إن حواديت النساء العجائز ليلا ، والروايات التي يتهامس بها الناس خوفا ورعبا ، ولا يصدقها أحد ويستنكرها العقلاء والعقل البشرى من أمور خارقة وغريبة للطبيعة ، ولا يصدقها أحد ولا حتى طفل صغير من شدة غرابتها ، وبالرغم من ذلك فهي تحدث من حولنا بالعالم ، ولا نعرف لها تفسير منطقي ولا علمي حتى الذين حاولوا التصدي لتلك الغرائب وتكذيبها لم يستطيعوا فعل شيء سوى فتح أفواههم وأعينهم ببلاهه كبيرة غير مصدقين ما يروا أمامهم من عجائب وما يسمعوا من رعب ، فهل تتخيل ان تنتقل روح شخص ميت إلى شخص أخر على قيد الحياة فيفاجئك ويرعبك بكلماته الغريبة الغير منطقية ولكنها مع الأسف الشديد حقيقية تماما وتحدث تحت مسمى تناسخ الأرواح .
إن القصة غريبة جدا ومثيرة للجدل والدهشة في نفس الوقت ، بدأت القصة عندما اصطحبوا الصغير " ادورد سابريرو " الى شوارع المدينة الغريبة عليه ، تصرف كما لو كان قد عاد الى مدينته الأصلية وموطنه ، وحتى عندما واجهوه بأشخاص لم يرهم من قبل ، فعرف اسم كل منهم وتفاصيل حياته ، وحياهم كأصدقاء قدامى له ويعرفهم منذ الأزل ، وهنا انهمرت الدموع من عيون والديه ، عندما رأوه يندفع نحو إمراة في منتصف عمرها لا يعرفها ، تقف الى جانب الطريق وهو يصيح " هذه هي أمى الحقيقية " وهنا ادرك الوالدان في هذه اللحظة ، أن معجزة غريبة وروح أخرى احتلت جسد ابنهما الصغير ، و روح طفل أخر رحل عن هذة الدنيا تقمصت جسد ابنهما إدوارد ، ولا يعرفون كيف ولماذا يحدث ذلك لابنهما الوحيد .
الغريب بأن الطفل إدورد الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره ، يعيش مع عائلته في إحدى ضواحي هافانا بكوبا ، ويتكلم الصغير دائما عن حياته الأخرى عن الأصدقاء الذين قابلهم من قبل ولعب معهم وعن إخوته وعائلته الأخرى ، وعن الاشياء التي قام بها ، ويتكلم عن الليله التي مات فيها ، في البداية تعالت ضحكات الوالدين لكلام الطفل الصغير غير مصدقين ما يقول ، عندما راح إدورد وهو في الثالثة من عمره يحكي القصص عن أخين له يسميان مرسيدس وجين ، وعن أم جميلة ذات بشرة بيضاء وشعر اسود طويل ناعم ، كانت أمه تقول لأبيه " مدهش أن الصبي يبتكر الحكايات من خياله ويؤلف القصص ، " لكن مع مضي الأيام ، تراكمت حكايات إدورد عن حياته الأخرى ، حكايات مترابطة ومتصلة ، إلى حد أن طبيب الأسرة عندما كان في زيارة للبيت للعائلة ، استمع الى بعضها فثار أهتمامه بالموضوع ، فأجلس الصبي على كبتيه وأخذ يستجوبه برفق ، قال إدورد أن امه الأخرى كانت تعمل في صناعة القبعات ، وكانت عادة ما توفده وترسله في مهمات الى المحال القريبة ، وبصفة خاصة الى مخزن الأدوية الذى كانت أسعاره أقل من المخازن الأخرى ، وأنه كان يفضل الجولات الطويلة ، حتى يمكنة ان يستمتع بركوب الدراجة التى كانوا يضعونها في غرفة بالدور الأرضي للمخزن ويلعب قليلا .
وحكى الطفل إدورد للطبيب كيف أصابة المرض الشديد ، وكيف بكت أمه بحرقة ، وخاصة عندما وصلت سيارة الإسعاف لتقله لمستشفى وقال ادورد بتأثر ، ولكنه لم يصل بل مات في تلك اللحظات ، وقال اذكر إنني كنت أنظر إلى الأضواء الخاطفة التي كانت تتراقص داخل السيارة بألم كبير وحزن ، نتيجة لتتابع اضواء الطريق بدأت هذة الأضواء تخف تدريجا ، كنت متعبا ولكنني لم أكن خائف أو حزينا ، سأله الطبيب " وماذا كان اسمك " أجاب الصي انشو سيو ، كنا نعيش في شارع كامباناريو بمدينة نيوفيتاس ، وهكذا وجد الطبيب أول الخيط الذي سيساعده في بحث هذه الحالة الغريبة التي أثارت إنتباهه واهتمامه كثيرا لن ينكر ، وفي إحدى عطلات نهاية الإسبوع ، قامت أسرة الصبي برحلة إلى نيوفياس ، وعند أحد المنحنيات ، صادفوا مخزنا لبيع الأدوية فصاح الصبي ، أنظروا هذا هو المخزن الذي كنت أشتري منه وألعب اسفله بالدراجة ، وانفلت الصبي من بين والدية ، ندفعا نحو المحنى الآخر للطريق ، وهو يصيح هذا منزلي .
قرع والد ادوارد الباب ، لكن لم يكن أحد بالبيت ، عادت الاسرة تسودها حالة من الإنفعال الشديد إلى هافانا ، حيث جرى الأتصال باتحاد الأبحاث الروحية ، بهدف استشارته وسؤاله هل يمكن أن تكون هذة احدى حالات تناسخ الأرواح وإنتقالها من جسد إلى جسد جديد في حيوات متعاقبه بطريقة غريبة جدا .
وعلى الفور بدأت الدراسة المنظمة للحالة ، جرى الإتصال بالسيدة التي تسكن المنزل رقم 69 في شارع كامباناريو ، قالت نعم ، لقد مات طفلها بانشو بالتحديد منذ أربع سنوات ، وعندما عرض عليها أن تساعد الاتحاد في بحثه وافقت على الفور عندما سمعت القصة ، وعاد الصبي إدوارد مرة أخرى إلى نيوفيتاس ، برفقة هيئة من الباحثين ، وكان هؤلاء يحملون معهم الملف الذي يضم كل الروايات التي حكاها إدوارد ، عن حياته السابقة ، أمه التي تدعى امبارو ، والده الذي يدعى بيرو شقيقيه ، كان الملف يضم وصفا كاملا للمنطقه التي كان يعيش فيها وبخاصة ذلك الخط الحديدي القائم خلف البيت ، وكيف أن والده كان يعمل في مكتب للبريد ، وكان يمضي إلى عمله فوق دراجة زرقاء وقد ذكر أسماء الأماكن والمدن التى سافرت إليها الأسرة في رحلاتها ، ووصف بدقة ما جرى في هذه الرحلات ، وتكلم عن كلب كان يملكه ، واسمه تولو .
وحكي عن النهاية المؤسفة لذلك الكلب بين عجلات الترام ، وبشكل عام تضمن الملف 53 واقعة من وقائع الحياة اليومية لتلك الأسرة ، وقد كانت دهشة هيئة الباحثين بالغة عندما أفادت السيدة بصدق لك التفاصيل ودقتها ، كما أن معظم هذه الوقائع لم يكن في إمكان أحد غير ابنها بانشو أن يعرف تفاصيلها ، تولت هيئة الباحثين تنظيم اللقاء بين إدورد والسيدة سيسو على النحو التالي :وقفت السيدة سيسو وسط طريق مزدحم بالمارة ، بينما يسير إدورد بصحبة والدته في نفس الطريق ، عندما تم هذا ، توقف الصبي عن السير عندما أبصر السيدة سيسو صاح على الفور بإنفعال كبير ، هذة هي أمي الأخرى هناك عند فاترينة المحل ، بكت السيدة كابريو وجرت السيدة سيسو مبتعدة ، غير قادرة على مواجهة هذه الظاهرة الغريبة ، وفي تجربه أخرى إستطاع إدورد أن يستدل على عدد من أقارب الطفل الراحل باشو وأصدقاء عائلته ، من وسط زحام كبير ، فكان يخاطبهم واحدا واحد بأسمائهم التى لم يناديهم بها سوى بانشو ، ومع مرور الوقت تأكدت العائلة بأن ابنهم إدورد قد تقمصته روح طفل أخر فارق الحياة ، ولكن لا يعرفون كيف ولماذا وهم لم يذهيوا لمنزل ولا مكان مولد الطفل من قبل ، ولكن سيظل العالم مليء بالغرائب التي تملاء العالم من حولنا بطريقة غريبة جدا ومثيرة ، وتدعوا للتساؤل لماذا يحدث هذا يا ترى !!
أنت تقرأ
قصص رعب
Korkuوهل عندما نحب شيء نجده امامنا ، فأنا أحب قراءة قصص الرعب كثيرا والإستماع إلى قصص الرعب الحقيقية من كل بلد ومكان .