"على لسان ليالي"
_رجعنا البيت وأنا دموعي ما راضية تقيف..مجدي قال لي:-شفتي طلع داسي شنو علينا !؟..يعني الموضوع ما كان مشكلة او موضوع حساس زي ما كنتي بتقولي..مجتبى كان بخطط للسفر وزينا زي الغرباء عرفنا إنو مسافر بعد اربعه أيام وكمان صدفة!..لا هو كان ناوي يكلمنا متين مثلاً..قولته ليهو:-أنا افتكرت غيابه حق الفترة الفاتت والتغير اللي نحنا حاسين بيهو سببه مشكلة او كذا..وبعدين يطلع سفر!..هو ما كلمنا لأنو ببساطة عارفنا ما ح نرضى بقراره ده..أيوة صح دي حياته وهو حر فيها بس هو عارف ومتأكد إننا ح نحاول نقنعه بالقعده هنا وهو عارف نحنا بدونه ما بنبقى💔..قولته ليها:-ولو يا ليالي ولو...ما كان غالبه ابداً يكلمني إنو عاوز يسافر ولا كان ح يكلفه شي..ده غير إننا ما عندنا الحق نمنعه من السفر أو أي حاجه هو عاوزها...تصدقي أنا فجأه بقيت ما عارف كيف أتعامل معاهو..والغريبة كل ما افتح ليهو سيرة عن الفترة الفاتت وسبب الغياب بتحجج بمكالماته واشغاله..أنا حتى ما متذكر أخر مرة قعدنا واتكلمنا زينا زي الناس...قولته ليهو:-وده يبقى غلط منو!؟..بتحسب علينا نحنا!؟..صدقني لو كان في حاجه حاصلة ليهو غير موضوع السفر ده أنا كان غفرته ليهو..بس انا ما لاقية سبب حتى يخلي يبعد كده وكمان يسافر بدون حتى يفكر يكلمنا من بدري...!؟
"على لسان مجتبى"
فجأه لقيت نفسي واقف براي..ما معاي زول منهم..أيوة صح الطريقة العرفوا بيها موضوع سفري..غير متوقعة وما محسوبة..بس وقتها كنت مستني أصحابي البقول عليهم أخواني يسألوني لتاني مرة سؤال متأخر عن سبب سفري..""وحالياً أنا الملام الوحيد الهارب دون طرح اسباب ولا غيره..واقع اللوم علي أكبر من واقعهُ عليهم ودي الحقيقة""...رجعت البيت ما في بالي غير إني صح..قراري صح..خطاوي الح أخطيها صح..ماف ولا غلطة..وقررتا أكلم ناس البيت بالموضوع ده..أخترت يوم مناسب اللي هو قبل سفري بيوم واحد بس...
في يوم بالصباح أمي جات لقتني برتب ملابسي في شنطة الضهر وأوراقي الرسمية قاعده على طرف السرير..ورسوماتي ابتديت أنزلهم من الحيط..قالت لي:-بتسوي في شنو يا مجتبى؟؟..قولته ليها:-بستف حاجاتي المهمه...كان واضح على ملامحها الاستغراب..قالت لي :-بتستفهم ليه..م فهمت!؟..نزلت قميصي من يدي وعاينت ناحيتها وقولته:-مسافر يا أمي..قالت لي بعدم إكتراث:-مسافر وين!..رحلة مع اولاد الحلة زي زمان ولا شنو..الأجواء الأيام دي جميلة..ها قررتوا تسافروا القضارف ولا بورتسودان!؟..قولته ليها:-لالا..حته تانية..أبعد منهم..قالت لي:-أيوووة وين يعني!؟..عشان إنت عارف أبوك ممكن يرفض..قولته ليها:-ما ح يرفض لأنو ح يتفاجأ زيو زيكم كده..أمي أنا مسافر فرنسا..بقت تعاين لي مسافة وقالت بإستهزاء:-ماشيها بالباص ولا القطر..فرنسا شنو يا ولد..قولته ليها:-أنا جادي على فكرة..وطيارتي بكرة الصباح..أنا ما عارفكم ح تستقبلوا الموضوع ده كيف ولا ح تقولوا شنو..بس أنا محتاج أسافر من هنا..أنا قرفتا وبطني طمت من أي حاجه...من مشكلة هالة ومن حوارات البيت ومن...العاوز أقوله يا أمي إنك ممكن تكوني شايفة موضوع سفري ده قلة ادب مني وعدم موضوع وماف سبب يخليني اسافر وإنتو موفرين لي اي حاجه..بس صدقيني الموضوع عندي أكبر من كده بكتييير...قالت لي:-دقيقة دقيقة..تسافر كيف يعني..نحنا بهايم ما عندنا كلمة عليك...ولا البيت ده زريبة الداخل يدخل بمزاجه والعايز يطلع بمزاجه..كل واحد بتصرف تصرف شكل وما بتحمل نتيجه أخطاءه...قاطعتها:-بس أنا دايماً بتحمل أخطاء غيري...قالت لي ببساطة:-ما مجبور...

أنت تقرأ
وخز الدبابيس.. إحتضار و الراء نون
Short Storyرواية سودانية بقلم ايناس ادم الجزء الرابع من وخز الدبابيس.. الجزء الثاني من احتضان