قلبًا ثانيًا وثالثًا ورابعًا لأجلِك

4.4K 398 355
                                    

رفع جونقكوك صوته عليه بغضب ، ليلتفت لقسوة صراخِه . "كيف لك ؟ تحاولُ إرضاءهُ بينما هو قد جرحك بكلامِه !." كان غاضبًا فألقى غضبهُ عليه - لكنه بدلًا عن إغضاب جونقكوك أكثر ألقى عليه محبةً مِنه .

-لأنه يا جونقكوك أنا لا أودُ أن أخسر أيً منكم . لا أنت ، ولا يونقي ولا حتى جيمين ! لا أريدُ ذلك .

- لُطفُكَ هذا لا تقدِمهُ لأحدٍ لا يستحق ! حبيبي دعك منه ! ألا تراه ؟ صنع مشكلةً من العدم ! كان من المفترض أن يتناقش بإسلوبٍ جيد ، ليس بالعصبية ! لولا إنه قريبُك لمحيته من الوجود ! لم يعِش ولن يعيشَ من يرفعُ صوته عليِّك بحضرتي ! لذا أتركه يفهم ما فعل وسيعود .

أخبره يشدُ قبضته . يحاول أن لا يريه جانبًا غاضبًا لكنّه دعس على كيانه حين بكى . تايهيونق خاصتهُ يبكي ! حتى بُكاءه جميل ، دموعهُ رقيقة . ولرقتها جرحته ، جرحت غضبه ، أشعلت نيرانًا في داخله . كيف يبكي ؟ كيف يحزن ؟ كيف يُصبحُ تايهيونق حزينٌ وجونقكوك على قيد الحياة !

-أنا مُخطئ ، وأنت مُخطئ ، وهو مخطئٌ أيضًا ! إن لم يتنازل أحدٌ بيننا سيعمُ الحزنُ البلّدة ، ستذبلُ جميع زهورِك يا جونقكوك ! وسيصبحُ البُستان تعيس ! والأرانبُ والدجاج وكل سيءٍ في هذهِ الدُنيا سيحزن ! وأنا أكرهُ الحُزن ، أرجوك.. أبعدهُ عنّا .

إنه الوحيد القادر على حمّلِ جونقكوك وإدامتهِ ودفنهِ وهو حي . تحرك نحوه ، يمسكُ عضدهُ بخفَّة ويقربهُ الى صدره ، الى أضلاعه ، يضعهُ هناك ليتدفئ .

-أبدًا . لست مُخطئً أبدًا . هو من حاول فرضَّ كيانه ، وتفكيره بحجة الخوف . ألم تقُل العمة ميشيّل لك بأن لكلِ مُخطِئٍ عقاب ؟ أنت الذي من المُفترض أن تمتنِع عن محادثتهم !

أخبرهُ يشدهُ أكثر ، لكنَّه إبتعد عنه ليقول؛ -قوانينُك تختلفُ عن قوانينِنا . من يُخطِئُ لدينا يعتذر ، ومن لا يعتذِر سيحزنُ عليه العالم . خطأي هو؛ إنني لم أُركِز بكلامي ، وقلتُ ما قلتْ بعفوية . كان من المفترض أن أبقى صامتًا الى المساء أسقر.

كانت عيناهُ تخترق جسد الملك ، كل خليةٍ في داخله ترتعش.. أرقُّ من جناح الفراشة . "-أنا مُتعب ، معدتي تؤلمني." إشتكى له فقبلهُ من جبينه بخفَّة وأخبره أن يذهبا كِليهما الى الحُجرة لكنه رفض مُخبرًا بأنه يجب أن يذهب خلف يونقي .

لم يكن راضيًا لكنِّه سرى خلفه ووافقه ، تجاوزا رواق العرش ، والأرصِفه ، ومن ثمَ توجها الى الحديقة للسؤال عن مكانِهم . أخبرهم آرثر بأنهما عادا الى الغُرفة ! ليذهبا الى حيث مكانِهم .

حين وصل الإثنان الى الغرفة ، إتكئ تايهيونق على الباب وسرق بعينيه قلب الملك . أوصاه أن يصمت . وفعل جونقكوك ما أراد .

توليّـب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن