١٦- أختي

5.4K 193 4
                                    

بسم الله

وكأن زهرة بريعان شبابها اقتلعها الخريف من فرعها ليسقطها أرضا بقسوة كى تعبث بها الرياح .. تساقط منها الندى كالدموع ثم ذبلت أوراقها وحل بها جفاف مشين .. من أتعس مني بهذه الحياة ؟؟

كرهت ذاتي وتخبطني الإحباط ، لا أعلم ما لعنتي وما ستؤول بي إليه ..

وبلحظة طغى فيها نحيبي على كل شئ شعرت بدنو أحد مني ..

Fahd

وقفت على مقربة ﻷجدها منهارة تماما أسفل تلك الشجرة ، انتباتني الشفقة حيالها ﻷقترب منها .. حاولت أن أشعرها بالأمان بقول كلمة تهدئها ﻷتجمد في اللحظة التي نظرت لي فيها بوجه محتقن أغرقته العبرات !!

مرت بضع ثوان قبل أن أحدثها بهدوء :-

- إهدئي ..

دفنت رأسها أرضا ﻷسارع بإخراج منديل ورقي وأعطاؤه لها .

Rovan

مسحت وجهي بالمنديل المعطر وأنا غاضبة من نفسي .. تضايقت حين رآني بلحظة ضعف صفعت كبريائي وهزمت شموخي .

رفعت رأسي لذاك الشخص ، تماما هو كما توقعت .. تحدثت بنبرة عادية :-

* شكرا .

- لم أفعل ما يستحق الشكر !
وبالمناسبة .. سعيد برؤيتك مجددا .

أومأت "روفان" في صمت ثم تحركت من أمامه ليلحق بها صائحا :-

- انتظري ..

قابلها وعقب :-

- إلى أين ؟

صمتت الأخيرة لعدم علمها بالإجابة ، قطع شرودها بقوله :-

- ما رأيك لو تأتي معي ، لدي عمل سيعجبك حتما .. بعيد كل البعد عن أدنى مضايقة لك .

* وما طبيعة هذا العمل ؟

- هلا أخبرتك بسيارتي ؟

فتح لها "فهد" باب السيارة الأمامي ، لم يكن لديها اختيار فركبت بملامح حادة لتذكرها معاملة "حسن" اللطيفة لها .. آه كم كنت ساذجة ..

انطلقت السيارة بالإثنين ، شعرت "روفان" وﻷول مرة بمدى روعة سيارته .. تأملت الجزء الذي تجلس به ، نظرت للمرآة فوقها وإذا بها ترى ذاتها برفقة "زيد" بالأريكة الخلفية .. خوفها عليه ونظرته لها .. عادت الذكرى الأليمة تطاردها ، تنهدت بعمق ونظرت للنافذة .

اتسعت عين "روفان" حين لمحت والدتها ، صاحت بقوة :-

* توقف توقف !

هدأ "فهد" السرعة لتتسرع الأخيرة بفتح الباب قبل توقف السيارة ..

- انتظري !

صاح بها الأخير ليوقف سيارته بغتة فتصدر فرملة مسموعة .. ترجلت "روفان" عن السيارة ووقفت تنظر ناحية "جلنار" التي لم يعد لها أثر !

هى والدنجوان                             She and the Don Juanحيث تعيش القصص. اكتشف الآن