بسم الله
يارب أرجو الفرج .. ساعدني وأخي أنت عوننا ليس لنا سواك ..
سكت الصوت بإقتراب وقع أقدام كانت كمطرقة قاسية تدق المسامع ..
إستقرت سيدة بأواخر عقدها الثالث أمام فتاة تساقطت من فيروزتيها حبات متلالئة حزينة لتحدثها بنبرة غريبة :-
- رحم الله والدك كان لنا كل شئ ولكن هكذا الحياة لا تستقر على حال .
أومأت لها الفتاة العشرينية في صمت لتردف :-
- لذا تحملي وأخاك مسئولية أنفسكما بعد ترككما للشقة ﻷني سأبتاعها .
* ما الذي تتفوهين به ؟! أنا وأخي لن نترك هذه الشقة تحت أى ظرف .
- أيتها الجميلة هذا أمر وليس خيار ، هيا جهزي أشيائك لا أريد رؤيتك هنا .
* سأجهز أشيائي وأذهب حيث المحكمة ، أنت تخالفين القانون وأنا لن أسمح لك بذلك .
- تتحدين زوجة أبيك ؟! حسنا كما يحلو لك .
تهيأت السيدة ثم خرجت من الشقة تحمل طفلها الرضيع ونزلت الدرج إلى حيث لا تدري "روفان" التي أقبل نحوها فتى لم يتجاوز الستة عشرة عاما من الشرفة وهو يقول :-
* رأيت زوجة أبي تخرج من باب العمارة والغضب يجتاحها ، ماذا حدث ؟!
تنهدت "روفان" ثم قالت بهدوء :-
- دعك منها .
إقترب الفتى من صورة والده التي توسطت الجدار وتأملها لتنزف عيناه العبرات ، المشهد الذي ضمت إثره الفتاة أخاها في حنو ليقول بأسى :-
* هى لن تتركنا لحالنا "روفان" ، موت والدنا هو بداية تعاستنا صدقيني ..
- هى أضعف من أن تمسنا بسوء يا "زيد" .
* كيف وقد تسببت في جلوسي من المدرسة وعدم دخولك الجامعة وآخيرا مرض والدنا حتى الموت ؟!
- إنها أقدار وعلينا بالصبر ..
* وما نهاية الصبر ؟!
- أحلى من العسل .
زيفت ابتسامة ﻷخيها الذي انهمك في مسح دموعه عندئذ ..
دقت الساعة معلنة العاشرة مساءا ليدوي صوت ضحكات اجتاحت الشقة فجأة لتسرع "روفان" برفقة أخيها تجاه الصوت مباشرة .
وجدا زوجة أبيهم تحمل طفلها بذراع وبالآخر تتكئ على كتف رجل بدا وكأنه ثمل أثناء احتضانه لخصرها وهو يضحك بصوت عال ..
شهقت "روفان" واتسعت عيون "زيد" الذي صاح بحرقة :-
* اصمتا !
- من هذا ؟!
تسائلت "روفان" لتجيبها زوجة أبيها في غنج مقزز :-
¤ زووووجيييه .
أنت تقرأ
هى والدنجوان She and the Don Juan
Romanceمهما بلغت قسوة الحياة لا تيأس .. فلابد من لسع النحل كى تنعم بمذاق العسل .