هى والدنجوان She and the Don Juan

٣٧- جلنار وكوتار

     ✨ بسم الله الذي لا اله إلا هو ✨

تاك تاك تاك تاك .

نهضت "منى" بتثاقل وفتحت الباب استجابة للطرقات الحادة التي أزعجتها لتفاجأ ب"روفان" أمامها تشهر بوجهها مسدس أمسكته بكلتا يديها أثناء سؤالها بنبرة تقطر شرا وعدوانية ووعيد :

- أين "زيد" ؟

تباعدت جفون "منى" في رعب وعادت للخلف بضع خطوات مبعثرة قبل أن تصرخ بها "روفان" وقد اقتربت منها أكثر :

- تحدثي !!

صاحت "منى" بدورها وهى تركض للداخل
، أسرعت "روفان" خلفها ليباغتها زوج "منى" بضرب يدها موقعا منها المسدس أرضا ..

بادر بالتقاطه ليشهره بوجه التي ضحك طويلا باستفزاز وهو يثقبها بنظراته الزافرة ..

جاورته "منى" وقد أسندت ذراعيها على كتفه بفخر ودلال ، أخذت تخرق "روفان" بنفس نظرات زوجها فما كان من "روفان" إلا البصق بوجهه قبل أن تتجه نحو الغرف هاتفة ببسالة :

- "زيد" ..

احمر وجه الرجل غضبا ليحدثها مصوبا المسدس تجاهها :

* فالتسبقينه إلى الجنة إذا .

ضغط على الزناد واذا به يُطاح بالهواء في الحين الذي ثقبت به الرصاصة الجدار المجاور ل"روفان" مباشرة !..

أخذ "رسلان" يسدد له اللكمات المتتالية بكل قوة وقد جعله أسفله حتى تدفقت دماء غزيرة من فم الذي تكسرت أسنانه وتساقطت خارج فمه !

اندفع "مالك" يجذب "رسلان" مهدئا اياه بقوله :

- كفى بنى كفى ..

* أردت قتلها أيها الكلب ؟! تحدث أين "زيد" ؟؟ (وهو لا يكف عن لكمه)

هرولت "منى" تقدم الطفل ل "رسلان" وهى تتمتم بهلع :

- ها هو "زيد" ها هو .. لكن اترك زوجي رجااء 🙏

* تناول ابنك سيد "مالك" .

قالها "رسلان" بنبرة قوية ليحمل "مالك" رضيعه ..

اعتصر "رسلان" ملابس الرجل بقبضته قبل أن يلقي به نحو "منى" بقوة ثم التقط مسدسه وحفظه بملابسه .

اتجه نحو "روفان" التي تقوقعت وهى مستندة على الأرض تغطي أذنيها بكلتا يديها ، جلس على ركبتيه جوارها وسألها بنبرة صوته الدافئة التي غلفها القلق :

- "روفان" .. أنتِ بخير ؟؟

دلف صوته فؤادها فطمئنه وهدأ من روعه وجنون نبضه لترفع رأسها ناظرة اليه بأمان وكأنه سلاحها الوحيد للنجاة من معركة ما كانت لتنتصر بها لولا وجوده .

هو يعلم أن أذنها تؤلمها جراء مرور الرصاصة بسرعة قوية بالقرب منها ، يعلم كم تطمح دوما للسلام لكن الحياة لا تسمح لها بالظفر به ، يعلم مدى تألمها وحزنها وسرورها بالوقت ذاته لوجوده جانبها في تلك اللحظة ، هو يشعر بها دون أن تتفوه بحرف ..