حيثُ تنمو أفراحي

5.2K 398 308
                                    



أعاني من لعنة الحب .. حيث أجلس كلّ صباح أتفقد معالم وجهه ، وأعلن يأسي ورغبتي وجنوني على شفتيه . أريدُه أن يصحوا حتى أخبره بأنني أُحبُه جدًا ، أحبُه حتى أتناثر ، وأتلاشى حتى تقتحم كواكِب أفراحه مجرتي . إنه الصباح ! بعد إن مضى على حملِه خمسة شهور مما يعني مئة وخمسون يومًا حيث تنمو أفراحي أكثر !

بين نهاية ذلك الصيف وبدأ الشِتاء كنت أحاول أن أتأقلم مع فكرة بأن فتاي حامل ، ويومًا ما سيلدُ أجمل الأطفال .. أطفالُنا نحن ! أحاول أن لا أكون ساذجًا في معاملته لكنه قد بلغ من الحساسية أكبرها وأكثرها ممّا زادته رقةً لا أكثر . حضيت بوقتٍ لا أروع في غضون هذهِ الخمسة أشهر اللتي مضت . حيث تبادلنا أنا وسمائي الكثير من المحادثات ، والجلسات ، والكثيرُ من الحب .. تبادلنا حبًا كثيرًا الى درجة الإشعاع .

وممّا لاحظته عليه .. بأنه قد إزداد هدوءً في نشأته . وجمالًا ، وفِتنةً وإثارة . أثار وجهه في داخلي حنيني الى ما لا نهاية .. نسفني ، ثم أعاد تشكيلي . خُيّل لي حينها إن لعينيه أيادٍ كثيرة .. يدٌ تربت على قلبي ويدٌ تشدني للمجهول وأخرى تقلبُ شعوري رأسًا على قلب *.

في داخلي  كان هنالك بعض الأشياء الّتي تغيرت منذُ حمله .. حيث إنني قد خسرت بعض العادات والتفاصيل اللتي تعودت على فعلها - كالصراخ ، المشاكل ، والتوبيخ - أجدُ نفسي مجبرًا على هذا التهذيب . لم أكُن أرغب فيه البتّة .. إلا إنه يهديني دائمًا مهدئًا يلتف فيه حول صدري . أصبحت أتعامل مع الجميع بإسلوبٍ هادئٍ ودافئ كي لا يغضب ، وينزعج ، ويضيق على نجمتي مزاجُها .

نضجت أكثر ، حيث أصبحت ثمانيةً وثلاثين بينما فتاي أعذب المخلوقات على هذهِ الدنيا قد أصبح في الثمانية عشر من عمره . يؤسفني بأن هذا الوقت يمضي .. بعجلٍ مخيف . إعتدت عليه في حياتي .. حيث أصبح مُستقَري وطمأنينتي وكل التفاصيل الّتي جعلت أيامي جميلة .

أريدهُ أن يعرف جيدًا بأن وجوده في حياتي قد شكَّل فارقًا عظيمًا في حياتي ، في قلبي ، في كياني ، وحتى وجودي الفعلي في هذا العالم  -( إنهُ سكَني وسُكني وسُكنتي ومسْكَني وسكينتي ، أمْني وأماني وإيماني ومأَمني .. وروحي وراحتي وروحانيتي ، ياقوتتي وقوّتي وقوقعتي وكلّ الّذيْن أُحب . وكل الّذيْن أبتغي وكل الجمال الذي أرى ، وكل اللحظات المطمئنّة والليالي والقلب الراضيَ المرّضي ، والروح الساكنة وحتى ملامح الوجه البسّام .)

-

-أنت تضع يديكَ هُنا ، وأنا أحملها لأضعها هناك ، إذًا لما تعيدُها هنا ؟
لم يكّن هناك أي إفتراقات أو تضادات إلا إنهُ يقف هنا ، يعارضني بحاجبان معقودان . يشتكي مني إلي ! على الرغم من إنزعاجه المُبان إلا إنني قد إستشعرت نوعًا من الموسيقى في صوته ، يتحلى بفتنته .

توليّـب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن