مُروج البُستان

13.1K 813 722
                                    

.

-إمم عَمتي ، أحتاجُ لِمفتاحِ الباب الخلفِي للحقل ، هَّلا سَمحتِ لِي بأخذِه؟

تَحدثَ تايهيونق بَعد إن طَّرق البابّ مرتيّـن وفِي الثالثه كانَت قَد أقامَت العمةُ جوليّ بالبابِ وفتحته -الرَجل كانَ يَنظر الى تَعاطِفها مَع الفَتى الصَغير ، قَرصت له جبينهُ مَرة ، وأعطتهُ الحَلوى والفَراولة إضافةً الى إنها إقتطفت مِن عِنقودِ الزهور المُتدلي قُرب الباب زَهرةً بيضاء صَغيرة وغَرستها فِي خصلاتهِ .

إنحنى الرَجل الكَبير إحتراماً لها وبكِل إهزوجيه مَشى خَلف تايهيونق الذِي يرقصُ بوجنتيهِ الضاحِكتين -الدِفئ هو ما يقدمهُ الفَتى والحُب هوَ ما يُقدمُ لَه .

-إن لَم تكن تعلم فعمتي هذهِ تعطِيني الحَلوى أيضاً في كل مرة أراها فِيها ، هيَ لطيفة جداً وتستري لِي الكثير من الأسياء حينما تذهب الى السوق السعبيّ .

نَجمةً بيضاء كانت تَشع فِي عينا الرَجل حينما يَنظر الى الياقوتيّ الذِي يحمل المفاتِيح ويأكلُ ويخرج أصواتاً لذيذه ويلتغذُ فِي كلامهِ بين حينٍ وحين . لا يَعلم بأنهُ يَصعب على الناسِ مُقاومَته .

أنصبَ إهتمامه كافَة على كيفية حملِ الحَلوى بينما يَقوم بفتحِ الباب ؟

-دَعنيّ أُساعِدك ، سأحملُ عنكَ الحَلوى وأنت إفتحَ المِفتاح .

تَحدثَ الرجل متقدماً ناحِية الفَتى الصَغير الذِي وافقه ما يَرغبُ بفِعله . إلتفتَ إليهِ -يَجعل مقلتيهِ ترتجف فِي كل مرة ينظر بها إليهِ بربيعيتيّه .

الرَجل تَقرب أكَثر حَتى شَد على رقبةِ الصَبي وقبلهُ -قُبلة لزِجه قليلاً حيثُ يحصرُ على جسدهِ بحركة خفيفه ناحِية بابِ الحقل المُغلق . تايهيونق تمّرمرَ بين يديهِ وأرادَ أن يُسقطَ كيسّ الحَلوى لولا يديّ جونقكوك الأخرى أمسكت بهِ بإحكام .


أعدم كافَة المَساحةِ بينهم -وقَّرب كتفه المنحني بينما يَتزاوى مع الصَغير بِرفق ،

-أخبرتُكَ بأن أحمِلَ الحَلوى ، وها أنا أحملُ شفتاك .

  أعربّ ليُكمِل ما كانَ فمه يَفعل . الفَتى الصَغير كانَ قَد ضَحى بوعيهِ ليسقط هائِماً فِي القُبلة التِي وجهها الرَجل له . قُبعته القَشـية سَقطت الى الخَلف -حيثُ هزيز الرِياح بدأ يُحركها بشكلٍ دائِري .

رونق الطَبيعه الذِي كانَ حولهم ، إضافةً إلى نَسماتِ الرَبيع شيءٌ بَهي الشِعور ، وشَهيّة مُتفتحه لِلنظر .

شارِكنيّ الحُب . أسقطَ الأكبر الكِيس بِخفة على الأرض وهمسّ فِي أذنهِ -يُثير الحَرائِق التِي تجتاح فِي صدره، بِخفه إغتلَت يدي الفَتى الصَغير حول عنقه القريّب كعنقودِ عِنب ، وشَدَ بِخفه على خصلاتِ جونقكوك الخَلفيه . كانَ فِي كُلِ مَرة يفتحُ على فمهِ الصَغير المَساحة -لِسان جونقكوك يتدخل ، أخِذًا رَحيق التوليّـب الكامِل إليه .

توليّـب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن