|17|جنون..

1.4K 85 24
                                    

في شارع طويل في مكانٍ خالٍ من اي مخلوق حي، الظلام الدامس هو كل ما يراه و السماء لا تلمع بنجومها كما العادة.

تنفسه مضطرب، نبضات قلبه لا تبث به سوى الخوف و الشعر مع كل ضربة، الأرتعاش بجسده يزداد مع كل خطوة، يجول المكان بعينيه اللتي يسيطر عليها الذعر بالكامل و بعض الدموع بدأت تتجمع بها.

يريد المناداة، لكن لا صوت، صوته لا يخرج مهما يحاول.

اسرع من خطواته حتى بدأ الركض بشكل عشوائي في المكان، يركض رغم رعشة قدميه القوية، يريد الوصول إلى نهاية ما لهذا الطريق الطويل.

هي ثوانٍ حتى سمع صوت كعب يطرق في الأرض..

هل هذا يعني أن هناك من يتبعه!!

لم يلتفت خلفه ابداً و لم يرد النظر حتى، لا يريد أن يرى من يسعى خلفه و لمن هو فريسة، فقط يستمر بالركض متقدماً لعلّه يصل.

"جيمين.. التفت الي.."

تنفسه أصبح اثقل من ذي قبل، دموعه اخذت طريقها على وجنتيه بصمت، هو ليس بقادر على فعل شيئ سوى الركض اكثر و اكثر.

"قلت لك ان تلتفت.. انا لن اؤذيك.."

نفى بينما لا زال يتقدم ركضاً، هو يعلم من صاحب هذا الصوت، يعلم الآن لمن هو فريسة و من يريد الانقضاض عليه حال التفاته.

و ذلك لم يزد الأمر سوى سوء.

انتهى!

انتهى الطريق بنهاية مسدودة بحائط مرتفع بأرتفاع شاهق.

نظر حوله، يميناً، يساراً، لا يوجد شيئ.

فقط حائط يسد طريقه من كل مكان، يحاصر و يضيق عليه المكان.

التفت خلفه..

ليجد رجل بشعر اسود، ضخم البنية و يرتدي بدلة رسمية سوداء.

يقف فقط و يوجه له ابتسامة شيطانية تحمل شر الحياة كشعار لها.

عينيه مليئة بالظلام فقط، لا يستطيع إيجاد حبل واحد يدل على الرحمة للتمسك به داخل تلك الحدقتين المرعبتين..

"لا.. لا تقترب.."

أردف بضعف و بدأ بالتراجع إلى الخلف بخطوات غير متزنة، بدأ الرجل بالضحك بصوتٍ عالٍ، بشكل هستيري جعل من جيمين ينتفض بقوة.

هو يعلم من صاحب هذا الصوت جيداً.

وضع كلتا يديه على رأسه و اغمض عينيه بقوة.

ʟᴏᴄᴋ|ʸᵐحيث تعيش القصص. اكتشف الآن