.
-آه جيمين ، وجدت زهرة التوليّـب مجددًا موضوعةً على عتبة منزلنا .
يدي ربيعي العينين كانَت قد تقدمت ناحية خصلاتهِ الياقوتيـة المرجان اللوني لتزيحها إزاحةً بطيئـه الى الخَلف . إلتفتَ جيميّن اليه برحابية، يصنع إتصالا نظري بينهم ، باغتت عينيه عبوسية الأصغر المترنحه على فتنة ملاحته .
-وللآن لم تعرف من المُرسل ؟
كانَّ في خضم الوقوف لولا سؤال الأكبر الذي إستوقفه ، إرتخى مجددًا معيدًا ضئولة جسده الى جذع الشجرة اللتي كلن يرتكز عليـها. مرر بصره الى النواحي العشبية التي كانت بهم ، بستان الزهور بم يغفل على تفتحه في مسائيات الربيع الهادئة.
-كلا يا جيمين ، عمتي مِيسيّل سككت بكلامي لرحوبية الأزهار وتبينها على إنها مُقتطفه حديثًا .
أشعة الشمس الذهبيـه كانت تغلف أجسادهم ، قدم الياقوتيّ كلتا كفيّـه السُمر للتوت والكرز الموضوع في السَّله أمامهم ليحضى بإلتقاط واحدة مستمعًا لكل تذمرات وحسرات الفتى اللذي يجلس بقربـه .
كان الفَتى تايهيُونق يفضل الصمت على الحديث ، يفضل أن لا يخبر جيمين على -إن الزهور كانت قد إحتلمت بِورقةٍ ملتصقه تلعب فوق عشب أزهار أنفاس الطفل اللتي كانت ترافق برقيـة التوليب . وإن الكلمات المنصصة أسفل الورقة كانت شديدة اللذة وبذات الوقت جائعة للقراءة والإهتمام بخط يدٍ هائمٍ في الحب -أعيشُ لأستمع لنبرة صوتك اللتي عاقبتني صباحًا .
-عمتك مِيسيّل يا تايهيونق لا تتفهم ، لوهلة أظن إن الشيب أخذ حقه فيها .
تمتمها ليرى شرود الياقوتي في أعشاب البُستان المنثورة أمامـه ، يستطعم الكرز بهداوه . كان يسيلُ من زوايا فمه الصمت المصاحِب للوجدان المُقفى والتائه .
-هيه تايهيونق! فيما شارد أنت ؟
شخب رسغه ليوقظه من شروده هاربَّا به أسفل الحقل الأخضر ، يجري وخلفه صمته الى الداخل . يلجُّ الثريّا المتحطمه في عقله ليجيب بتمتمة -"لست ساردا أترك يدي" ساحبًا رسغه من كفتي الأكبـر .
-سأذهب لجلب السَلتين وأنت إذهب لمساعدة العمة مِيسيّل وسألحقك أنا .
هم تاركًا الياقوتي مرتجل الوقوف أمام بيتهم ، الذي كان بأواخر المدينة حيث البساتين والأشجار-وفتى الريف تايهيونق .عادَّ تايهيونق الى المنزل بعد طرقه الباب ثلاث مراتٍ متتالية ليتلقى سماع الرد من العمة ، -"تفضل بالدخول يا بُني" ، ودخل.
خَلَّع حذائه ومرو يديه يعيد خصاله الى خلف رأسه ويهمهم للدخول ناحيتها حيثُ المطبخ منتزعًا تفاحة حمراء من على المائِده ، إبتسمت له بعطف وحنان وإستبيحت القول بعدها ، -"تايهيونق جلبت الحلوى لكما من سوق المدينه جربها".
تذوقها بالرؤى ليتنعم بالرعلء مِن مذاقها الذائب بين فمه ، قابلية الميعان بين لعابه، والطعم الذي يتراقص متجهًا الى معدته ، اللذة الغاويّة لما بعد الأفق الشاسِع !
-عمتي ، أتعلميـن بأني وجيمين كنا نظن إن الحلوى تنمو على الأسجار كما تنمو الفواكه ؟
نسيم ربيَّ هنى ناحية هاماته الياقوتية المتطايره أثناء حديثه، خصاله تمايلات مع هبيب الرياح ليطلق ميعاد صوته بصدر شَّهم على إنه -كان يظن الحلوى هي صنيع الأشـجار .
-أجل بني ، حتى إنك كنت في صغرك تجزم على إن للككاو شجرة كبيرة كخاصـ-!
-"الكَرز ، أعلَم". اقتات على حديثها متوجهًا الى غرفتهِ المطله على مبارِّج الأزهار والبساتيّن -أجل إنهم أبناء القُرى البعيده .
تأنـس مشغلا على وقته ما بين الإستماع الى صرير الأنهار وحفيف القصب القريب منه ، يناضل على أن يغني للشمس تهويدة مسائّية لتنام ، وينبلج الليل ملتقيًا به -فَتى التوليّـب .
تقلب يصدر أصواتا من على سريره القصبي ، ينظر للسقف والجدران لِيرى ملصقات الأوراق التِي كانَت ملصوقة على باقاتِ التوليّـب الموجه ناحِـيته .
حقلٌ شاسع ، وشمسٌ دافئه ، حتى الربيع في عقله كان يشتعل ذِكرًا بالرسائل الغرامية الجميلة .
في جوفَّه أخفى سره ، وكأنه يخفي الربيـع .
أنت تقرأ
توليّـب
Hayran Kurguأنا حبَّة عِنب حُلوة تَعال وامضغني بأسنانك الخشنة، أنا الزهـره، زهرةُ التوليّـب البريّه . ٢ فارق عمري كبير. الإنسان لآفير يهيم بأسقره، ويقدّم له كل الحب.