شممتُ عِطركَ حتّى كدّتُ افقدُني
كأنَّ عِطركَ منّي كان ينتقمُ.أنظر لها بريبة " أنا أسمعك "
يزداد توتر رغد " في ذاك اليوم أ.. أ.. أقصد حين علمت روز بخيانتك لها "
أحافظ على هدوئي " أكملي "
تتنهد ثانية وكأنها تستعد لعملية جراحية دقيقة
" لم أحتمل رؤية دموع صديقتي المقربة وحينها قررت الإنتقام منك "
أعقد حاجباي " إذاً؟؟ وماذا فعلتي؟ "
" قمت بأخذ هاتف روز دون علمها و أرسلت.. "
أقف رافعة سبابتي بوجهها " أرسلتي صوري مع نيرمين وقمتي بنشرها أليس كذلك!! "
تصمت لبرهة ثم تجيب بخوف ملحوظ "نعم كذلك"
اقترب منها والغضب يسبقني " ستدفعين ثمن ذلك "
أبتعد مسرعة نحو الباب لأقف ثانية أناظرها بقرف
" أعدك بذلك "تذهب ريما لغرفة تبديل الملابس ترمي عنها ثياب المستشفى وهي تُتَمتِم " أنا آتية.. آتية ياحبيبتي "
بخطوات متسارعة تتراكض بين أروقة المستشفى تحاول الإتصال بروز لكن دون جدوى ..
تضغط على أيقونة الرسائل SMS
" حبيبتي أرجوك أجيبي على إتصالي يجب أن أراكِ روز صغيرتي فقط لمرة واحدة إسمعيني .."
تصل لخارج المستشفى وهي تلهث تتوجه نحو سيارتها تلمح وسام من بعيد يقف في الجهة المقابلة يبدو أنه يتحدث بإتصال هاتفي، تقترب منه لعله يحادث روز وتأخذ أي معلومة عنها.
بخطوات هادئة تلتف من خلفه تنظر حولها لتتأكد من عدم رؤية أحد لها من هؤلاء الذين يعرفونها شخصياً.
تعقد حاجبيها ومازالت تتنفس بسرعة تسمع كلماته المتواترة بصوت خافت ..
" كل شيء سار كما طلبتي عليك أن تتقربي منها أكثر الآن "
يصمت بين جملة وأخرى ليستمع كلام من يحادثة بالطرف الثاني..
مازالت ريما لم تفهم جوهر الحديث تعقد حاجبيها وتقترب اكثر.. تسمع
" روز مازالت في حالة صدمة دعينا نتمهل قليلاً قبل الخطوة الثانية "
تقترب ببطئ تقف أمامه لتتلخبط كلماته، تبتسم ثم تمد يدها إلى هاتفه تأخذه بغضب بينما هو يقف بحالة ذهول متعرق الجبين
تقرأ اسم المتصل : المحققة نيرمين
تهز رأسها ثم تضعه على إذنها
" وسام أين ذهبت؟ انت معي؟ "
ريما " أهلاً نيرمين كيف الحال؟ "روز "في مستشفى رويال مارسدن"
تمشي روز إلى حديقة المستشفى بعد هذا اليوم الطويل الذي قضته بين الإسعافات والملفات التي كانت تُعد ك عقاب في مكان عملها السابق .
تذهب إلى الجزء الخلفي حيث لايراها أحد بهذا الظلام
" واخيراً أستطيع الجلوس " تمتمت روز .
لم يتبقَ معها أية قطعة نقدية تأويها في فندق خارج أيام المناوبة الليلية تضم ركبتيها إلى صدرها
هذه المرة لم تستطيع التفكير بأحزانها فقد سرقها النوم بإتفاق مسبق مع التعب .تدخل ريما مقدسي إلى مستشفى رويال مارسدن بهيبتها المعتادة مُلفتة للأنظار دون مجهود منها
قامتها الممشوقة شعرها الأسود الغزير الذي يصل إلى منتصف ظهرها تلك الشامات التي تسكن عنقها
شفتيها الممتلئة أنفها الحاد وبشرتها ناصعة البياض.
تقف أمام موظفة الإستقبال
" مرحباً "
" أهلاً سيدتي كيف استطيع مساعدتك؟ "
"أريد مقابلة إحدى الطبيبات المقيمات هنا تدعى روز تفتنازي هل يمكنك إعلامي بأي قسم هي الآن؟"
" نعم هذه المتدربة بدأت العمل لدينا اليوم "
ترد ريما بصمت تام بينما الموظفة تبحث في الحاسوب المحمول الذي أمامها
" عذراً سيدتي لكن هذه المتدربة بالذات طلبت الخصوصية في معلوماتها لا أستطيع مساعدتك بشيء "
تتنهد ثم تقترب أكثر تبتسم ببرود " ليس بالأمر الصعب بالنسبة لي أن أذهب وابحث بكل قسم تلو الآخر أو أتوجه لرئيس المستشفى مباشرةً لكنني أردت أن أتصرف بتلقائية "
" أعتذر سيدتي هذه قوانين المستشفى "
تعض على شفتها ثم تبتلع ريقها تتنفس بعمق ثم تمرر أناملها بين خصل شعرها لتعيد ترتيبهم
" على الأقل أخبريني هل هي في المستشفى؟ "
" الآن، لا "
تضرب يدها بقوة أمام الموظفة لتصرخ
" لماذا ذهبت؟ "
تجيب الموظفة بسرعة نتيجة ذعرها بعد أن وضعت يدها على قلبها " ليس لديها مناوبة اليوم "
تخرج ريما دون أي كلمة أخرى تجلس بسيارتها التي ركنتها أمام المستشفى تسند رأسها إلى مقود السيارة
تتمتم " لم أعد أطيق الحياة بدونك "
تشعر بحرقة اجتاحت عيناها لتغمض بهدوء6:17 am
تستيقظ ريما بشكل مفاجئ سرعان ماتستوعب أنها داخل سيارتها تنظر للساعة، ثم تشيح بنظرها إلى المستشفى
تُنزل زجاج السيارة كي تستنشق الهواء النقي معيدة رأسها للخلف تراقب المستشفى عبر مرايا السيارة
وبعد نصف ساعة او أكثر قليلاً تلمح فتاة تأتي من الحديقة الخلفية للمستشفى حاولت تكذيب عيناها
" لا ليست روز أيعقل؟ "
رأتها تمشي وتنظر خلفها كأنها تتأكد بأن لم يراها أحد
انتظرت حتى دخلت ثم نزلت من سيارتها وأسرعت إلى المستشفى، لتجدها جالسة على أحد الكراسي التي بممر الإستقبال تضع يديها على جانب رأسها مغمضة العينين يبدو أن رأسها يؤلمها فهي تحفظ حركاتها جيداً
تجلس بجانبها بهدوء وسرعان مالاحظت روز ذلك لتلتفت ببطئ كأنها ليست متأكدة بأن هذه رائحة ريما فعلاً.
تتلاقى عينا ريما بعينا روز التي تشربتها الحمرة وظهر عليها الإرهاق يتخلل الصمت اللقاء ثواني معدودة لتنهض روز وقبل أن تبتعد تلتف يد ريما حول معصمها بقوة مانعتها من الذهاب.
تنظر روز بغضب إلى يد ريما ثم إلى عيناها
" دعيني "
تهمس " روز يجب أن نتحدث "
تصرخ بها " وهل يجب أن أتقيد بأوقاتك متى أردتي الحديث ومتى الصمت لقد طلبت منك مسبقاً الكثير من الفرص لم تسمحي لي أن أدافع عن نفسي أمام إتهاماتك الباطلة "
تقترب ريما أكثر تهمس بندم " لكنني فهمت كل شيء الآن علمت أنك بريئة من ذلك "
تجيبها بملامح باردة " لكنني لم أعد أهتم إن كنت بريئة أم مذنبة في نظرك لم أعد أريد منك أي شيء سوى أن تتركيني وحدي أستعيد نفسي التي فقدتها بسببك "
تمسك يدها الأخرى " روز فقط هذه المرة أعطيني فرصة كي أشرح لك كل شيء دعيني أبرر كل ماحدث "
تفلت يداها بقوة " قمتي بخيانتي.. كذبتي علي بحادثك كي تجعلينني أشعر بالذنب.. طردتيني من مستشفى أحلامي.. هدمتي كل أحلامي التي بنيتها عليك.. تخليت عن عائلتي لأجلك لكنك تخليتي عني دون رحمة لم تكلفي نفسك باللحاق بي لم تحاولي سماعي والآن تطلبين مني أن أسمع تبريرك "
تدمع عينا روز ثم تبتلع ريقها لتكمل " ريما كم أنتِ قاسية "
تذهب مسرعة دون النظر خلفها تصعد إلى غرفة تبديل الملابس لتبدأ يومها ، بينما ريما وضعت نظارتها الشمسية وخرجت من باب المستشفى متوجهة إلى سيارتها تمسك هاتفها وتتصل بنيرمين ..يتبع...
..............
بتمنى تعذروني وقتي ضيق جداً
واكيد مالي نسيانتكون ❤️❤️
ياترى ريما شو رح تعمل عطوني آرائكون 🤗
وهل كانت ردة فعل روز قاسية ولا بمحلها؟
أنت تقرأ
الخطيئة الطاهرة
General Fictionروز & ريما❤️ فتاة مسلمة من عائلة متدينة نوعاً ما يطرق الحب بابها حب من نوع آخر ليس بالحسبان ويبدأ الصراع بداخلها روز : فتاة حنطية بعينان زرقاوان 19 عاماً ريما : فتاة بيضاء بعينان سوداوان 30 عاماً