مساءُ الربيع

6.8K 456 649
                                    

+١٨

"فقط لديك يا جميع حالاتي وشخصياتي. " قالها الملك مقبلًا وجنتيه ، كان الفتى يتراقص ببسمته، ينقل مقلتيه الى اليمين والى الشمال، يتوهج بسماع حديث الملك مع ويليام، ويستأنس رقص فلورا بالفستان. كانت مارثا قد طرقت غرفة العرشِ وهلَّت قائله : "جلالتك ، خُذ بعض الخمر، أرسله لك رئيسُ العرش لفنلندا قائلًا إنه سيسعَد لو قبِلت هديته المتواضعه، وأيضًا قال بإنه من أسوى أنواع الخمر في فنلندا. صُنع بالأيادي. "

أخذت تقابله وتحادثه بينما تضع الدلو المليئ بالثلج الحاوي على زجاجة الخمر والكأس المخصوص كذلك، "ضعي لي القليل هنا مارثا، وإرسلي له جزيلَ شُكري، وأخبريهِ أن يأتِ كذلك، سنسعد نحن كذلك . "

أخذ يرمي كلامه بينما يمحلق بالخمر وطريقة وضعهِ بالكأس حتى أحس بهمسِ الصغير خلفه، "خمر؟ " أحس بمسكة يد الفتى لردائه وإبتسم، "لا تُفكر حتى يا فتاي الصغير ، صغيرٌ جدًا على الخمر! "أراح رأسه على العرش وأخذ ينظر الى تايهيونق الذي يبادله بجديه.

"أفكر في ماذا؟ ماهوَ الخمر أسقري؟ "قطب الرجل كِلا حاجبيه، ثم أخذ يمسك الكأس بيدهِ اليُمنى، "نوعٌ من أنواع العصير يا جوهرتي ومِسكي، وجميع الزهور في عالمي. " وضع كفته اليسري على شعر الصغير، وطبطب عليها، مشطها خلفًا، ثم رآه، يعوج على فمهِ الى الأمام. ويتطارح بغَزلِ تِلك النظرات على وجنتيه .

"إن كان نوعًا من العصير لما لا أفكر في تذوقه؟ أنا أحب العصير أيها الضخم! وخاصةً ذلك الذي بطعم البرتقال، صحيح.. أين البرتقال؟ لما لم أجده هنا منذ إن أتيت؟ لا أذكر إني قسرتُ برتقاله،أو حتى تذوقتها . "

يمنحه صفاء الإبتسام لوداعته، ويجعله في بعدٍ ثانٍ من اللآوعي، يهيم داقًا الضياع فيه، والتشتت، والشوق، والحب، وجميع المعاني. "مطعمٌ بطعم العنب يا رقيق، وأيضًا هو للأشخاص الكِبار أمثالي، أما أنت.. "أوقف حديثه ونظر الى الجارية نادهًا : "مارثا ناولينا صحن البرتقال من المائدة ، يا ويلتي دعيهِ يقتنع بالبرتقال كي ينسى الخمر. "

رفع تاي طارف حاجبهْ، ثم ملئ نظرته بالإستفهام، "أين البرتقال؟ هل هذا الذي في الصحن برتقال؟ أسقري البرتقال لونه برتقالي، لما برتقالكم لونه أصفر!! هل حورتموه؟ "

لقد أفلح الصبي في أن يجعل هالة الملكِ سعيده، وملامحه شبه زهريةٍ من السعادة. كان حالمًا في عينيه، وديعًا، ناظرًا بعينين مفتوحتين إليه، يجعله يغوصُ في مخيلةٍ خصِبه.

"لأنه مقشر فتاي الرقيق، لون حشوة البرتقال أصفر، ألا ترى؟ " إقتلع البرتقاله من الصحن الذي جلبته مارثا وأخذ يقطعها لكن الأمر ذاته تكرر، وقطرة اللؤلؤ التي تجلس بجانبهِ قاطعته : "لحظة ، مالذي تعنيه بأن حسوة البرتقال صفراء وان البرتقاله مقسره؟ كيف سأستلذ البرتقاله إن لم أقسرها بيدي؟ وثم كيف تأكل برتقالةً مقسره، هل تعني إن البرتقال يولد مقسرًا في داخل السجره؟ "

توليّـب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن