¦8

3K 139 247
                                    

لَستُ وَحدِي ، تَنامُ مَعِي صُورتكِ .

تسأل بقلق " روز لما صوتك متعب هكذا!! "
تجهش روز بالبكاء لتغلق الخط دون أن تجيب ريما بأية كلمة..
تقوم بالإتصال بها مرةً أخرى لكن دون جدوى.
تقوم بأقصى سرعة إلى منزلها.
تدخل المنزل تجول عيناها به رغم يقينها بعدم وجود روز لكنه القلب لا سلطة لنا عليه ، تأخذ حماماً سريعاً لتتوجه إلى حجرتها تقف أمام المرآة تعقد حاجبيها وتقترب أكثر ترفع شعرها لأعلى لتتلمس بأصابعها تلك الآثار المرسومة على عنقها بعشوائية
تغمض عيناها بقوة لتضرب وجهها الذي بالمرآة.

تنتظر سندس أمام مكتب ريما مقدسي وهي تطقطق بأصابعها لطالما كانت دوماً تتسائل كيف لشخصية يهابها الجميع مثل ريما أن تكون رقيقة مع روز إن المسألة تبدو كسحر للآخرين ، روز البريئة اللطيفة المحبوبة مع ريما ذات الحضور القوي والمهيوب التي لا تبتسم سوى لزوجتها ولأصدقاء معدودين على الأصابع.
تصل ريما مقدسي بيدٍ ملفوفة و عنق يغطيه Rigid collar وهي نوع من الجبائر الطبية تستخدم للعنق في حالات الحوادث وغيرها من الإصابات الأخرى.
تُذهل سندس لما رأته فتحدث نفسها " يا آلهي ما الذي حل بها! "
تتردد في الدخول تمشي خطوة نحو غرفة ريما ثم تعود للخلف خطوتين ، تتشجع بعد لحظات لتنقر على الباب بهدوء
بصوت جديّ " أدخل "
تدخل بخطى هادئة ، ريما توقع على ورقة وتكتب على أخرى بأصابعها الرشيقة شعرها الأسود الذي ينافس بياض جسدها يتدلى من كل جانب ليزيدها فتنة.
" مرحباً دكتورة "
لا تجيبها بشيء ولا تعيرها أي إهتمام ولازالت مركزة بأوراقها
" اا اريد التحدث معك بموضوع "
تجيبها دون أن تكلف نفسها برفع رأسها عن تلك الأوراق " تفضلي "
" الموضوع يخص روز "
ترفع رأسها بلهفة لتنهض من مكانها " ماذا مابها روز هل هناك أية مكروه تحدثي!! "
تقترب سندس رافعة يدها مطمئنة " لالا هي بخير أنا فقط سأخبرك ببعض الأمور "
تتنهد ريما لتجلس على كرسيها مشيرة لسندس بالجلوس.

تجلس روز على الكرسي الهزاز واضعة قدم فوق الأخرى هذا الكرسي الذي طالما عشقت الجلوس عليه مذ رأته في منزل سندس ورغد و قررت أن تشتري واحد مثله فور عودتها للمنزل
تتناول تفاحة خضراء في يدها ممسكة كتيّب في يدها الأخرى تقرأ فيه عن ال ITP و الخطوط الأولى لعلاجه بالإضافة للخطوط الأخرى
اعتادت روز على وضع هذا الكتيب الصغير معها أينما ذهبت ليخلصها من حالات التوتر كالتي هي بها الآن
تشغل نفسها به لعل أفكارها تهتدي لسبيل آخر غير معشوقتها.

تخترق هدوئها طرقات الباب السريعة والمتتالية
تلقي الكتاب بعشوائية مسرعة لفتح الباب
تقول بتذمر " نعم نعم قادمة "
تفتح الباب يتدلى فاهها لما ترى ريما بهذه الحال يدها وعنقها!
قبل أن تتفوه بأية حرف تدخل ريما لتحتضنها بكل ما أوتيت من قوة تستنشق عبير عنقها تارةً وتقبله تارةً أخرى هامسة لها " أشتقت لكِ "
روز في صدمة من أمرها تبادل ريما الحضن تسألها بقلق " ما الذي أصاب يدك وعنقك ماذا حدث؟ "
تفصل العناق قليلاً تضع يدها على وجنة روز
" تعرضت لحادث ليلة أمس "
تتوسع عينا روز " ماذاا!! "
" أهدأي روز أنا بخير إنه حادث بسيط "
تدمع عينا روز لترتمي بحضن ريما مرة اخرى ودمعاتها تتسابق على وجنتيها
لقد تخيلت للحظة بأنها كانت على وشك فقدان أغلى ماتملك من بشر..حبها الغير مشروط لا يقدر بثمن.

الخطيئة الطاهرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن