¦10

3.8K 147 151
                                    

كزبك حلو و يا أول كزبة سدئتا بحياتي
كزبك حلو ويا أحلى كزبة واخترتا بذاتي

فور دخولها من باب المشفى تلاحظ نظرات غريبة من حولها غير هؤلاء الذين ينظرون لها بإشمئزاز
تتغاضى عن كل هذا لتتوجه للمصعد وفي طريقها تُصعق بما ترى عيناها!!
صورها مع نيرمين عاريتان مئات النسخ ملصقة على الجدران بكل مكان!! مكتوب على كل صورة
العجوز العاهرة .. العجوز الخائنة ..
تشتعل عيناها لهيباً وأول من يحضر في ذهنها روز كيف لا وهي الوحيدة التي تمتلك هذه الصور
تأتي لورين مسرعة تمسك بيد ريما ساحبة إياها إلى جانب الرواق "سأتولى الأمر اهدأي ريما"
بينما ريما تكاد تنفجر غضباً..

روز
أفتح عيناي بصعوبة وكأن أحدهم قام بتلصيقها أتحسسهن بأصابعي إنهن متنفخات كثيراً
انهض مسرعة إلى المرآة متناسية ألم رأسي الذي يقيم حفلاً داخل جمجمتي اتحسس وجهي وتحديداً عيناي يا آلهي إنهن مُحمرات كثيراً بالإضافة إلى هذا التنفخ اللعين
تتبعثر يداي على مساحيق التجميل الموجودة أمامي لأخفي ما استطيع إخفائه لا أريد أن تراني ريما بهذه الهيئة عندما تأتي لتراضيني وتشرح لي السبب وراء ما حصل
هكذا أنا متعلقة بها كما يتعلق محموم في لحظة هذيان بكلمة كما يتعلق رسول بوصية يخاف أن تضيع منه كما يتعلق غريق بحبال الحلم لذلك ورغم كل الذي حدث أنا أنتظر مجيئها لتشرح لي السبب لأرى محاولاتها وهي تستعيدني وهي تنقذ حبنا لأرى تشبثها بي لتقول لي أن لا امرأة غيري تملك قلبها لتواسيني ببضع قبلات صادقة وتطفئ النار التي اشتعلت في قلبي منذ رأيت تلك الصور

أرى رسالة مفتوحة على ذات الطاولة كُتب عليها
روز لقد أعددت لك الفطور هو على طاولة المطبخ أرجوك أن تأكلي وتأخذي حبة الدواء التي وضعتها لكِ سأعود مبكراً وسنذهب إلى السينما مع رغد ووسام ولا أقبل أي رفض.
ابتسم بشكل عفوي أشعر أنها أقرب لكونها أم وليست صديقة لطالما غمرتني سندس بمواقفها النبيلة وتصرفاتها الحنونة لم تكلّ يوماً مني ولم أكلّ منها
أشعر بالإمتنان لله لوجود هكذا أصدقاء بحياتي

أجلس أمام مائدة الإفطار التي أعدتها سندس
شعور يخنقني عندما أتذكر لكن ما يعزيني صدق أحساسي بأن ريما تحبني وحدي لا غير فإن عيناها لا تكذب ويداها وعطرها وقبلاتها وخوفها عليّ جميع ماذكرته صادق ولا يكذب
أمضغ الطعام بهدوء ليتخلل مسمعي طرق الباب
أكاد لا أصدق رغم إنني انتظرها منذ الصباح
إنها هي فأنا أحفظ حتى فرحة الجماد عندما تلمسه
أفتح الباب مسرعة ومازالت تلك اللقمة في فمي
أنظر لها وأحاول كبت نفسي من إحتضانها أبتلع مافي فمي ثم أردف "أهلاً"
عيناها حمراون لا أدري هل هذا لون الشوق أم ذاته لون الحزن الذي بعيناي.. أم لون الغضب!
تدخل بهدوء دون أن تنطق بكلمة مرحباً على الأقل
لأروي بها ظمأي لصوتها الذي أعيش على تواتره
أغلق الباب وألحق بها دقات قلبي تتزايد وشعور غريب يتملكني كل مافي حواسي ينده لها
أقف أمامها على بعد متر أو مترين لا أدري فقد أنعدمت المساحة بالنسبة لي وملأ عطر أنفاسها الجو
تربع يداها وتناظرني كمن يتفحص شيء لتخرج عن صمتها أخيراً
"كيف سمحتي لنفسك ؟"
أعقد حاجباي بإستغراب لتضيف والشرر يتطاير من عينيها "كيف استطعتي أن تنشري تلك الصور كيف سيطر الحقد على قلبك تُجاهي"
أتبسمر في مكاني لتقترب مني تمسك اكتافي بقوة لدرجة الألم تصرخ في وجهي "لماذا تكلمي!"
أرد بهدوء يتعاكس مع بركانها الهائج "لا أعلم عما تتحدثين"
تفلت يداها ثم تصفق مع هزة في رأسها
"بالطبع فأنتِ منشغلة في ترتيب نفسك ووضع المساحيق وتناول الطعام "
" ريما.." تقطع كلامي صارخة "أنتِ أنانية أنتِ أفعى لا يهمك سوى الإنتقام لقد كسرتي قلبي ووضعتي حاجزاً ضخماً بيني وبينك"
يتحشرج صوتي ودمعاتي تتدفق لعيناي أشير بأصابعي إلى صدري هامسة "أنا؟؟"
وقبل أن تجيب تدخل رغد مسرعة إلى المنزل والغضب يعتليها تتوجه نحو ريما
مشيرة بسبباتها إلى باب المنزل"أخرجي من منزلي"
تنظر ريما بغضب ودهشة "تطردينني أنا من منزلك؟ هل نسيتي من أكون!"
تقلب عيناها " أنتِ استاذتي في المشفى أما هنا فلست سوى أمرأة تُبكي صديقتي المقربة وتنهر بها فاحمدي الله أنني لم اطلب لك الشرطة"
يتوقف الكلام في حنجرة ريما تنظر لي كأنها تنتظر تدخلاً مني ثم تردف رغد " قلت لكِ أخرجي من منزلي "
دمعتان تجمدا في عينيَّ وألم رأسي انتقل تدريجياً إلى جسدي كله واستقر في حلقي غصته.. غصة الخيبة والخذلان والخوف مما هو آتٍ
تعود لي رغد بعد خروج ريما تمسك يدي قائلة
" أنسي ماقالته ودعينا نتناول فطورنا "
أشعر أن الشتاء وبرده سيستقر في قلبي هذا العام
ألم تعجبه اطراف أصابع قدماي؟ أو اصابع يداي؟
أو حتى وجنتاي و أنفي الذي يتلون بلون الفراولة فور مجيأه لماذا قرر أن يجلس في قلبي الآن؟
امسك منديلاً امسح به ماوضعت على وجهي فلا داعي له بعد اليوم مستمعة إلى كلام رغد التي تنظف المطبخ "ستناوب عني اليوم سندس فأنا لم أنم طيلة الليلة الماضية "
ليغيب صوتها دقائق ويعود " غداً سنذهب للدوام وانتِ معنا هكذا قالت لورين "
لا يوجد أصعب من أن تتقلص عائلتك في شخص واحد ثم تتفانى في حبك له إلى أن يتفنن في رش الملح على جروحك التي هو أيضاً المسبب لها!

الخطيئة الطاهرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن