شبح الجيران

63 2 0
                                    

من الغريب أن يحدث أمامك شيء غريب لا تدري ما هو ولكنك تعرف بأنه ليس شيء طبيعي أبدا ، ولا ينتمي إلى عالم البشر وربما هو شيء خاطىء ، نعم هو شيء خاطىء أنت متأكد من ذلك مهما حاولوا أن يقنعوك بغير ذلك .

في البدايه لم يكن هناك شيء غير طبيعي ، بل كل شيء عادي ويسير بصورة طبيعية في منزل الجيران ، فمنزل جيراننا كان ملتصق بمنزلنا نسكن في أحد الأحياء المزدحمة ، كان جيراننا يملكون المنزل المكون من طابقين ، وكان صاحب المنزل جارنا رجل مسن هو وزوجته وكان معظم أهل الحي لا يحبون الرجل وعائلته في الحقيقه لا ندري لماذا ، ربما لأنه كان مختلفا عنا جميعا ، فمنزله كان مختلف وحتى طريقة معيشته كانت مختلفه عنا جميعا بالحي .

كان الرجل دوما صامت لا يتكلم إلا القليل ، يعيش مع زوجته وابنهم فلم يكن لديهم أي أطفال أخرون غير صبي واحد وكان يجلس على كرسي متحرك ، واعتقد أيضا بأن الصبي لا يتكلم أيضا لأنني لم أسمع صوته يوما ، هل هو كان اخرس وأصم ايضا لأ أحد يعرف فالغموض يحيط بتلك العائلة البائسة ، لا يخرجون مجتمعون إلا كل يوم سته من كل شهر كنا نرى الصبي وأبيه يدفعه أمامه على كرسي متحرك ويسير الثلاثة في الشارع .

لا تتعجبون فهم جيرانا منذ سنين وهم غامضون ولقد عرفنا طريقتهم ووقت خروجهم من كثرة متابعتنا لهم ومراقبتنا لهم المستمرة ، الغريب بأن زوجة جارنا كانت الجاره تحضر الكثير من الحيوانات الى المنزل ، لا اعرف ماذا يفعلون بها من الذي يقوم بذبح الحيوانات لهم الكثير من الخراف ، كانوا يحضرونها تقريبا كل اسبوع كانوا يحضرون حيوان ، كانت المرأة تحضر كل خميس حيوان وكنت انظر لها متعجبا فهل تتناول الأسرة خلال اسبوع حيوان كامل يذيد وزنه عن 50 كيلو جرام من اللحم ، كان الموضوع مثير بالنسبه لي كنت دوما أراقبهم ، وعندما أتحدث مع أمي واخبرها عن الجار الغريب وأسألها بفضول ماذا يعمل جارنا يا أمي ، فلم أراه يعمل منذ كنت صغيرا أو يخرج من منزله .

كانت تقولي لي محذره أهتم بشؤونك ولا تشغل بالك بهم يا بني أفضل لك ، ولكن التفكير فيهم لا ينقطع وقتها كنت في السادسة عشر من عمري ، وفي يوم من الأيام رأيت الاسره تغادر المنزل في وقت متأخر من الليل ولكن لم يخرج معهم ابنهما تلك المرة ولم يدفعاه أمامهم على المقعد المتحرك كما أعتادا ، وكما أن اليوم ليس اليوم السادس من الشهر ، كنت أراقبهم وأراقب تصرفاتهم ، كنت متعجب بأن يخرجوا ليلا ويتركون إبنهما القعيد بمفرده .

جلست انتظر رجوعهم في الشرفه بفارغ الصبر وأنا أترقب ولكنهم لم يعودا ، كما إنهما لم يعتادا أن يخرجا لوقت طويل ، فكان إن خرجا يعودان في الحال خلال نصف ساعه ، لكن تلك المره لم يعد أي من الزوجان جلست حتى الصباح انتظر عودتهما بفارغ الصبر ، ولكنهما لم يعودا حتى اشرقت الشمس وقتها اخبرت أمي بالأمر فقالت لي لا شأن لك يا بني ، فهؤلاء الجيران لا يحبون أن يتدخل أحد في شئونهم ، ومر يوما وبعدها يوم أخر وفي اليوم الثالث قلت لأمي اقسم لكي يا أمي لقد خرج الرجل وزوجته ورك ابنهما القعيد بالمنزل لوحده .

وقالت لي أمي بغيظ : لا تتدخل فيما لا يعنيك وتابع دروسك أفضل لك يا ولدي فلا نريد مشاكل مع أحد ، وقتها قررت أن اقتحم المنزل حتى أرى هل ترك الصبي وحيدا بالمنزل ، أم لا انتظرت بعد العشاء وذهبت إلى الباب الخلفي للمنزل ، ودخلت للباحة الخلفية ودخلت صاعدا لأعلى وكان المنزل يعم في الظلام وليس هناك احد ، صعدت إلى منزلهم وناديت بأسم الصبي بصوت خافت ، لم اسمع أي صوت ولكن شعرت بحركه خفيفه وصوت صفير رياح عالي ، شعرت بالتوتر لن أنكر عدت الى منزلي وانا محتار بشدة وخائف لن أقول غير ذلك .

عاد الرجل وزوجته بعد عشرة أيام ولم يلتفت أحد لهما واكملا حياتهما ولكن لم يعد إبنهما يظهر معهما من جديد ، اكملا حياتهما كنت اتعجب من الناس بالحي وحتى عائلتي لم يسأل أحد الرجل عن ابنه أين أختفى ، لا أعرف ما كمية الجهل هذه ، كنت أشتاط غيظا وغضبا ، وجلست أراقب منزل جارنا لأيام بعدها ، كنت اشعر بالفضول في عين الجميع ولكن لما لا يتسألون ويفتحون أفواههم ، قلت لأمي : يا أمي أين أبنهما ، زفرت بغضب قائلة : ليس لك شأن يا بني .

من ملاحظتي لمنزلهما المستمر ، لاحظت شيء غريب جدا ، كان عندما يخرجون من المنزل ، كانت هناك اشارات من الضوء المتقطع تصدر من داخل المنزل المظلم ، تبدوا كاشارات ثابته ، بدأت أتابع الأمر أكثر عن قرب كانت تلك الأشارات لا تصدر إلا عند خلو المنزل من الابوين ، وبعدها بدأت أرى خيال شخص يتحرك من خلف زجاج المنزل ، بدأ الأمر يشدني أكثر فهناك أحد بالمنزل أنا أعرف ولكن شخص يتحرك وأنا أعرف أبنهم قعيد لا يستطيع الحركة .

هل احاول دخول المنزل مرة أخرى ، لا أدري كانت حماقة منى ولكنني فعلتها ولكن لم أستطع الصعود للدور العلوى لقد شعرت بشخص يتحرك بالأعلى وكانت الرائحة كريهة جدا وخانقة ، خرجت أركض كالمجنون ولكن قررت الاتصال بالشرطه وليحدث ما يحدث ، أنا اشعر هناك شيء غريب بمنزل الرجل ، فماذا سيفعلون لي ربما كان يعذب ابنه القعيد من يدري والصبي يستغيث فهو لا يستطيع الصراخ لانه أخرس ، ولا الحركة فهو قعيد كرسي متحرك ، اتصلت بالشرطه وهنا أتت الشرطه ، وفتشت المنزل وكانت المفاجاه التي هزت الحي كله والفاجعة المؤلمة ، لقد وجدوا الصبي على كرسيه المتحرك ، يجلس هيكل عظمي متحلل ، جثه متحلله لقد قام الأبوين بقتله ابنهما أو مات وحده ولكنهم تركوه كما هو يجلس مكانه ويمارسون حياتهم من حوله ، وجدت الشرطة الكثير من العظام وجلود الخراف وقرونها في غرفة منعزلة ومليئة بالدماء المتجلطة ، لا احد يعرف هل كانوا يذبحون الخراف هنا ام يمارسون السحر الاسود والشعوذة ، لم يظهر الرجل وزوجته من جديد ولم تعثر عليهما الشرطة ولا أحد يعرف أين ذهبا حتى اليوم .

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن