نسيجُ الربيع

6.2K 538 374
                                    

- أبي؟ كانَ صوت جونقكوك شديًا ومصدومًا من كلامِ الإمبراطور الذِي نفثه على أعقاب الحاظِرين ، لم يلبث ثانيه حتى نظر الى الفتى الصغير الذِي إبتلع نفسه ، وسحب قدميهِ حتى يقترب من الرجل ، - أسقري ، مالذِي يقصده عمي ؟

يديهِ الدافئتين التِين تلعبان مع رداءِ الإمبراطور كانت شيئاً رقيقاً وغير صلبٍ البته ، إضافةً الى صوتهِ الذِي يتدحرج الى أسفل مسامع الملكِ كفراشةٍ زرقاء ، تداعبهُ ، وتثيره ، وتخرج.

- من هي عروسة الملكِ أيها الإمبراطور ؟ كان واحِدًا من الأمراء يتحدث ، يحاول أن ينبثق وينظر الى عروس الملِك التِي قصدها جيون في حديثه !


- أسقري لا يحتاج عروساً ،أسقري  يحتاج الحب .
ظهرَ صوته من موقِفه ، كأجراسٍ صامِته ، وياللعجب ! صوته جنةٌ ينقصها أن تكون خالدة ! * فبإقترابهِ للحديث ، مسّ أطراف الملِك , جونقكوك كان خاشعاً ، يضيع في كلماتِه - كان منقادًا في تأمل الفتى ( فتاه الصغير) الذِي يتحدث ، ويجلب العصافير والبهجة والربيع وحتى الخريف .

كان كيلُ الملكِ قد طفح ، فحينئِذ قد قربَ جسده حتى أمسك كتف الصغير وقربه إليه - يهديهِ حضنةً على مقياس أمنياته . - ماذا لو كان فتاي الصغير هو العروس ؟، إنه متلاعب جيّد ، فقد كان يمسكُ بروحِ الصغير ويعقدها بروحهِ أكثر ، لم يكُ من ذوين القدرة على التحمل ، لذا بسهولة قد قَّدمَ قُبلة الى جبينِ الريفي الذي يقبع بين أحضانِه .

بهذهِ الحاله فالملك يحتاج عروساً حقاً ! بعد مضِي دقائق من الصَمت ، قد عمت تصفيقات خفيفه ، لم يلبث الصغير واقفاً.

- جونقكوكي أين ستجلس ؟ ،
إلتفت اليهِ الأكبر.

- إذهب للجلوس على العرشِ فتاي الصغير ! سآتِ إليكَ بعد ثوانٍ .


- كلا لن أذهب إن لم تذهبَ معِي ! خذني بيديك ، سابكنا معاً وأجلس بقربي ! دعك من أمور الدولة فعاجلاً ستلحقها ، ولن تضيع ، لكنك يا حبيبي ستضيع وقتك بدوني ! سأذهب للجلوس هناك وأنت ستبقى هنا وبهذا سنضيع ثلاث دقائق من دون أن نكون معاً ! وأنا أريد أن أكون طوال الوقتِ معك ، طوال الوقتِ أقوم بتمسدِ سعرك ، أو بالنظرِ الى رموسك ، لربما أبقى طوال الوقت أتلمس أطراف يديك ..

- أنا أحبُك ، وأنا سعيد ، لأنكَ أنت من أهديهِ هذا الحب ولا أحد غيرك !

- أنا أحبُك لكِي أعيس سعيداً بوجودك ، ولكِي أسعر بمكانتي في هذا العالم ! ، أنا أحبُك يعنِي إنني مرتاح البال والبدن طِيلة الوقت . وحدي أنا من يعرف ، كم أحبُك ! لذا أرجوك تعال وأجلس معِي ، لا تذهب بعيداً ..

ربتّ بأصابعه النحيلة فوق أصابع جونقكوك ، وكلامه كان شبهُ هامِس - إستطاع أن يتلاعب بدواخل الملِك ! وأن يفقده ثباته حتى أحس بإن هذا العالم الصغير لم يعد بمقدورهِ أن يتقبل كمية الحب الذِي بينهما ..

توليّـب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن