بسم الله
مرت الآيام بصحبة الليالي ، بصحبة آلالام سكنت جسد بالي .. يا قانط من حالك أنظر إلى حالي .. ستعلم بأن لا فؤاد من العنت خالي .
همست "روفان" بشجن وهى تراقب "زيد" عبر باب الغرفة المفتوح أثناء مسحه للممر بملابس متسخه وملامح مجهدة ، هربت منه نظرة نحو غرفة أخته ليجدها تتأمله عن بعد عاتبها بنظرة لوم قبل أن يكمل عمله في صمت موجع .
عندما تعجز الكلمات عن وصف الألم ، وتخرس الألسنة لتتحدث الدموع .. أنت أقوى من الجميع حين تصمد بإيمانك وتتحلى بالصبر .
خرجت "روفان" وأغلقت الباب خلفها قبل أن تتجه للمدير ..
كان يتحدث في الهاتف اضطرت الأخيرة للإنتظار حتى انتهاء المكالمة .
نظر المدير ل"روفان" وقد عقد حاجبيه لتقول :-
- السلام عليكم سيدي ، أخبرت سيدتي بموضوع سيدة "نادية" واستأذنت منها بأن أذهب لها المشفى ﻷطمئن عليها ..
* مم وبم أجابتك ؟
- وافقت بكل سرور !
* عموما السيدة "نادية" لم تعد بالمشفى .
- وأين هى الآن ؟!
* هى الآن .. بمكان أفضل .
- ماتت ؟!
* بل تعافت ، وأخذتها ابنتها للمنزل .
- حقا !!
* بالطبع .
- شكرا .. شكرا جدا لك سيدي .
ستستطيع الآن أن تعيش بأمان ، حمدا لله أنني كنت وأخي سببا في إعادة هذه السيدة لإبنتها .
حدثت ذاتها بفخر والإبتسامة الجميلة تنير وجهها أثناء عودتها ل "كوثر" ..
طرق بالباب :-
كوثر(أثناء غزلها للصوف) : أدخل .. "روفان" ؟!
روفان : قال لي المدير بأنها عادت للمنزل بعد أن تعافت الحمد لله .
كوثر (بابتسامة لطيفة) : أنت شخصية جميلة .. لا تجعلي الدهر يغيرك .
روفان : نصيحة غالية أعتز بها .
كوثر : ناوليني عود الثقاب ﻷجمد طرف الخيط .
روفان (أثناء مناولتها الكبريت): وما فائدة ذلك سيدتي ؟!
كوثر (أثناء إشعال العود): حتى لا ينفك الصوف أقوم بحرق طرف الخيط هكذا .
هوى عود الثقاب من يد "كوثر" بغير عمد ليستقر فوق جزء من جلبابها الذي انتشرت به النيران في سرعة غريبة !
صرخت "كوثر" لتلقي "روفان" بذاتها فوق جلباب الأخيرة الذي انطفأت به النيران واشتعلت بملابس "روفان" ..
ابتعدت "روفان" على الفور وحاولت التخلص من ملابس العمل ولكن زحف ألسنة اللهب كبلها عن فعل ذلك ..
أنت تقرأ
هى والدنجوان She and the Don Juan
Romanceمهما بلغت قسوة الحياة لا تيأس .. فلابد من لسع النحل كى تنعم بمذاق العسل .