تُذيبُني بيديّك

5.6K 409 290
                                    

لقد ضاع الرجل في فتىً عميق ، عميق التحركات ، عميق الوصف ، وجميل الفِكر . كان جونقكوك لطالما يظّن بأنه من يحمل مشاعرًا أكثر في هذهِ العلاقة ، لكن ما إتضح له ، في هذهِ القبلة تحديدًا كان العكسْ ، العكسْ دومًا ولا غيره .

على الرغم من كيلّ مشاعره ، ومن تعبيراته ، من شعوره الفَذ الذي لا ينتهي ، لكن لحُب الفتى طعمٌ ألذ ، لتحركاتهِ الدقيقة التِي يصف بها . لمشاعرهِ التي يصنعها شيءً فشيءً كالكُرة ، ثم يرميها مرةً واحدة في وجهِ الرجل .

- سعرتُ بالحاجة لتقبيلك ، المسافة بين المائدة وبينك بعيدة نوعًا ما ، لذا أرجوك كن قريبًا مني ، حتى كلما سعرت بأن أسقري - هذا الرجل العظيم يحتاج لقبلة ، أعطيتهُ فورًا .
أمتص شفتيهِ رغمًا عن سكينة الرجل وعينيهِ العائمة فوق بحرْه ، الرجل أحاط خصره كسرجٍ خفيف بيدٍ ، وبالأخرى أكمل صنع الكعكة .

كان جبين الفتى ويديهِ يرتكزّان بدقة على صدرِ الرجل العريض ، يتبادلان القُبل بشكلٍ لذيذ ، ونبضيهما يختلطان بجمالية رائعه .

- يجب أن أعُد تفاصِيلك ، فبدأً من سعرك الأسقر ، والى عيناك الجميلتين ، أحلى حكايةٍ في عُمري ، الى أنفِك الذي يستحق قبلْة دافِئة ، والى سفتيك ، التي تُمزقني بالحُب . سفتيك التِي دائمًا كانت إتصالًا مباسرًا بيني وبينك . وبعدها يديك ، أصابِعُك ، جِلدُك ، كل سيءٍ فيك سأتأملُه ، وأعده ، وأحفظه في قاموسِ عقلي الى الأبد .

يحمله بين كلامه ، ليرمية واسعًا في مكانٍ مليء بالمشاعر . لم تكن حروفه أعتيادية أبدًا ، ولا أفعاله . ينبثق منهما ألف بُستان ، وألف قصيدة .
ينبثق منها ألف شعرٍ وألف شعور .

- أنت تُذيبُني يا تايهيونق .

- ألا تود ؟ سأكون جيدًا في صِناعتك مرةً أُخرى يا جونقكوك .

كانت قبلةٌ بينهما لا تنقطع أبدًا ، كلما أخذا ثانيةً للراحة ، عاودا تكرارها كإنها الأخيرة . وكل واحدة تعقبها دهشتها ولِذتها ، ومواضع الجمال فِيها .

- أنا أستاق إليك ، أستاق إليك كل دقيقة . أتعلم.. دعنِي أصف لك مساعري هذهِ التي تدغدغني . أسعر بالحماس يا أسقري ، الحماس وكأننّي أود أن أصرخ بسدة ! أن أركض في بستانٍ كبير تملئهُ صورتُك . وأصرخ من حماسي ، هذا الناجّم عن عدم تصديقي ! أنا لا أصدق أبدًا جونقكوكي بأنك حقيقي . أنت تُحبني ، تُحبني بسدة ! وأنا لم يُحبَني أحد في حياتي بهذا السكل ! لذا أنا مُتحمِس . سعورٌ لا يُصدق ، ولم يكُن مألوفًا قط . أود أن أتمدد على السرير وأركل الهواء من السعور ، أود أن أبتسم الى طيلةِ حياتي .

دقائقٌ حتى إستوعَب الرجلْ ما قاله الصبي ، كان كالغيمة في جوٍ صيْفي ، يمطّر حديثه بكل دفئ على الرجل ليجعله يسقط ، وينهار صوبًا الى أحضانه .

- هذا الحب ، الذِي أعطيتُك إياه.. لم يكُن إلا ذرةً من بحري ، يا كُل قواميسي وكل حُروفي ، يا مخارجيّ ، ويا هروبي من هذا العالم . أحببتُك ، لإنني إلتمستُ فيك مالم ألتمسهُ في شخصٍ آخر . هذا الكمال ، المثالية ، هذهِ الوداعة ، الفِتنه ، النبوغ ، يا فتاي الوديع أنا أود أن أنصَهِر ، وأدعك تُركبني كما تُريد !

-

- إنها لذيذه أيها الضخم !! هذهِ الكعكة سهية جدًا ، دائمًا تفوق توقعاتي يا رجُلي .
تحدث بها الصبي فورما قيد يد الرجل بخاصتهِ بعدما خرجا من المنزل وأقفلاه . يجب عليهما العَودة الى القصّر لإن أختفائهما قد إستمر الى يومٍ ونصف يوم .

- أنظر هذهِ فراستي ، أنظر ! إنها تقف على أنفي !
صرخ بها تايهيونق حينما لاحظ هبوط الفراسه على أنفِه ، كانت ذات ألوانٍ مشعه ، وحجمٍ صغير . ألفها الصبي ، وإبتسم فورًا لشعورهِ بها على أنفِه .

- لا أعلم كيف أشرح لك ، لكن أضعت من مِنكما الفرشة يا فتاي الصغير . أنت أرق منها ، أبعدها لكيلا تخدِشك .
مسح على رأسهِ بلطف ، مستلطفًا حركاتِه ، ولم يفعل الصبي شيءً غير إنه قد إبتسم بشكلٍ صاخب . وأخذ يرفع صوت ضحكاتهِ داخل الحديقه .

- لو أصبح لدينا طِفْل ، هل ستخبرني يومًا ما - ننننن تايهيونقي أضعت بينكما الطفْل ؟
توقف قليلًا ، والفِكرة قد أربكت عقله . طِفْل ، ومن تايهيونق ؟ كاد يشعر أن السماء ستسقط من شدةِ شعوره وتفكيره .

- " كيف سيصبح لدينا طفْل ؟ " سأله الرجل ، والفراشه قد طارت الى السماء . يبتسم الصغير ، يرفع يديهِ الى الأعلى وينظر الى الشمس ، السماء ، كل ما فوقِه .

: ألم تخبرني بأن الطائر لازال حيًا ؟ إذًا الأمل دائمًا موجود . وهذهِ الحياة الكبيرة ، عباره عن أُمنيات . أُمنيتي الأولى (هي أن أجد سخصًا يحبني كما أنا ، بجميع تصرفاتي ، يحبني كما لم يفعل أحدٌ في السابق ، وألا ترى ؟ قد تحققت ) والثانية ( هي أن أتزوج من يحبني ، رغمًا عن ظروف هذهِ الحياة ، وأيضًا قد تحققت ) ألا ترى بأن السماء تحقق دومًا أُمنياتي ؟ لذا سأتمنى ، وأتمنى ، ويوميًا أتمنى أن يكون لي طِفْلٌ مِنك ، وأنا واثق بأنها ستتحقق ، مِثل سابقياتها .

هيّا فالنعد الى المنزِل ، يا كُل منازلي .


اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
توليّـب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن