¦13

3.6K 118 170
                                    

تذهب مسرعة دون النظر خلفها تصعد إلى غرفة تبديل الملابس لتبدأ يومها ، بينما ريما وضعت نظارتها الشمسية وخرجت من باب المستشفى متوجهة إلى سيارتها تمسك هاتفها وتتصل بنيرمين
دون مقدمات " لقد رفضت سماعي يجب أن أراك اليوم "
تغلق الهاتف تضعه بهدوء في جيب حقيبتها بينما تنظر بالإتجاه الذي قدمت منه روز صباحاً من خلف المستشفى تهز رأسها ببطئ ثم تصعد بسيارتها.

روز :
لم تتعرف على أصدقاء جدد أو بالأحرى لم تعطي أحد مجالاً لخوض حديث معها، تركز بعملها فقط تقتصر كلماتها على نعم، لا، شكراً، عفواً..
بدت لكل من حولها إنسانة غامضة، باردة وبخيلة
نعم بخيلة لأنها خلال اليومين التي داومت بهن لاتذهب بفترة إستراحة الغداء إلى المطعم التابع للمستشفى واكتفت بقطع البسكويت من النوع السادة لأنها لم تعد تملك أي قطعة نقدية .
تجلس بحديقة المستشفى تفتح هاتفها تجد مئات الرسائل من سندس ورغد، تتنهد ثم تضغط على إيقونة الإتصال بجانب اسم سندس
" أتمنى أن تكون بالمنزل أو بفترة إستراحة "
بعد أول رنة تجيب سندس
" أيتها الحقيرة "
تضحك روز " ظننتك ستكونين ألطف "
تهمس " أين أنتِ لقد شغلتي بالي طوال الوقت؟ "
" في مكان ما بهذه الأرض، لماذا تهمسين؟ "
" أنا في الإسعاف وهنا لورين وريما هناك أعداد كبيرة "
" حسناً سأغلق نتحدث بوقت آخر  "
تهمس سندس بغضب " أخبريني أين أنتِ سآتي اليوم إليك "
تتنهد روز " سندس دعينا نأجل لقاءنا حت..  "
تقطع كلامها " أين أنتِ لن أخبر أحد "
" مستشفى رويال مارسدن "
تقوم سندس بإغلاق الخط فوراً بعدما صرخت لورين بها فوصل الصوت لروز، ابتسمت لتذكرها أجواء المستشفى الذي تعودت عليه.
تعود لعملها والتعب يكاد ينال منها
يمر النهار بصعوبة بسبب جوع روز والحزن الذي ينهش قلبها لأنها لاتستطيع التوقف عن التفكير بريما.

تصعد لغرفة تبديل الملابس تجد رسالة من سندس
" سآتي مساءاً " مُرسلة من ٥ ساعات .
تشعر بدوار خفيف ثم يعود كل شيء طبيعي
ترتدي معطفها وتذهب لخارج المستشفى .

سندس تقف بعيداً تنتظر مجيء روز تمسك طرف حقيبتها بكلتا يداها تلمح روز تخرج بخطوات هادئة من المستشفى لترتسم إبتسامة على وجهها لكن سرعان مابدأت تختفي إبتسامة سندس عندما رأت خطوات روز تتباطئ وتضع يدها على جبينها تتعجل سندس بخطواتها وقبل أن تصل لها، تسبقها ريما فتمسك بروز التي فقدت وعيها فجأة وتضمها بين يديها .
تركض سندس مسرعة " مابها! "
تلتزم ريما الصمت ولا تجيب سندس بشيء
تمد يدها لعنق روز تتفحص نبضها ثم تمسك يدها .
تلتفت لسندس " إلحقي بي "
تحمل روز وتدخل بها للمستشفى بسرعة تضعها على أحد أسرة الإسعاف ليهرول عدد من الأطباء المناوبين
تحاول إحدى الطبيبات إبعاد ريما لتمسكها سندس هامسة " إنها الجراحة ريما مقدسي "
تبدأ ريما بفك حجاب روز " سندس ارفعي قدميها بزاوية 90 "
تهز رأسها وتنفذ ماقالت بسرعة
بينما ريما تفك سترة روز من الأعلى وتدلك منطقة القص ببطئ مثبتة نظرها على وجه روز المتعب
تمر دقائق معدودة وروز لازالت فاقدة الوعي
تنظر ريما لسندس " حقنة فينيليفرين "
لتستجيب الأخرى بسرعة مع الممرضات المتواجدات
بعد تجهيز الحقنة تقوم ريما بإعطائها لروز ثم تجلس بجانبها تمسك يدها اليسرى ثم تعاود فحص نبضها عبر جهاز مايكرولايف BP  B3 .
بدأ الضغط يرتفع ويعود لوضعه الطبيعي
تتنهد ريما وتمسك يد روز بقوة ثم تقبلها عدة قبلات متتالية .
تقترب سندس " هل أصبحت أفضل؟ "
تنهض ريما وتعاود ترتيب ثياب روز وحجابها بينما تجيب سندس "  نعم هي بخير الآن "
تحملها بهدوء ثم تهمس لسندس " الحقي بي بحقيبة روز لو سمحتي "
تنفذ ماطلبته منها وتلحق بهن بسرعة حتى تساعد ريما بإدخال روز إلى السيارة .
بعد أن وضعت روز في الكرسي الخلفي تعيد خصل شعرها للخلف بحركة رشيقة لينساب مجدداً بشكل أجمل، تقف إلى جانب سندس " شكراً للمساعدة "
" اا.. العفو لاداعي للشكر هذه صديقتي المقربة بكل تأكيد سأخاف عليها  "
تبتسم لبرهة ثم تتوجه إلى الباب الأمامي للسيارة
" أصعدي سأقلك لمنزلك بطريقي "
" لا دعك مني أريد أن اتمشى قليلاً ثم أذهب لمنزلي بعدها "
لا تجيبها بشيء ثم تصعد لسيارتها وتنطلق مسرعة
تدير المرآة الأمامية على وجه روز كي يتسنى لها مراقبتها طوال الطريق " كم اشتقت لهذا الوجه "
تقود بسرعة أكبر كل همها أن تصل المنزل قبل إستيقاظ روز وماهي إلا دقائق معدودة حتى عاودت حمل روز إلى أن وصلت باب شقتها الذي فتحته بصعوبة بينما روز متشبثة بأحضانها.
تضعها على سريرهن الذي اشتاق لروز كثيراً
ترمي معطفها على الأريكة ثم تفك حجاب روز وترمي عنها حذائها
تفرد شعرها النحاسي تقترب تستنشقه فترتسم إبتسامة على وجهها.
تضع غطاء على روز ثم تسرع للمطبخ تفتح الثلاجة تُخرج بعض قطع التوست تدهنها بالجبنة التي تحبها روز وتقطع بعض فاكهة التفاح والفريز
تصب كأس من العصير الطبيعي تحمل الطبق والكأس لتتوجه لروز وقبل أن تدخل للحجرة تخرج منها روز بعينان ملتهبة " كيف أتيتي بي إلى هنا! "
تقوم ريما بوضع ما بيديها على أقرب طاولة ثم تقترب من روز " حبيبتي دعيني أشرح لك.. "
لتقاطعها بغضب "  كيف تجرأتي على جلبي هنا؟ "
قبل أن ترد ريما بأي حرف يعود الدوار لروز فتمسك جبينها بعدم توازن وتستند على الباب
تقترب ريما بخوف تلف يدها حول خصر روز وتمسك يدها " منذ متى لم تأكلي!! ضغطك ينخفض بين حين وآخر "
تهمس روز " إبتعدي عني "
تحاول ضم روز أكثر لإدخالها للحجرة " أرجوك أنت لست بخير دعينا نأجل نقاشنا بذلك.. "
وقبل أن تُكمل جملتها تدفعها روز بكل ما اوتيت من قوة لتسقط أرضاً فيرتطم رأسها بطرف الطاولة
تصرخ ريما متألمة وبدأت قطرات الدم تسيل من طرف جبينها
تقترب روز من ريما بسرعة ...

يتبع..

الخطيئة الطاهرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن