نقاءُ الحْب

18.9K 959 1.6K
                                    

كان الهدوء مهم في صباح العاشقين الذين تبادلوا الإفطار بنغمٍ عَّذب وصَباحٍ مشرق ، أمام حقل زِهور اللآفِندر كان الفتى قد وَضع قِماشةً مزخرفة بخطوط مربعه حمراء ووردية -ليطئ غوفها بالسلة المَصنوعه من القش الخالص تحوي بداخلها زُجاجة المُربى والفطائر اللتي صنعها الرجل له .

مع حُرص الأشقر على وجود زُجاجة الحليب للفتى المحب للفَراولة . "-أسقري هل تعلم إن هذهِ السَلة أنا خزفتها بنفسي بعدما عَلمتني عمتي ميسيل على الخَزف ؟ " كانَ الفَتى يأخذ موقعا تبعيا خلف الرجل اللذي يسير فِي الحقل ، قَطع خطواته لِيلتفت وعَلى عينيهِ فَخر كَبير !

إبتسم الياقوتي وسع فمه لهذه النَظرة اللتي أبداها الرجل مؤيدا كلامه بهزة رأس طَفيفه ، "-زُمردتي تعال إليَّ للحظة" ، الرَجل جونقكوك كانَ قد نده لِلفتى لأن يَقترب -وفَعل ، خَطى خطواته المكسوة بالسَعادة إليه.

إنحنى الأكبر حَتى أصبح بِمحاذاة طوله بعدما إقترب مِنه لِيضع فَمه بِهداوة أمام أُذن الياقوتي ويَهمس بصوت أغَر يشبه تراقِيص زَهرة السبلوت فِي إطلالات الصَباح الشَرقيّـه

: أنا فخورٌ بك أيها الرقيق ، لديك مواهبٌ عدة وأولها سرقة قلي ! لِصٌ محترف بالكامل .

باللآوعي الفتى يبتسم وتأرجح بين كلماته وبين اصابعه الخشنة اللتي كانت تبعد خصلات شعره الياقوتيةالى خلف أذنه. طبع قبلة متواضعة على المكان ثم عدّل على إستقامته ينظر الى الزهور اللتي نثرها على وجنتيه ! لا يستطيع إدراك تأثيره الكبير على الفَتى .

لو كان تايهيونق أقل خجلا لما وفر متعةً كبيرة للرجل الشره للمغازلة.

-ما رأيك أن نعود الى القماسة لنأكل إفطارَنا ؟

-نَعود الى ماذا ؟
قهقه بخفة حالما رأى العبوس الطفيف اللذي زيّن ملمحه الطفولي بالكامل . "-إنه سببي لأني أخبرتك أن نعود الى القُماسـ- .. الى المَكان القديم لنكمل إِفطارَنا !"  كان صوته يخومه الكثير من الحب ناحية الرجل ويكاد لا ينفصل عنه حتى. ساقت الرجل رغبته الكَبيره في الابتسام لكلامه -ومحاولاته على أن يُظهر ما أسقط الرَجل عبدا لَه .


-سآخذك لمكان قريب من هنا ثُم سَنعود الى القُماسه ، أقصد القماشة .

هذا الوجه اللذي يَحمل هذه العَينان الناعسة الربيعية ، وملامحه المثالية تقارب الخيال -هذا الكمال اللذي كان ينساب بين وجه الفَتى يجعل الرجل يؤمن بإمكانه وجود اللمسـة الإلهيّه عَليـه وبصورة غامِقه .

- أيُ مكان أسقري ؟
كانت هذه الهَمهمه مع لقبه اللذي أطلقه من راحة شفتيه سببا ليرتعش بالكامل. وكأنه يستنشق الفتنة .

توليّـب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن