبدو شاحب اللون هكذا؟!"
لم ينطق بكلمة واحدة، اكتفى بالنظر إليها، ومن ثم حمل نفسه وذهب لسريره وغط في النوم وكأنه يهرب بنومه من شيء عظيم.
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
أنت تقرأ
قصص رعب
رعبوهل عندما نحب شيء نجده امامنا ، فأنا أحب قراءة قصص الرعب كثيرا والإستماع إلى قصص الرعب الحقيقية من كل بلد ومكان .