¦15

671 48 23
                                    

تبتسم ثم تغمزني " لا أريد مفارقتك أخاف أن تهربي مني مجدداً "
أضحك بعفوية
لتقترب مني تجلس على حافة السرير بجانبي
تداعب وجنتي وعيناها تلف وجهي بتمعن بينما أنا أستنشق عبير أنفاسها
تهمس " إضحكي مجدداً كم اشتقت لسماعها "
اتنهد ثم ابتسم بينما تقترب مني
شيء ما منعني من الكلام منعني من أن أبعدها عني
خصل شعرها الأسود سبقتها وافترشت وجنتي
عبق رائتحها التي تجعل الحياة تدب في عروقي
أنفاسها الدافئة لفحتني ، أغمض عيناي مستسلمة لشفتيها التي بدأت بإلتهام شفتاي بشوق وحرارة ويدها تحتضن عنقي
تدخل الممرضة وتجر أمامها الطعام المخصص لي
لتبتعد ريما عني فاصلةً قبلتنا التي لم تدم طويلاً
تقف ثم تنحني لي مجدداً تمسح بأطراف أصابعها شفتاي وأسفلهم وتنظر لي نظرات تخفي إبتسامة عميقة مليئة بالشوق والحب
تتلقى الطعام من الممرضة دون أن تشكرها
" يمكنك الذهاب "
تمسك يداي بلطف لتساعدني على الإعتدال
ثم تضع خلفي وسادة ثانية استلتها من الصوفة المجاورة
" هكذا أفضل ؟ "
أهز رأسي بإيجاب
جلست أمامي وبدأت تطعمني بحذر وتركيز كمن تطعم طفلها الذي لم يبلغ الثلاثة أعوام
منذ أيام والطعام لم يعرف طريقاً إلى جوفي وأظنه السبب الذي جعلني لا أمنع ريما من أن تطعمني ..
أو ربما السبب استرخائي بعد الأدوية المهدئة .. لا أعلم ماسر هدوئي معها ..

تسحب المنديل المحبوس ضمن حلقة نحاسية بجانب الأطباق ، تمسح فمي ثم تطبع قبلة صغيرة على شفتاي
تخرج حبتين من الظرف الذي يعلو الطاولة المجاورة
تفتح شفتاي بإصبعها ثم تضع الحبة الأولى والثانية
ثم تمسك كوب الماء بعناية وتقربه من فمي وبيدها الأخرى تمسح على ظهري بحنان .
تجلس أمامي تمسك يدي بين كفيها
" الآن علي أن أذهب لن أتأخر سنخرج مساءًا "
تُقبّل يدي " هل تودين قول شيء؟ "
أسحب يدي " لا أذهبي، فكل شيء بحياتك أهم مني "
تضمني بقوة لاتسمح لي بالتحرك وتشم خصل شعري
تهمس لي "سأشرح لك كل شيء.. سينتهي هذا اليوم"
أحاول أن أبتعد لكنها تحتضنني بشكل أقوى
" روز أنت أهم مافي حياتي ولاشيء سواكي "
استسلم ليديها وأغمض عيناي كطفلة منهكة
تضمني بقوة بيدها بينما الأخرى تمررها على ظهري ببطئ ذهاباً وإياباً  وتهمس لي بقرب أذني بصوت حنون مفعم بالحب والأنوثة " أحبك صغيرتي "

سندس
أخرج من غرفة آخر مريض بقسم النقاهة بعد أن أوكلتني لورين بمهمة الاطمئنان على المرضى هناك.
امشي بهدوء بهذا الممر الذي تزدحم اطرافه بكراسي المحبين الذين ينتظرون لقاء من يفترشون الأسرّة بالداخل.
بينما أنا مزدحمة بمشاعري التي اثقلت صدري ولا املك جرأة البوح عنها، عينا لورين اللوزية الواسعة لا تفارق مخيلتي شعرها البني الذي لا يعد طويلًا وتموجاته، أنفها الحاد وجسدها الممتلئ بتناسق، صوتها وبحته اللذيذة كل شيء بها يشدني لها، حتى عصبيتها على اخطائي الساذجة.. يقطع تفكيري صوتها الحاد:
"سندس هل انتهيتي؟" تسألني وهي تتفحص الملف الذي بيدها دون أن تنظر لي
"نعم دكتورة كل شيء على مايرام" اجيبها وأنا أصب تركيزي على ذلك الوشاح المحظوظ الذي يلف عنقها لطالما أبهرتني بذوقها الرفيع في انتقاء الملابس.
تنظر بعيناي مباشرة ثم تتنهد  وتعيد ترتيب خصل شعرها بحركة رشيقة إلى الخلف "هيا سترافقينني الآن"
تدير ظهرها وتمشي لألحق بها دون أن اجيب بشيء لكنني ماعدت استطيع كتم ابتسامتي واضعة يدي على قلبي لعله يهدأ قليلاً.

الخطيئة الطاهرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن