حب وحرب (في ليبيا يحرم العشق) .
البارت 1~اسمي غاليه يوسف ، مواليد 2001، من بنغازي ، بابا من جيش معمر ، وماما مصريه مدرسة رياضيات ، توفى بابا سنه 2014 على يد الدواعش ، كان عمري 13 سنه ، تعبت عليا ماما، تشتغل في الصبح في مدرسه خاصه ، واتبيع في حلو وموالح ، في سبيل اتعيشني وما تحرمني من شي .
# بنغازي سنه 2014 يوم الاثنين الساعه 8 صباحاً ،
نضت على صوت عياط، طلعت بسرعه، لقيت ماما منهاره تبكي ومعاها مرت عمي تصبر فيها وتبكي حتى هيا ، بكيت لبكاء ماما وانا مش عارفه شنو صاير ، عمي سالم حاط ايديه على عيونه ومواطي راسه ، قربت من ماما وانا نبكي ، وانقوللها شنو في ياماما شنو صاير ،وماما تبكي واتقولي باتك مات ياغاليه ، خلانا وعدا ياغاليه ، قتلوه يا غاليه قتلوه ، وتبكي ومنهاره، كلامها نزل عليا كي الصاعقه ، بكيت لين انهديت جونا الجيران والتمو الناس كلهم، وانا في عالم ثاني كيف بتكون الحياه بدون بابا من لنا، من يوصلني للمدرسه، من يفرح لفرحي ، ويزعل لزعلي ، من يواسي حزني، نبكي ومنهاره وانادي في بابا ، نبي نحضن ماما نبي نبكي في حضنها ما قدرت تضرب في روحها واتعيط ،لين صوتها تغير، فجاءه طاحت ماما مغمى ،عليها، نبكي وراها وانقوللها ماما ما اتخليني من ليا انا ماماااا، طلعوها، وانا مسكوني ماخلوني نمشي معاها، وبعد سمعت ان بابا مقتول على يد الدواعش انجنيت ، عشت اصعب ايام حياتي ، مهمومه وفاقده من صغري ، اول فتره عمي اهتم بمصروفنا ، ويجيب في كل شي ينقصنا ، بعدها رخانا ، وخوالي في مصر ، بعد فتره طويله خفت الحرب في بنغازي ، هديت الاواضع نوعاً ما، اشتغلت ماما خياطه عند مصممه معروفه ، وكانت وين ما تمشي تاخذني معاها ، اتجي من المعمل ،اتدير خبزه وفطاير ، او حلويات وموالح، تعطيني انوزعهن عن المحلات اللي في الحي ، وثاني يوم الصبح انجيب منهم الفلوس، وهكذا ، تعبت ماما واجد في سبيل راحتي ،مرفت : غاليه يا غاليه
- نعم ماما
- شوفي الباب يا بنتي بيخبط
- جايه جايهخليت المكنسه ، وطلعت نجري للباب ،من؟؟؟
- افتحي ياغاليه.
سمعت صوت عمتي سالمه فتحت، سلمت عليها ودخلت، هذي اكثر مرا اتحبنا واتحب ماما ،جارتنا من زمان وصاحبة ماما ، كملت تنضيف وركبت ع السطح ننشر في الدبش ، شفت حميد وحافظ عيال جيرانه ،متعاركين وحميد طلع سلاح ، والدنيا ملتمه ،،،رفعت روحي عشان انشوف اوضح شافني علي صاحب المحل اللي يبيع لماما في الخبزه والفطيره ، شفته جا يجري يخبط على بابنا ، نزلت بسرعه وخفته يقولها لماما، عرفني نزلت عدا .
مر على وفاة بابا سنه ،،توا عمري 14 ، وماما حالتها الصحيه متدهوره ، بانت اثار المرض على ملامحها
كانت ماما تتعب واجد ، وتدهش والنفس يضيق عليها ،معش قدرت تشتغل واتبيع ، وانا معش قدرت نمشي للمدرسه وانخليها ،عمتي سالمه معانا طول الفتره اللي فاتت ،ما خلتنا، ولا قصرت ،وعلي صاحب المحل حتى بعد ماما بطلت تشتغل نهاية كل شهر يعطينا اللي يقدر عليه ، عمي سالم معش دورنا ولاويجي شورنا، وبيوم طلعت من الحمام ، انشف في شعري وماما تعبت عليا ما عرفت شنو انديرلها طلعت في الليل حفيانه وشعري مبلول وشتاء ، جريت لبيت عمتي سالمه ، خبطت عليها طلعلي حافظ
- غاليه كنك ، شنو صاير معاك
وانا نبكي معش عرفت شنو انقوله ، نسحب فيه وانقوله امي امي
حط حافظ جاكته على راسي ، وطلعنا بسرعه للبيت ، لقينا ماما فاقده الوعي ، عمتي سالمه ماقدرت ترفعها ماما سمينه اشوي ،بسرعه سحب حافظ بطانيه وحط ماما فيها ،رفعوها عمتي سالمه وحافظ للسيارة حافظ جابها قدام بيتنا، لبست عبايه وشال ع السريع وطلعت معاهم، ونبكي وخايف ماما تخليني كيف ما بابا خلاني ، وصلنا للمستشقى دخلو ماما للعنايه ، وانا حسيت بروحي نبي نمرض شعري مبلول شتاء ، قعدنا ساعه والدكاتره محد يرد عليا ،ولا كأنا نسألوا فيهم، طلع الدكتور مشاله حافظ.- ها يا دكتور كنها؟؟
- المريضه عندها القلب، نبضها ضعيف جداً ، الليله اتبات عندنا تحت الملاحظة..
نزلت للوطا وراسي بين كرعيا ونبكي ، صبتني عمتي سالمه...
:خلينا نمشو انجوها بكرا الصبح بدري
: خليني معاها بلاهي خليني معاها ،واللهي ما نزعجها خليني معاها بس
عمتي سالمه ساكته وتبكي ، قرب مني حافظ ،
- مايصير منها اتباتي عندها ، المرافق مننوع، هيا معانا وبكرا انجوها من الصبح بدري ، وانتي شكلك تبي تمرضي مش كويسه قعدتك هنا ، هيا غاليه هيا..مشيت مع عمتي سالمه للبيتها ،عندها بنت من عمري وينت ثانيه كبيره متجوزه ، رقدت مع بنتها دعاء ، والصبح مشينا لماما ،من دخلت للمستشفى ربي نزل عليا دموع، مشينا للغرفه اللي فيها ماما ، فتحت الباب السرير فاضي ، دخلت شفت الحمام فاضي ، انشوف لعمتي سالمه ومصدومه ، عمتي قعدت ع الكرسي وتبكي بصوت، طلعت نجري لحافظ ،
: حافظ وين ماما نبي انشوف ماما وينها
حط ايده على عيونه ونزل راسه مارد عليا ،انهرت ، ولميت عليا المستشفى كلها نبكي وانخبط وانادي في ماما، يومها صح حسيت باليتم ، حسيت ان خلاص معش عندي سند في الدنيا, معش حسيت بشي..
فتحت عيوني ، مانشوف في شي واضح ،حتى سمعي مشوش ، شفت عمي سالم واقف عند الباب، نبي اناديه مش قادره ، الخنقه والقهر اللي فيا ماخلوني انتكلم، قرب مني عمي ،
: كيف حالك توا
: كيف حالي وامي ميته دوبها، اختنق صوتي دفت راسي في والوساده وبكيت، جتني عمتي سالمه شالتي للبيت ، زحمه وانا ماعندي نيه لحد ، سكرت على روحي دار ماما ...ليش خليتيني ماما ليش ، من ليا انا، لمن نشكي بعدك ،وين نمشي ، ليش خليتني ليش ليش ، دخلت عليا حسنه جارتنا وعمتي سالمه وعمتي هدى ، قاللي شوفي امك قبل لا يطلعو للدفن ، سندتني عمتي هدى طلعت للدار الصغيره فيها ماما ، ضميتها وانشم في ريحتها اللي راح ننحرم منها العمر كله، حضنها اللي يغمره التراب ومعش انحصله، بكيت على ماما بكا عمر ، رفعوني منها قوة ، عشان يغسلوها ،واندفنت ماما ،راحت وراح معاها كل شي ، عدت وخلتني ، ما ودعتني ، خلتني في ليله مظلمه بارده ،مرعبه ، خالي وخالتي كلموني بالتليفون لكن ما جو للعزاء ،،،،عمي سالم ثالث ايام العزا شالني معاه للشقته، واصكر بيت بابا ،،، عشت عند عمي ، هوا مش حباً فيا لكن خايف من كلام الناس ، هدى مرت عمي كويسه وحنونه، لكن عمي صعب ، وعصبي ،ومش طايقني ، في يوم قاعده نقرا في دار روفان بنت عمي عمرها 9 سنوات نرقد معاها، نقرا ازعجوني علي وعزام عيال عمو التوأم ، عمرهم 8 سنوات ، هزبتهم وطلعتهم من الدار ،ردو مره ثانيه صبيت ضربت علي على يده عشان يطلع وصكرت الباب ،مشا لعمي يبكي ويشكي فيا،
دخل عليا عمي ، مصعب ،ويسب ويكفر ، مسكني من شعري وبدا فيا ، كف يشيلني وكف يجيبني، وعمتي هدى اتباعد فيه مني ..
- عشان مره ثانيه اتمدي ايدك على عيالي ، وطلع وقربع الباب وراه، عمتي هدى مافي يدها حيله، بكيت لين تعبت ورقدة ،في مكاني ، .....يتبع