يقولون بأن بموت الأشخاص ينتهي كل شيء ، ولكن ما حدث في تلك القرية وفي هذا المنزل ينفي ذلك تماما ، ويؤكد بأن الأشباح تظل عالقة في عالم البشر ترجوا القصاص من قاتليها ، ولتخبر البشر بأنها مازالت هنا عالقة في عالمهم البغيض واليوم تحكي صديقتنا من الجزائر تلك القصة التي أراها من وجهة نظري مأساوية أكثر منها مرعبه .
تقول صديقتنا إن القصة مرعبة جدا ومخيفة ، اشترينا المنزل الريفي البسيط وكان في ولاية سكيكدة في بلدية بن عزوز بمنزل زهيد جدا ، يومها شعرت بالحاجة لدخول الحمام اسيقظت ، وكانت السماء تمطر بغزارة شديدة ، إن الحمام يوجد بعيدا في فناء المنزل البسيط خلف المنزل ، خرجت وانا أسمع أصوات الرياح العالية والأمطار الغزيرة تضرب كل شيء ، وهنا لا أعرف من أين ظهر أمامي كان شيء كبير جدا ويطير بالهواء ، لم يكن طائر فحجمة كبير جدا عن الطيور ولا خفاش فلونه كان أبيض وكان يطير بسرعة كبيرة جدا لدرجة غريبة ، سقط قلبي بين قدمي وشعرت بالتوتر والرعب وكنت أشعر بأنني عاجزة عن الحركة ، ووقف لساني عاجز عن الصراخ والأستنجاد بأحد ، أردت الصراخ فلم أستطع فعل شيء وأنا أنظر بتور وهلع لذلك الشيء الطائر في الهواء من هنا وهناك يتحرك ، اصطدم بي الشيء الأبيض ولم يكن له ملامح ولكننى شاهدت عيونه الحمراء الدموية وهنا لم أتمالك في الحقيقة ، فصرخت برعب شديد وسقطت على الأرض فاقدة الوعي .
فتحت عيني برعب فوجدت إنني في غرفتي وعلى فراشي انام بسلام وزوجى بجواري ، وكان يبدوا عليه الخوف والتوتر سألني عما حدث لي ، أخبرته ما شاهدته بالفناء والشبح الذي كان يطير وضربني في وجهي بعنف ، وقتها قال زوجي بأنه لم يحدث شيء وربما قد توهمت الأمر لأننا لم نعتاد على المنزل الغريب ، وكا نسكن بولاية أخرى ولكنه العمل فاضطررنا لشراء ذلك المنزل بسعر زهيد ، وقتها سكت واقنعت نفسي بأنه ربما خيال حقا ووهم ولم يحدث شيء وأخذت أشغل القرآن الكريم بالمنزل ، ولكن ما حدث بعدها كان مرعب جدا ومخيف فلقد رأيت نفس الشيء من جديد وولكن لك المرة كانت ملامحةواضحة كان يشبه البشر كثيرا ويرتدي الابيض وعيونه حمراء تماما ، كت اعرف بأنه شبح وعفريت كل مرة كنت أراه في وقت متأخر من الليل كان يطير بالفناء ، كنت أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأردد ما أحفظة من القرآن الكريم حتى يرحل ، كنت اخاف دخول الحمام ليلا ، بدأت الكثير من الأمور الغريبة تحدث لنا بالمنزل وكلها في نفس الموعد من الليل مابين الثانية والثالثة فجرا .
اصبحنا لا ننام ليلا من شدة الاصوات التي نسمعها ، لا ندري ماذا حدث فمنذ رؤية الشبح الطائر ، واذداد الموضوع سوء ، كنا نسمع اصوات تصرخ ليلا واصوات تغني وتناجي احد ، وتطور الامر فكنا نرى اكثر من شبح طائر بل كنا نرى الكثيرون وحتى اساس المنزل كانت تتحرك من تلقاء نفسها ، لم نعد نتحمل كل هذا اصبح زوجى يراهم ايضا ، وقتها قرر زوجى معرفة تاريخ المنزل ولماذا يحدث ما يحدث فلم نؤذي أحد ونواظب على فروضنا ، عرفنا من عجائز المنطقة من الرجال بما حدث في منزلنا ، ففي عام 1961 م نفذ الفرنسيون الحكم بالأعدام على كتية كاملة من كتائب المقاومة الجزائرية والمقاومون للاستعامر ، لقد قاموا برميهم بالرصاص أحياء وهم في حفرة كبيرة وبعدها دفنوهم وكان كثيرون منهم مازالوا احياء اخذوا يصرخون وينادون ولكن الفرنسيون وضعوا التراب فوق أجسادهم وساروا بسياراتهم على الحفرة حتى يقتلوا من بقى حيا ، كانت مجزرة بشعة جدا ووحشية ، وبعدها قام اهالي الولاية باخراج الجسد ودفنهم حسب شرع الله وسنه رسوله في مقابر الولاية .
واصبح مكان المجزرة بشع ومخيف غارق بماء الضحايا وصرخاتهم ليلا ، لم يستطع احد ان يقترب من المنطقة ولكن بعد سنوات تم انشاء هذا المنزل ولكن لم يسكنه أحد إلا أسرة واحدة قبلهم ورفضت البقاء فيه للامور الغريبة التي كانت تحدث فيه ، وبعدها اشتريناه نحن ، لم نكن نعرف تلك القصة ولم يخبرنا مالك المنزل ، ولكننا تركنا المنزل ولم نعود للعيش فيه من جديد ، ولكنها كانت ابشع تجربة مررنا بها حتى زوجي عاد لعمله القديم وترك العمل الجديد ولكن مازلنا نتذكر المنزل وما عانيناه فيه ، إن أشباح الجنود لم تؤذينا ولكن ربما أرادت أن تعيش في هدوء ، وأن يترك لها الناس تلك القطعة التي تشربت من دمائهم الطاهرة رحمهم الله وغفر لهم ، ولعن الله الأستعمار والمستعمرون ورحم شهدائنا وشهداء الوطن .

أنت تقرأ
قصص رعب
Horrorوهل عندما نحب شيء نجده امامنا ، فأنا أحب قراءة قصص الرعب كثيرا والإستماع إلى قصص الرعب الحقيقية من كل بلد ومكان .