-أتريدُ أن نهرب؟ راوغته بحروفي، أذبته فيها وأعدت تركيبه وصياغته. أشعر فيه، بأساليبه الوحيدة والفريدة حيث؛ تكون إبتسامته الشيء الوحيد اللذي ينقذ فيه وجهه من ضياعه. غريبٌ عن هذا العالم، ومفهومٌ سهلٌ بالنسبة الي.
-أنا أريد.. لكن أنت لا تستطيع؟ أجابني يعيد إسترداد حقه بالفهم مني، ولم أرفض أن أعيره هذا الفهم ولا هذه الحياة. لم أرفض أن أهديه إجابةً يحلمُ بها وينتظرها ويريدها بفارغ الصبر. لأنه جميع ما أريد، وجميع ما أرغب، وجميع ما أحاول لأجله.. لأنه سعادتي، وإدماني، وإحتياجي، وتلبيتي، وتمردي وطموحي -لم أكُن لأعترض عن شيءٍ يريده هو حتى لو إقتضاني الأمر أن أتخلى. أن أتخلى عن مكانتي وعائلتي وشعبي وأناسي لأحضي بعناقٍ من يديه الصغيرتين.
-ولما لا أستطيع؟ -لأنك الملك؟ أعني، لست السيء الوحيد اللذي على عاتقيك؟ أنا أتفهم بأنك الملك! وأتفهم بأنَّ لديك سعبا لتحميه، وأسخاصا يثقون فيك. قلتها أمازحُك.. لست أفكر حقيقةً بفعلها أسقري ):
أخبرني يعيد شعري الى خلف أذني، يعيد قلبي من السماء الى مكانه. أخبرني يحاول أن يعيد عقلي إلا إنه كان من الأشياء اللتي لا أنا ولا هو نستطيع إعادتها الى مكانها. كان عقلي يحتاج الى يدان أكبر من يداه الصغيرتين حتى يتلملم ثانيةً. فقد إكتساه ذلك الحب الجنوني اللذي لم يكتسي شيءً ثانٍ من بعده.
-وهل تراني أهتم لشيءٍ بقدرِ ما أهتم بك؟ إصغي إليَّ يا خيالي وحقيقتي، أنا لا أريدُ شيءً بقدر ما أريدك أنت، وراحتك، وسعادتك، وأحلامك. أن-
-لا يمكنُك. أنت لا يمكنُك الحصول على سيءٍ والتخلي عن الآخر. أخبرتك مسبقا؛ لست أنا الوحيد اللذي يضع ثقته فيك، لا بل أترى سعري كم سعرةً فيه؟ بعددها يوجد أسخاصٌ يثقون فيك، ويسعرون بالأمان لوجودك، بعددها يوجدُ أطفالٌ سعداء لأنهم يسعرون بالأمان في أوطانهم بوجودك، ليس سهلا التخلي.. ليس سهلا أن تتخلى عن أرضك لأجل سببٍ واحد. وخصوصا؛ لو كانت هذه الأرض هي سعبك، وعائلتك، وأصدقاءك، والكثير والكثييير من الناس حولك! أنا حين أتيت هنا جلبت معي أرضي، جلبتك أنت وجلبت يونقي وجلبت جيمين والعمة وأتينا. كيف ستأخذ انت عائلتك ؟ سعب هذه البلدة ؟ كيف ستأخذهم جميعا معك ):؟ أنا لا أرضى ان تكون انت غير عادلٍ هكذا، ولا يمكنُك أيضا ان لا تعطي كل هذه الأسياء أهمية، إياك ان تكون سريرًا إتفقنا أسقري؟
