الطفلة زيزفونة وليلة كاملة في استضافة الجن .

596 33 3
                                    

ما لا تعلم عنه شيئا وتجهله لا تقترب منه، ولا تنساق ورائه بدفاع الفضول وحب الاستطلاع وإلا ستخسر الكثير عندما يتعلق الأمر بعالم غريب عنا "العالم السفلي" عالم الجن والمردة؛ من قصص جن الطفلة زيزفونة قصة في غاية الرعب والإثارة والتشويق.

ليلة كاملة في استضافة الجن:

كان هناك شاب اسمه "خالد" يعمل بمنطقة تبعد عن مدينة الرياض بما يقارب 300 كيلومترا، كان يعمل طوال الأسبوع ولديه عطلة لمدة يومين الجمعة والسبت يقضيهما بالرياض برفقة الأهل والأصدقاء؛ كان دائما يحب العطلة حيث أنه يتمكن من رؤية كل من يحب، وينتظرها بفارغ الصبر؛ ومن صفاته كان محبا جدا لكل ما هو جديد، دائما ما ينساق وراء فضوله وحبه للاستطلاع مهما كلفه الأمر، كان شجاعا ولا يخاف شيئا.

من أغرب المواقف:

وبيوم من أيام عمله وتحديدا بيوم الخميس وفي آخر ساعات عمله المتواصل اضطر إلى المكوث بمكتبه لساعات متأخرة بسبب ضغط العمل عليه، وها قد أتاه الليل وأمامه ساعات طويلة ليصل لمدينة الرياض ليمضي عطلته كعادته، ولكنه سيجتاز طريقا طويلا موحشا وبالليل المتأخر وبمفرده؛ هدأ من روعه وربط جأشه واعتل طريقه للعودة إلى الأهل والأحباب.

رعب لا متناهي:

وأثناء طريقه كان يقود سيارته بسرعة قصوى على أمل أن يصل في أسرع وقت ممكن، وحتى لا يصادف شيئا مما تنكره نفسه، وأثناء سيره شبه إليه بأنه قد رأى كلبا من بعيد فهدأ من سرعته وأشعل النور العالي لكي يتمكن من رؤية كل ما هو أمامه، وعندما اقترب من ذلك الشيء لم يجده كلبا، بل وجده مثل هيئة البشر ولكن بملامح ما أبشعها، هنا ارتجف جسد "خالد" وبدأ بتلاوة ما تيسر له من القرآن الكريم، ولكن الشيء مازال ينظر إليه، فأغمض عينيه وقال لنفسه لابد وأنها هواجس ولا صحة لها من الواقع، وعندما فتح عينيه لم يجده كان قد اختفى في لمح البصر.

إنقاذ طفلة:

فأسرع بسيارته من جديد بأقصى ما لديه، وحينها كانت من خلفه شاحنة عملاقة، وبمنعطف الطريق تعبر سيارة صغيرة، فظل محافظا على سرعته ليتفادى الشاحنة العملاقة ويمر قبل السيارة الصغيرة، وهنا ظهر له على الطريق شخصا دقق بنظره ليراه جيدا، فإذا به طفل صغير لا إنها طفلة لا تتجاوز الثالثة من عمرها، كانت تعبر الطريق السريع في منتهى البطء، هنا خفف "خالد" من حدة سرعته ليتفادى الطفلة الصغيرة، وحينها تساءل العديد من الأسئلة بباله التي لم يجد لها جوابا؛ ولكن سائق الشاحنة لن يرى الطفلة ولن ينتبه لخطواتها، وهنا أسرع "خالد" باتجاهها وأوقف سيارته وجذب الطفلة بداخلها، وأمضى في طريقه مسرعا بأقصى سرعته وبذلك أنقذ الطفلة من نهاية مؤلمة محتومة.

دهشة وذهول:

وبعدما تجاوز "خالد" الخطر توجه بنظره للطفلة الصغيرة، وإذا بها في غاية الجمال ذات بشرة ناعمة بيضاء، شعر طويل بطولها إلا ببضع سنتيمترات قلائل شديد السواد واللمعة، عيناها جميلتين ولا تظهر عليها أي من علامات الطفولة، لا ببكاء ولا بضحكات ولا حتى بعلامات خوف تهيمن على ملامحها؛ الطفلة الصغيرة في حضن "خالد" وهو يبحث يمينا ويسارا لربما يجد من يبحث عنها من أهلها وذويها، أو يجد أي شيء يدل عليها لكي يتمكن من إعادتها.

من الغرائب المخيفة:

أحب "خالد" الطفلة الصغيرة التي لم يرى في مثل جمالها قط مما جعله يطبع على جبينها قبلة من شدة ما ألم به من وجع وحزن على مصير تلك الطفلة المجهول، وهنا رأى "خالد" من بعيد رجل قوي البنيان طويل جدا وضخم والذي رمقه بنظرات حادة مما بعث القلق بنفس "خالد"، وعندما اقترب منه "خالد" بسيارته إذا به صبي صغير لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، تعجب "خالد" من أمره وهنا تصرف ذلك الصبي بحركات غريبة مثيرة للشكوك؛ أصر الصبي على اصطحاب الطفلة بعيدا عن "خالد" وهنا خاف "خالد" على الطفلة منه وقرر الانضمام إليهما ليطمئن على سلامتها بوصولها إلى والديها.

قرية الجن:

وهنا ظهرت علامات الضيق على الصبي فجلس في مقعد السائق وبجواره "خالد" وجعل الطفلة على المقعد الخلفي، وبعد مدة وجيزة وصلوا إلى مكان شديد الظلمة تحيط به أربعة جبال عظام، فنزلوا من السيارة فاندهش "خالد" مما رآه لا توجد أنوار إلا على أبعاد متساوية وعبارة عن نيران مشتعلة، جذب الصبي الطفلة ورحل بها في لمح البصر وترك "خالد" يواجه مصيرا مجهولا، لقد شاهد في تلك الليلة كل أنواع الرعب لدرجة أنه لم يستطع النهوض من محله وجثا على ركبتيه؛ وحينما اقترب منه جنيا على هيئة لم يستطع التعرف عليه منها لا توجد بوجهه أية ملامح لا فم ولا أنف ولا عينين إنه كقطعة اللحم السوداء، تباعدت أنفاس "خالد" وأيقن في قرارة نفسه أنها لحظات عمره الأخيرة.

ليلة في ضيافة الجن:

وهنا قدمت إليه الطفلة التي أنقذها مسرعة إليه، وجاء معها والدها الذي علم فيما بعد أنه ملك الجان، ولقاء ما أنقذ حياة ابنته "زيزفونة" سيكون في ضيافة الجن لمدة ليلة كاملة.

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن