بسم الله
أشاحت بوجهها جهة البستان لتجد جملة توسطته بورود بيضاء بزغت كالألماس ، قرأتها لتتباعد جفونها وتتفارق شفتيها قبل أن تلتفت له في عدم تصديق !
حدثها حينئذ بعشق تام :
- أجل أحبك يا "روفان" ، أتقبلين الزواج مني ♡؟؟
ارتعد فؤادها وتجمدت أطرافها كما فقدت النطق بغتة ليسألها بإهتمام :
- لماذا لا تجيبي حبيبتي ؟!
ارتجفت خلاياها من نظراته الصادقة ونبرته المتيمة وسيل مشاعره الجارف ، لم تعرف بم تجيب وكيف تتجنب جرحه مثل "فهد" ، مشاعرها متضاربة بجنون وقلبها يكاد يقفز خارج صدرها لشدة خفقانه ..
نجحت آخيرا بجمع شتات أمرها وأجابت :
* ماذا قلت منذ قليل ؟!
- ههههه أعلم أن طريقتي في التعبير كانت مختلفة ومفاجئة لكن عندما أود شيئا لا أحب أن يكن تقليديا لاسيما إن أعددته للوحيدة التي تملكتني وما ظننت أنها ستتواجد بالحياة يوما ما ، كيف سلبت فؤادي بحق الله ؟! كيف جعلتيني مدمن لك يا أحلى إدمان وأجمل مصحة ؟؟
التفت بشجن وقالت :
* من فضلك أريد النزول .
هبط البالون بالبستان وخرج منه الإثنين بمساعدة "أبا محمد" الذي تحدث بسرور كبير :
¤ أهلا وسهلا بسيدة البنات ، أنرت البستان وكللت وروده يا آنسة "روفان" ، أنرت سيد "رسلان" .
رسلان (لروفان) : هذا "أبو محمد" أطيب مزارع رأيته .. رجل يقدس العمل ويعشق التربة حتى تلونت بها بشرته .
تبسمت وضحك المزارع قائلا :
¤ ههههه وكيف صحة سيادتك الآن ؟
- سمعت بكلامك وقمت بإعادة التحليل فكانت النتيجة أنني لست مصاب بالمرض .
¤ أحقا ما تقول ؟! يا للسعد سأخبر "أم محمد" ستفرح كثيرا أستأذنكما ..
ذهب راكضا ليتبسم كلاهما ..
روفان : يبدو طيب بالفعل .
سادت برهة صامتة حتى سألت "روفان" :-
- أهذا البستان كله ملكك ؟
* بل ملكك أنت .
- انه كبير بالفعل ! تكفيني رؤيته فقط .
جاور "رسلان" حبيبته أثناء تأمل تلك اللوحة الفنية الخلابة التي رسمها الغروب وقد نثر سحره بالمكان لتشرد "روفان" بتلك الطبيعة التي انعكس نورها على عيناها وخدرها على وجنتيها ونسيمها الندي على ملابسها وحجابها الذي داعبه النسيم بمشهد أكثر من جذاب ..
اشتعل الوله بفؤاد "رسلان" ليقطف أجمل وردة حمراء بالبستان ويهديها لحبيبته قائلا :
* ما كانت إجابتك على سؤالي ، إن وافقت على زواجنا سأكون أسعد إنسان بالوجود .
أنت تقرأ
هى والدنجوان She and the Don Juan
Roman d'amourمهما بلغت قسوة الحياة لا تيأس .. فلابد من لسع النحل كى تنعم بمذاق العسل .