(32)انتكاسة

180 17 93
                                    

لست وحدك في غمار الندم مهشم


بعد صلاة الفجر، داخل حجرته قابعٌ يتقلب بين أسطر الرسالة المشفرة، وهو يستذكر حديث رامي

- بالنظر لهذه النقاط الخضراء نجد أنها المراكز الأمنية التابعة للقوات الخاصة بأمير المقاطعة، وإن فسرت النقطتان الحمراوان فإن التي قرب الجهة الغربية خاصة بحصون زين أما التي على الساحل فإنها تندرج تحت سيطرتي لكن ما أخشاه أن يكون خبر تحركي أصبح مكشوفًا لديهم، ولنقل بأن ما يرمز إليه اللون الأخضر هو سيطرتهم التامة على تلك المراكز أما عن اللون الأحمر فهو يفسر خطورة هذه المراكز عليهم ولعلهم يعدون العدة للسيطرة. لكن تلك الزرقاء لم أفهم ما سبب تواجدها قرب الأنهار إذ لا توجد أي مراكز ذات أهمية هناك.

- لعلها أماكن خاصةً بهم والشيء الوحيد الذي سيثبت صحة هذا هو الذهاب والاستطلاع.

- سنفعل، سأخبرهم بما استجد معنا

- وأنا سأبقى لأفكك هذه الشيفرة ومقصدهم منها

هز رأسه ثم نهض مبتعدًا

بعثر الأوراق التي يخط عليها تحليلاته ثم نهض ليستنشق بعض الهواء ثم عاد يدقق النظر فيها ويرددها بصوت مسموع

<فهد مسيرته إلى نارا VIII II>

-ما المقصود بفهد، إن فكرت بخصائصه فإنه يرمز للقوة والسرعة، فبعض الشعوب عدته رمزًا للقيادة والريادة ونارا ترمز للمكان القريب أيعقل بأنهم يقصدون أن قيادتهم قرب شيء ما

وصمت يتطلع بالأرقام

-اثنان وثمانية ما معناها

وطال صمته يحدق بالرقمين ثم يقلب الصورة ويعيدها ثم يأخذ قلمًا ويرسم شيئًا مشابهًا لما يراه وفي قرارة نفسه أن هذان الرقمان ليسا مجرد عددٍ وحسب بل يرمزان لمكان ما، مكان خاص سيكون قاعدةً لهم.

ثم طرأت لذهنه طريقة أخرى يفسر بها الجملة فهمَّ بتفكيك الكلمات وإعادة ترتيبهم ومع عدة محاولات استقر على جملة أخرى

«هدف سترميه قرب VIII II»

-فإن قلت بأن رمز الفهد هو القيادة ومسيرته إلى نارا مما يعني أن هدفهم هذا سيكون بالقرب من

ثم سرعان ما تذكر أمرًا غفل عنه إلا أن شكل الأرقام أيقظ ذاكرته الراكدة، وقلْبه لكلمة نارا أعطته اسمًا في غاية الوضوح. فأسرع يفتح هاتفه ويتفحص خريطة المقاطعة ليعثر على ما كان يلعب بجوفه دون أن يهتدي له، وضع اصبعه على المكان هاتفًا

- يقصدون سد آران بالجهة الشرقية

أغلق الهاتف وشرع يدون ما استنتجه بحماس وهو يفكر بخطة يقتحم بها ذاك المكان إن صحت توقعاته، ليهم خارجًا بعد تلثمه ووجهته ذاك المكان.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 5 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الأشينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن