قصص رعب

سر جدتي العجوز

الكثير من تلك الأمور تحدث فلا تخف ولا تشغل بالك ، ولكن احذر فتلك الأمور لا تحدث إلا ليلا يا ولدي ، فقط غطى رأسك وأصمت ولا تتكلم ، لأنك إن تكلمت سمعوا صوتك وزحفوا إلى جسدك وإن خف شموا رائحة الأدرالين لديك ونهشوا لحمك ، كانت تلك الكلمات ترددها جدتي العجوز على مسامعي عندما كنت أذهب لزيارتها في تلك القرية الريفية الصغيرة في أجازة نصف العام ونهاية العام سوف أحكي لكم عن سر جدتي .

– غطي رأسك يا ولدي حتى لا يسمعوك ويشموك ، كانت تلك هي كلماتها لي ، كان أبي وأمي لا يحبان الذهاب للقرية ولا أن يجعلونني أجلس مع جدتي العجوز ، ولكن كنت احب الذهاب مثلي مثل أي طفل في مثل عمرى لم يكمل العاشرة من عمره يحب معرفة كل شيء ، والتطفل على كل شيء ، ولكن هذا لم يعجب أبي ولا أمي كانوا دوما يحاولون منعي من الجلوس مع جدتي العجوز والأستماع لتحذيراتها العديده ، التي لا أفهم معناها في الحقيقية ولكنها كانت تشدني دوما فكلمات العجائز لها أسرار وطعم مخيف خصوصا إن كانت ليلا .

كبرت جدتي وكبر سنها ، وأصبحت تخرف أكثر وأكثر ، وأضطر أبي لأحضارها للعيش معنا في المدينة ، لم ترحب أمي كثيرا بجدتي ولكن بعد مشاحنات وشد وجذب وافقت ، ولم يكن هناك سوى غرفتي ، احضر أبي لها سرير خاص ووضعه في غرفتي وشاركتني جدتي الغرفة ، كنت أخافها وأحب حديثها ، في أخر أيامها كانت أكثر صمتا ولا تتحدث مع أحد منا ، وكانت دوما صامته تقريبا ، كنت اتمنى ان تتحدث وتخبرني مما اغطى رأسي ولكنها لم تتحدث .

وكانت امي تمنعي من الحديث معها ، وفي يوم اضطر أبي وأمي لمغادرة المنزل في زيارة لمريض بالعائلة وبقيت أنا معها وحدى وكانت تلك المرة الأولى منذ شهران ، عندما أتت للعيش معنا ، كانت أمي تمنعي من الحديث مع جدتي .

وقتها نادتني بعد أن عرفت بمغادرة امي وأبي ، وقالت لي تعالى يا صالح ، نعم فأسمى هو صالح على نفس اسم جدي رحمه الله ، قالت لي جدتي ، أنت تفكرني بجدك رحمه الله فهو يشبهك كثيرا ، ولكن اتمنى ألا تتدخل فيما لا يعنيك مثله يا ولدي ، حتى لا تلاقي نفس المصير ، وهنا جذبني حديثها كثيرا فقلت لها ، وماذا حدث لجدي يا جدتي ، فقالت بحسرة ، لقد شموه يا ولدي وشموا خوفه منهم فأكلوا روحه ، كانت كماتها غامضة جدا ولكنها مثيرة وتنفع لفيلم رعب ، قلت لها كيف يا جدتي ولكنها لم ترد وصمتت ، اخذت اتحايل عليها بلا فائدة ، وعندما عاد ابي وامي سألته عن وفاة جدى كيف فلم اراه ولكن أبي لم يرد وقال لي لا تتدخ فيما لا يعنيك ، ماتت جدتي بعدها وظل السؤال في ذهني كيف مات جدي ، حتى كبرت وعرفت من عمى كيف مات جدي فلقد كان يحاول تحضير الجن عن طريق كتاب سحر وجده يوما مدفونا في ارضه ، وعندما حضرهم وانشق الجدار من خلفه لم يتحمل اخذ يصرخ ويهذي واخبر الجميع ولكنه فقد عقله فادخلوه مستشفى المجانين ومات هنا وحيدا ، كانت قصته حزينه ولكنه تدخل فيما لا يعنيه ولم يكن يمتلك القوة والشجاعة لذلك .