¦9

3.4K 138 185
                                    

وعايزنا نرجع زي زمان؟
قول للزمان أرجع يا زمان

تقترب روز من ريما لا يفصلهم سوى بعض سنتيمترات تقلع عنها تلك الجبيرة التي تلف عنقها
تنهمر دموعها أكثر بعدما رأت تلك العلامات التي تكسو عنقها في كل مكان
تصفع ريما بملئ يدها واضعة علامة أخرى
لكن على وجهها..
تصرخ بها بإنهيار " حقيرة خائنة "
ثم تركض مسرعة إلى الخارج لتلحق بها لورين
بينما ريما تقف كالجماد وماهي ثواني معدودة لتستفيق على واقعها ثم تلحق بها
تدخل روز لغرفة المتدربين الخاصة بتبديل الملابس تجلس على الأرض ضامة ركبتيها إلى صدرها مغطية وجهها بكلتا يداها تبكي بحرقة..
تصل ريما لباب الغرفة لتوقفها لورين دافعة إياها إلى الخارج
" إلى أين! "
تتنهد بتوتر " لورين ابتعدي عن طريقي "
تطبق أسنانها لتقول بهمس غاضب " ابتعدي عن متدربتي " ثم تدفع ريما مرة أخرى لتصرخ بها
" قلت لك ابتعدي هيا اذهبي من هنا "
تضع كلتا يداها على رأسها تتخلل أصابعها بين خصل شعرها تبرز أوردة جبينها تقف عدة لحظات على هذا الوضع لتذهب فور وصول سندس و رغد راكضتان على أثر ماسمعوه في هذه المستشفى التي لا يخفى بها شيء.
تحاول رغد وسندس الدخول لروز لكنهن تلقن الرفض من لورين التي منعتهن هامسة " ليس الآن "
تدمع عينا سندس بينما رغد تنتفض غضباً
وقبل أن يتفوهن بأية كلمة تضيف لورين
" إنتظرن هنا لدقائق "
تدخل لورين مغلقة الباب خلفها تجلس على الأرض بمحاذاة روز الغارقة بدموعها بصمت مريب.
بهمس " روز "
تتنهد ثم تقترب لتضم روز بين يديها
تشهق روز ثم تدخل بنوبة بكاء هستيرية متمسكة بلورين
بعد دقائق تبعد روز عن حضنها تمسح وجنتيها لتتسابق دموع أخرى بصمت
تتنهد ثم تقف متوجهة للخارج لتقترب كل من سندس ورغد مسرعات نحوها.
سندس بلهفة " هل تسمحين لنا برؤيتها الآن؟ "
تهز رأسها بإيجاب.. لتدخل سندس مسرعة
تقترب رغد وعلامات الغضب تعلو وجهها
تقوم لورين بإيقافها قبل أن تدخل "  فاليكن حضورك خيراً "
تُتمتم بغضب " خير! ألم ترِ تلك العجوز ماذا فعلت بصديقتي؟؟  "
ترفع إصبعها بوجه رغد "  لا تتجاوزي حدودك بالبربرة على ريما فجميعنا يعلم مدى عشقها لروز "
تبتسم بسخرية " نعم بكل تأكيد وأثبت لنا ذلك بخيانتها لها "
ثم تدخل لروز بينما لورين تتنهد ثم تضع يديها بجيوب صدريتها البيضاء..

تبكي روز بين أحضان سندس التي تربت على كتفها
بينما رغد تجلس أمامهن غاضبة يتطاير الشرر من بين أعينها.
تنظر لهاتف روز النقال المرمي بجانبها.. تسحبه بهدوء ثم تضعه بجيبها.." سأعود حالاً  "
تغيب بضعة دقائق ثم تعود لتضع الهاتف بمكانه.
تدخل لورين بهدوء لتجلس على ركبتيها أمام روز
" يمكنك أن تذهبي للمنزل من الأفضل لك ألا تبقي هنا اليوم "
تشيح بنظرها لسندس ورغد  "لا يمكن أن تذهبا كلاكما معها يجب على إحداكن أن تعوض وتناوب"
تنتفض رغد مسرعة " أنا أنا سأبقى "
لورين بهدوء  " حسناً "
تخرج لورين لتقف بعدها رغد " سأطلب لكن سيارة الأجرة "

تخرج روز برفقة سندس وسط أنظار ريما التي تراقب من بعيد حبيبتها مخذولة أمامها..

تجلس على تلك الأريكة الحمراء في زاوية الصالة تقترب سندس واضعة شال صوفيّ على أكتافها
تكمل نوبة بكائها بحرقة ليهدأ صوت بكائها ساعة بعد ساعة تكتفي بالنهاية بدموعها الصامتة وهي تقلب في هاتفها تتأمل صورها القديمة مع ريما.. صورة منذ سنوات قبل أن يتزوجن ببضعة أيام هي هذه الصورة روز تجلس بحضن ريما خجلة بعض الشيء وريما تنظر لها مفتونة.
تقلب تلك الصور والذكريات ومع كل صورة ألف دمعة وذكرى تتخلل الإبتسامة دمعاتها فور رؤيتها صورة قد التقطتها لها ريما وهي نائمة فوق كتبها.
تتأمل تلك الصور المجنونة وتبتسم بين حين وآخر وسط دموعها التي كانت على وشك أن تنساها لولا أن صور نيرمين وريما ظهرت مجدداً بينما هي تشاهد ذكرياتها القديمة لتعقد حاجبيها محركة رأسها يميناً ويساراً محاولة أن تكذب عينيها لتتسابق دموعها بحرقة وتتعالى شهقاتها مرة أخرى..
تبقى على هذا الحال حتى تغفو مع أحزانها

يُطرق الباب بهدوء تخرج سندس من غرفتها تتوجه نحو الباب وهي تنظر لروز الغافية متنهدة
تفتح ببطئ تندهش عندما رأت ريما تقف أمامها
تقوس عيناها لتتأكد مما ترى
تقترب ريما مسرعة هامسة " فقط أريد رؤيتها "
بجدية " لكنها لا تريد رؤيتك "
" لن تراني أعلم أنها نائمة "
بتعجب " وما أدراكِ؟ "
تقترب أكثر " إنها زوجتي و أحفظ تماماً متى تنام كعادتها "
تدفع سندس لتدخل باحثة بأعينها على روز لتجدها غافية كالملاك على تلك الأريكة ترتسم إبتسامة على وجهها فتقترب بهدوء
تجلس على ركبتيها تبعد خصلات روز عن وجهها تناظرها بحنان تستنشق أنفاسها بحب لتروي عطشها
تبقى على هذا الحال لعدة دقائق تتأمل معشوقتها وتدخل أنفاسها إلى شغاف قلبها
تهمس لسندس " أين الغرفة التي ستنام بها؟ "
تشير بإصبعها لغرفة النوم
تقترب ريما بهدوء ثم تحمل روز بلطف تضمها  لصدرها فتستغل تلك المسافة إلى غرفة النوم بإستنشاق شعر روز النحاسي
تضعها فوق أحد الأسرّة ترتب خصلاتها وثيابها.
بهمس " أحضري لي غطاءاً سميك فهي تبرد كثيراً "
تستجيب سندس فتأتي بما طُلِب منها
تغطي روز جيداً تطبع قبلة على جبينها ثم تبتعد
تتوجه نحو باب المنزل كي تخرج وقبل أن تفعل ذلك تنظر لسندس ثم تبتسم قائلة " شكراً لك ِ"

في صباح اليوم التالي تقود ريما نحو المستشفى وعقلها لا يكف عن التفكير بطريقة لإصلاح ماحدث كل ماتريده هو أن تعيد روز لها بأي ثمن وكيف سترمم هذه الهوة التي خُلقت بينهن بسبب نيرمين وبسبب الخيانة التي أقدمت عليها
لم تنم ولا حتى ثانية طوال الليل ف روز سرقت النوم من عيناها
تصل المشفى ترفع شعرها ثم تنزل من سيارتها
فور دخولها من باب المشفى تلاحظ نظرات غريبة من حولها غير هؤلاء الذين ينظرون لها بإشمئزاز
تتغاضى عن كل هذا لتتوجه للمصعد وفي طريقها تُصعق بما ترى عيناها!!
صورها مع نيرمين عاريتان مئات النسخ ملصقة على الجدران بكل مكان!! مكتوب على كل صورة
العجوز العاهرة.. العجوز الخائنة..


يتبع..
.........................
أتمنى أن تلتمسوا لي الأعذار بتأخري عليكم
تعرضت لوعكة صحية غير إنشغالاتي الأخرى
الكثيرة..
أحبكم جداً و أتمنى لكم قراءة ممتعة
اشتقت لكم حقاً❤️❤️❤️

الخطيئة الطاهرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن