لم تكن أمواج القدر رحيمة باختبارها، ولم نكن أخشابًا هشة تتكسر بسرعة في دياجيها.
الساعة الحاديَ عشرَ ليلًاصرختها كُتمت بيد الأشقر وهي ترى جثة أباها غارقة بالدماء، بينما ظل الملثم يحدق به لبرهة والغضب يكاد يفجر مضغته
-سحقًا له
نبس بها وهو يدنو منه ويتفحص جثته التي أبت الأرضية أن تشرب دمائه بينما الفتاة كانت تقاوم الذي أحكم عليها آبيًا تحريرها ويحثها على الصمت إلا أنها كانت تزيد بتمردها وصوتها المحبوس يزداد قوة وعيناها الغارقة بالدموع كانت تراقب الملثم -بحقد- الذي يفتش أباها ويتوقف إثر تحديقه بالوشم أسفل إبهامه
«حمامة؟! ما معنى هذا؟!»
اعتدل واقفًا ونظر إلى الذي ترك الفتاة بعدما أفقدها وعيها على الأريكة ثم دنى منه وهمس
-هذا الخسيس نظرته أوحت إلي أنه عرفني
-لا يحمل وشم الجرذ على إبهامه، إنما طائر. أيعقل أن يكون أتباعهم على مستويات مختلفة، انتحاره يبرهن على خشيته مما يحمله من معلومات عنهم، وربما يكون له سبب في معرفة من تكون.
توسعت عينيه إثر ما سمعه عن الوشم ليهمس
- دعنا نفتش المنزل ونخرج بسرعة
أومأ له وبدآ بفعل ذلك ومع كل حركة يعود بصره إلى إبهام الرجل بتلقائية وتكبر الأسئلة بداخله.
- انظر هنا يا ساري
تتبع الهمسات ودنى منه وهو ينظر ليديه التي تعبث بشيءٍ في الأرض بينما رائحة الدماء على لثامه تخنقه
- ما هذا ؟
- لعله يخفي شيئًا أسفلها فإن أمعنت النظر جيدًا تجد أن حوافها قد أزيل الاسمنت عنها
وجه نصل الخنجر نحو حواف البلاطة وحاول انتزاعها بهدوء، ثم ظهر ما كان مخبئًا أسفلها، بضع أوراق صفراء مطوية بعناية سحبها الأشقر هامًا بالخروج ليناديه ساري
- رامي على رسلك
- لنبتعد قبل مجيء أحد هيا بسرعة
تبعه بصمت وخرجا من الحي ليجدا السيارة تنتظرهما، جلسا في الخلف تحت أنظار مراد ويمان والاستفهامات تحوم حولهما ليقطعها مراد بسؤاله
- ما الذي حصل معكما، ساري ما كل هذه الدماء؟!
حل اللثام مجيبًا بينما رامي يتفقد الأوراق بعناية
أنت تقرأ
الأشين
Mystery / Thrillerهنا حيث استباح الحبر أوراق الزمكان ولونها بنقائضها المتنافرة متسائلًا: أيجتمع النقيضان في شخص واحد؟! «كل ما تحتاجه؛ ريشة وألوان تلون بها حياتك ولك حرية الاختيار لتدع الجمهور يحكم أي الطرق سلكت» ملاحظة: معنى الأشين النقي خالي من العيوب والبقع أيضًا ي...