نُدف الثلج

4.1K 396 561
                                    

-جونقكوك

لاطفتُه . بشدةٍ أيضًا حين شدّ على يدي بخفة ، كنت أنظرُ له ، لضياعه ، لفتنته ، لخجله الخافي . أنظرُ الى يديه التي تحاول إخفاء جبينه بشعره ، والى خديهِ المُنتفخان ، الى أسنانه التي تقضُم شفتيه .
كل شيءٍ فيهِ حيٌ من الجمال ، وكل شيء في داخلي حيٌ بسببه .

-إذًا ؟ متى ستخبرُهم أسقري ؟
بدأ يأكل.. يجعلُني في هشاشةٍ من أمري ! لا أعلم عدد البسمات التي هربت ، ولا عدد الكلمات التي تجمعت . لا أعلم عدد النظرات التي وزعّتُها عليه . ولا حتى كم إنشًا قد تضخم قلبي من الحب .

-نوني ؟ لن أفعلها وحدي ! سنُخبرهم معًا .
إبتلع طعامه بصعوبه ، وأبتلعت رجفتي الخفيفة إثر جماله بصعوبةٍ أيضًا . "-لا توقف ، لا ! لن أفعلها أنا . ستفعلها أنت ، أنا خجولٌ جدًا ." كان يزمُّ شفتيه الى الداخل ، لأستلطِف أفعاله ، كانت زهرتي جميلة ، خجولة ، شيءٌ من وحي الخيال .

-وكيف سأفعلها وحدي تيتي ؟ يجب أن نقف كِلانا أمامهم ونخبرهـ

-كلا ! تحمَّل أنت مسؤولية أفعالك أيها الضخم الكبير ، أنت من جعلني أبتلع الفراسة لذا أنت من ستخبر الجميع بأني إبتلعتُها بسببك ! لا يمكنك الرفض 😡.

في هذهِ اللحظة عرفت بأنَّ قلبي يئنُ حبًا ، أدركتُ بأنه يتشعب في داخلي ، بلا أي توقفٍ أو هوادة . يستوطِنُني ، يضمِرُني ، يُحييني ويُميتُني . أو أن ينّهم بظلٍ دافئٍ لا غنىً فيه ولا إختفاء .

-لا بأس ، سأخبرُهم أنا يا نجمة !
قُلتها مراعيًا خجله ، ليبتسم ويتبعثر ويضطرب . كنُدف الثلج نقي ، وبهي ، ولامِع ، ورؤوف ، وحنونٌ بكل ما أوتى بهِ من معنى . نظرتُ الى والدتي.. كانت تنظرُ ناحيتنا أنا وتايهيونق كيف نتهامس ؟

-احم ، أُمي لدي شيـ ..

-لحظة !! لا لا ليس الآن توقف لم نتفق الى الآن !!
صرخ تايهيونق وصدحت ضحكتي العرش ، يا لهُ من مفضوح ، وشقي ، ولذيذٌ أيضًا . إلتفتتُ إليه أقول؛ "-دعني أكملُ كلامي نوني !." ساهمت في جعله يهدأ ، مسحت على شعرهِ بيدي ، لاطفتُ خِصاله ! كانت جميلةً بين يدي .

أكملتُ كلامي ناحية أُمي ؛ "-عمومًا ، أُمي لدي شيءٌ لأخبركِ فيه عند المساء ، حسنًا ؟ لنجتمع هُنا عند التاسعة ." أخبرتها ، أرى أشباحًا من الريبة تلتفُ حول رأسِها وتتسائل . تجاهلت نظرة فلورا الباسمة ، و ويليام الذي ينظرُ لي بفخرٍ كذلك لتومئ أُمي بهدوء .

-إنه.. نوعًا ما عمتي سيءٌ سيجعلكِ تسعرين بالفرح ! والسعادة رُبما لأنه سيصبحُ لديكِ أحفاد .

توجه نظري بسرعةٍ لتايهيونق الذي تكلم دون وعي ، ولم يلاحظ بأنه قالها أساسًا ! لم يستوعبْ ما فعل - كان يأكل بهدوء ويفضحنا بلا تردد . ضحكتي علت ، وعلت ، وعلتْ ! حتى أصبحت بعلّوِ حبهِ في قلبي .

توليّـب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن