٤٧- ما هو الحب

488 23 6
                                    

{ بسم الله الذي لا اله إلا هو }

عقبت وهى تشير عليه :

روفان : انظر إلى ذاتك ، استنشق رائحتك ، تأمل خطواتك وتحركاتك .. هل هذا "رسلان" الذي أحبته "روفان" يوما ؟!

رسلان : اختفت "روفان" فاختفى "رسلان" .

روفان : حقق لي رغبتي الآن ، أنا لا أريدك .

رسلان : لماذا تصرين أن تعيدنني لصوابي ؟!

روفان : ليتك مثل "فهد" ، ما كنت لأطلب منك الانفصال يوما .

أمسك "رسلان" كتفيها بقوة وصاح بها كالذي فقد صوابه :

رسلان : كفى ! أنتِ تعذبينني كفى !! كفاكِ تعذيب لي ! كفاكِ ! ..

شردت به بمشاعر متضاربة .. تريد أن تفرح لأنها أخيرا نجحت بجعله يشعر ببعض العذاب الذي تعانيه .. لكنها لم تستطع .. فقد كانت بالوقت ذاته تشعر بالحزن لأنه يتعذب !

شرعت المشاعر بطرق باب فؤادها لتمنع ذاتها من الانسياق خلف ما تشعر به ، فإن ادنى مشاعر ايجابية تراودها نحو "رسلان" سريعا ما يُمحيها ذاك المشهد المظلم الذي عُلق بذهنها ولبد بذاكرتها وطُمس بواجدانها ، وأصبح جرح غائر بالغ الأثر بقلبها .

.. لمست بك العذاب يا مُعذبي ..
.. فما واتتني نشوة الانتصار ..
.. ظننت سأسعد بنيل مقصدي ..
.. فأصابت فؤادي أسهم الانهيار ..
.. رأيت بعينيك صدقا جارحا ..
.. كأنك لم تزر للكذب يوما دار ..
.. سمعت بصوتك هياما صارخا ..
.. بأن كفى كأني أحرقتك بالنار ..
.. ما أردت الثأر منك بل لنفسي ..
.. وما أردت أبدا إعادة الاختيار ..
.. ما أردت سوى راحة عليها أمسي ..
.. ويستشرق بها قلبي صباح كل نهار ..
.. فما وجدتني غير ضالة للسعادة ..
.. وهكذا جرت بي بالحياة الاقدار ..
.. لله ما أصاب قلوبنا المنقادة ..
.. خلف الهلاك والألم بإستمرار ..
.. انقاد قلبي يوما خلفك وقيدك ..
.. واليوم أنت خارجه من الأحرار ..

روفان : وجودنا معا لن يسبب لكلانا سوى المزيد من الألم .

هوى "رسلان" بظهره على الفراش قبل أن يتنهد بكل ألم ويقول لها دون النظر إليها :

رسلان : ما دام انفصالنا سيكون سببا في سعادتكِ فسأفعل ما تريدنه "روفان" .

أغمض عيناه التي جرت من أسفلهما الدموع وهو يقول :

رسلان : سأطلقك .

حاولت التماسك قبل أن تنطق بصوت مرتجف غلفه حزم مصتنع :

روفان : الآن .

رسلان : من الافضل الانتظار حتى تذهب عني آثار الخمر ويكون قولي مشروعا .

زفرت بضيق قبل أن تغادر الغرفة ليشعل سيجارا ويشرع بالتدخين .

**
دلفت "أسينات" غرفة "أريج" لتجدها تتحدث بجوالها مع صديقتها المقربة قائلة لها :

هى والدنجوان                             She and the Don Juanحيث تعيش القصص. اكتشف الآن