لا أدري أحيانا كثيرة أفكر في الأمر ، لماذا يصر الإنسان على أذية نفسه ومن حوله ، لماذا يصر على الكفر ومعصية الله ، فماذا سيستفيد من تحضير الجن والشياطين والعفاريت ، هل يتخيل بانه بعدها سيصرفهم بسهولة ، هل تحلم يا أخي فهذا طريق ليس فيه رجوع ، قبل أي شيء إستمع جيدا إلى قصتى حتى النهاية ، وبعدها افعل ما تريد فالموضوع ليس كما تتخيل أبدا ، ولا ما تظن ثق في فهو طريق مظلم وملىء بالمخاطر الكثيرة وللرعب وجوه كثيرة .
بدأت قصتي عندما كنت في السابعة من عمرى وكنت اجلس استمع إلى قصص جدتي العجوز عن الجن والعفاريت ، كانت جدتي من ريف مصر تعيش في بيت وسط الحقول الزراعية والأراضي الخضراء ، كنت أحب الإجازة الصيفية حتى اقضيها معها في المزرعة مع الحيوانات وسط الحقول ، كانت تجلس معنا ليلا بعد العشاء لتحكي لنا الكثير من القصص المرعبة والحكايات المخيفة المختلفة عن الجن والعفاريت التي تظهر بالحقول ليلا والخلاء .
كنت استمع لها باعجاب شديد وإنبهار كبير ، تقول أمي بأن ما تقوله جدتي هو خرافه وأساطير كثيرة ولا يحدث في الحقيقية ، ولكن جدتي العجوز تتوهم الأمر وتتخيل الأشياء ، ولكنني كنت أصدق جدتي ولا أصدق أمي منذ الصغر ومتعلق بها بشدة ، وأقول بأن أمي لا تعرف عن تلك الأمور لأنها كانت لا تعيشها ولم تراها فكيف تحكم في شيء لا تعرفه ، أعرف بأن جدتي لا تكذب وعالم الجن عالم واسع جدا لا يعرف عنه أحد الكثير ، إلا من يتعامل معه وكانت جدتي العجوز تتعامل معهم أنا أعرف وتخرجهم من الأجساد بالقرآن الكريم ، وكانت تصنع الأعمال وتكتب بعض الكلمات باللون الاحمر وتحضر الزعفران ، كنت اراها ترسم الكثير من الرسومات الغريبة على الاوراق ، أعرف بأنه عالم غامض مخيف هل هو عالم مرعب ، كنت أفكر مع نفسي كيف يكون هذا العالم الغامض المخيف ، ما هي اشكالهم يا ترى ؟
كانت جدتي تخبرني بأنهم يتمثلون في شكل الحيوانات والحشرات ليلا وتحذرني من قتل أي حيوان أو حشرة ليلا حتى لا يؤذوني ، هم مخلوقات من النار ولكنهم يجعلونك تشعر بالقشعريرة والبرد الشديد من حولك ، كنت اعشق تلك الكلمات من فم جدتي العجوز وحكاياتها ، حتى صرت في السابعة من عمرى وكان تعلقي بها يذيد يوم عن يوم وانظر الاجازة حتى اذهب إليها وأجلس معها واستمع لكلماتها وحكاياتها ، ولكنها مع تقدمها بالسن كانت غريبة دوما صامته تنظر للأمام بشكل غريب ، وبعيون دوما مذعورة ، وكانت تخاف البقاء بالمنزل بمفردها وطلبت من أبي أن تأتي وتجلس معانا بالقاهرة رغم إنها لم تغادر منزلها ، وكانت ترفض مغادرته لسنوات ، فلا أتذكر بأنها زارت منزلنا يوما منذ 16 عام .
كانت جدتي في أخر أيامها غريبة جدا ولا تقوممن الفراش تقريبا الا نادر ، كانت دوما خائفة وتبكي وكنت انا حزين عليها قلبي يتقطع ، لم تعد تقص علي قصصها ولا حكاويها عن ذلك العالم المرعب ، وكلما حاولت جعلها تتحدث عن الامر كانت تبكي وتقول لي ابتعد يا ولدي عن طريق الشيطان ولا تقربه ، كانت تقكرر كلامها وتبكي بعدها وتنوح ، حتى حذرني أبي من كلامها وأخبرني ألا أضايقها بالكلام حتى لا يذيد مرضها وتعبها ، وابتعدت عنها كما طلبوا منى ولكننى كنت اريد أن اعرف المذيد عن تلك الأمور وكنت أعرف بأن منزلها سيحتوى على تلك الأشياء ، وقررت أن أذهب لمنزل جدتي وابحث عما أريد ربما وجدت كتاب أو شيء يدخلني ذلك العالم .
اقنعت أمي وأبي بأنني ذاهب في رحلة مدرسية لمدة يوم لمحافظة أخرى ووافقوا ، وذهبت مع صديق لي كان مهتم بالامور وبعالم الجن مثلي ، ورحلنا باكرا بعد صلاة الفجر حتى نعود مبكرا ، اعرف جيدا أين منزل جدتي في محافظة ريفية سفر حوالي ثلاث ساعات ، وركبنا القطار وسافرنا وكلنا حماس وأتى معنا أخو صديقي ، ووصلنا إلى المنزل لقد سرقت المفتاح من المنزل ، كان المنزل صامت تماما من الخارج فتحنا البوابة الحديدية ودخلنا ، كل شيء كان هادىء رائحة كريهة جدا بالمنزل ، كان المكان بارد جدا ، قال صديقي ، اشعر بأن شيء سيء سيحدث ، فقلت له لا تخف فلا يوجد ما يدعوا للخوف فهو منزل جدتي فلن يتهمنا أحد بسرقته لا تقلق .
صعدنا للطابق العلوى حيث غرفة جدتي ، كانت مغلقة بالمفتاح تعجبت من الامر ، فقال أخوا صديقي ما رأيك أن ندخل من شباك الغرفة الأخرى ، وافقنا وتسللنا الى داخل الغرفة المظلمة ، وهنا تحرك شيء بالظلام فصرخت برعب شديد ، وهنا اضأت مصباح الغرفة فوجدنا شيء أسود يسير على الأرض ويدخل إلى خزانة جدتي العجوز .
صرخنا بفزع وحاولنا العودة من النافذة ولكن اغلقت مرة واحدة في وجوهنا ، وكأن هناك رياح اغلقتها بقوة ، حاولنا فتحها ولكن بلا فائدة ، اخذنا نصرخ برعب وهنا سمعنا أصوات كثيرة مختلطة وصوت ضحكات بالغرفة ، وهنا لم أستطع فعل شيء سوى الأتصال بأبي وقلت له بأن ينقذنا ، واخبرته باننا في منزل جدتي بالمنوفيه وهنا انقطع الاتصال واخذنا نصرخ ووجدت كل الاشياء تقذف في وجهي بقوة ، ولا أتذكر شيء فلقد سقطنا فاقدين الوعي ، فحت عيني لأجد عمدة القرية والكثير من الناس وشيخ القرية من حولي ، وكان الشيخ يقرأ القرآن بصوت عالي ، فعرف بان أبي اتصل بأحد أقاربه بالقرية وأتى لينقذنا في منزل جدتي العجوز ، وسمعوا صاخنا والاشياء التي تتحطم وبعدها وجودون فاقدين الوعي في الغرفة لا يعرفون ما حدث .
واتى أبي وأمي وأعمامي وقاموا بتوبيخي لما فعلت وقصصت لهم ما حدث ولكن ، لم يتكلم أحد في الأمر أوصلنا عمي للقاهرة وأوصل أصدقائي وعدت إلى المنزل وأنا أشعر بالصداع ولا أفهم ما حدث ، من يومها حذرني أبي من تكرار ما فعلت ، وعدت لجدتي احاول سؤالها عما يوجد في منزلها ولكنها لم تقل شيء ، كانت تنظر لي وتبكي بشدة حتى ماتت بعد تلك الحادثة بعشرة أيام وبقيت أنا مرعوب وأشعر بالخوف كلما تذكرت ما حدث ، ولم احاول العودة من جديد إلى منزل جدتي ولا معرفة شيء عما رأينه يومها ، ومرت السنوات ومازلت لا استطع نسيان الأمر ولا منع تلك الكوابيس التي تراوضي ..
أنت تقرأ
قصص رعب
Horrorوهل عندما نحب شيء نجده امامنا ، فأنا أحب قراءة قصص الرعب كثيرا والإستماع إلى قصص الرعب الحقيقية من كل بلد ومكان .