وإن كنت جبانا وتخاف من قط اسود يمر بجوارك في الطريق ، فلما لا تجري وتسرع وتبتعد عن كل ما يخيفك لما تطفل يا احمق وتتدخل فيما لا يعنيك اخبرني هل سيعطونك الذهب أم الكثير من الأموال لتطفلك ، غريب أنت وأحمق تخاف من كل شيء بالحياة حتى صفير الريح في أذنيك معتقدا بأنه عزيف الجن واصواتهم ، ومع ذلك تصر على أن تحشر أنفك فيما لا يخصك ولا يعنيك وترى ما يفعلون وما دخلك أنت قل لي ، غريب جدا أيها الإنسان ومتطفل وفضولك قاتلك .
في البداية هو ليس فندق بالمعنى الذي تتخيلونة فليس كثير الغرف والأدوار وما تعرفونه عن الفنادق بل هو شقتان كبيرتان ، كانت جارتنا تأجرهم بالغرفة للطلبه والفتيات المغتربات من المحافظات الأخرى ، كانت جارتنا وتدعى مدام " كوثر " سيدة تجاوزت الخمسون عاما من عمرها ، كانت تعيش بمفردها بعد موت زوجها وزواج ابنائها الثلاثة ، ولكن لم يعد أحد يزور مدام كوثر من أولادها فأنشئت الفندق هو ليس فندق كما أخبرتكم عنه ، ولكن مدام كوثر تصر بتسميته فندق .
كان منزلها وفندقها بالعمارة التي أمامنا مباشرة ، منذ صغرى وأنا أحب مدام كوثر في الحقيقة ، وأراها جميلة تهتم بنفسها ومكياجها ولا تعطي لها سنا فهى دوما في أبهى صورة متزينه وجميلة ورائحة العطور تفوح منها رائعة ، ورائحة الطعام الذي كانت تعدة للفتيات والمغتربات كان رائع لن أنكر كنت أذهب إليها دوما واطلب منها الطعام وكانت كريمه جدا وكانت تعطيني ، ولا تقول لا أبدا بل كانت دوما تبتسم واخذ الطعام وانا سعيدة جدا واركض بعد أكله مع الحلويات التي كانت تقدمها لي أنا وصديقتي ، كنا لا نخبر أحد من أمهاتنا حتى لا تضربنا في الحقيقية فجميع من بالشارع كان يكرة مدام كوثر ولا أحد منا يعرف السبب ، فنحن نراها ملاك وجميله ورائحتها جميله وطعامها جميل جدا فلماذا لا يحبونها وكانت دوما أمي تحذرني من الأقتراب من فندق مدام كوثر او الاقتراب من المرأة .
لم أفهم لماذا ولكنني لم افعل ما تقوله أمي في الحقيقة ، كنت أعتقد بأن أمي تغار من المرأة لانها أجمل منها وطعامها أشهى منها ، كانت تقول لي أمى ابتعدي عن الشيطان يا رقية ولا تقربي منزلها ، الشيطان هل تتهم أمي مدام كوثر بالشيطان ولكن لماذا ، فالمرأة طيبة جدا ولا تكره أحد بل الجميع هم من يكرهونها من الجيران ، قالت أمى عندما سألتها لماذا ؟
إنك صغيرة ولا تعرفين شيء عندما تكبرين سوف تعرفين وتفهمين كل شيء فهي أمرأة ملعونة ، لم أصدق أمي في الحقيقية فإن كانت ملعونة فلماذا تسكن عندها كل تلك الفتيات ، قالت أمي : ليس بأرادتهم يا رقيه فهم مجبرون يا حبيبتي ، اخذت كلمات أمي تتردد في ذهني مجبرون ولكن كيف يجبر الإنسان على فعل ما لا يريد لا أفهم ، كنت وقتها في العاشرة من عمرى .
قصصت على صديقتي وقالت لي نفس كلام امها وتحذيرها ، وقالت لي شيء غريب ، قالت لها أمها أنظري لكل تلك الفتيات التي تسكن في الفندق الملعون ، قلت لها وماذا فيهم ، لما نلاحظ من قبل بأن الفتيات حقا كانوا نحفاء جدا ووجوههم شاحبة جدا رغم الاكل الكثير الذي تصنعه مدام كوثر كل يوم .
أنت تقرأ
قصص رعب
رعبوهل عندما نحب شيء نجده امامنا ، فأنا أحب قراءة قصص الرعب كثيرا والإستماع إلى قصص الرعب الحقيقية من كل بلد ومكان .