¦11

2.8K 118 181
                                    

علمني حبك أن أحزن
وأنا محتاج منذ عصور
لإمرأةً تجعلني أحزن
لإمرأة أبكي فوق ذراعيها مثل العصفور
لإمرأة تجمع أجزائي ك شظايا البلور المكسور علمني حبك سيدتي أسوأ عادات
علمني أفتح فنجاني في الليلةِ آلاف المرات
وأجرب طبّ العطارين وأطرق باب العرّافات
علمني أن أخرج من بيتي لأمشط أرصفة الطرقات وأطارد وجهك في الأمطار وفي أضواء السيارات وألملم من عينيك آلاف النجمات
يا امرأة دوخت الدنيا يا وجعي يا وجع النايات.

نزار قباني.

" روز أنتِ من أكثر المتدربين مهارةً لدينا لكننا لا نستطيع غض النظر عن تصرفك اللا أخلاقي مع إحدى قامات المستشفى حتى لو كانت زوجتك لذلك قرر مجلس الإدارة إجماعاً فصلك من مشفانا متمنين لك التوفيق في مشفى آخر.. يمكنك الذهاب الآن"
تقف للحظات بجمود ثم تخرج والدموع ملأت عيناها تذهب بخطىً سريعة نحو مكتب ريما لا ترى أحداً أمامها لا يوجد بين عيناها سواها..
تدفع باب المكتب بقوة وتدخل
ريما خلف مكتبها وتقف فور دخول روز وبالجهة المقابلة تجلس نيرمين واضعة قدماً فوق الأخرى وبين كفيها كوب من القهوة أنظارها تتوجه ببرود نحو روز التي بدأت دموعها بالإنهمار وهي تحدق بريما دون غيرها حتى أنها لم تلتفت لوجود نيرمين
أو أنه لا يهمها.. تقترب خطوتين بطيئة وهي تنظر بحسرة لريما " كنت أقرب لك من نفسك خفت عليك من كل شيء حتى قمتي بكسر جناحي وأصبحت بلا نصير .. "
تحاول ريما أن تتحدث لكن صوت روز العالي منعها من ذلك " اصمتي دعيني أفرغ مافي القلب "
تبتلع ريقها الذي اختلط بدموعها ثم تكمل
" منذ ذلك اليوم لبسني البياض في كل الأوقات هذا البياض لم يكن أكثر من كفن حملته في داخلي
منذ ذلك اليوم الذي شاركتي فيه جسدك مع إمرأة غيري هذا الجسد الذي ظننت لن تطاله يداً غير
يدي"
يتحشرج صوتها الذي اختلط بنبرة الحسرة والعتاب
بينما ريما لا تعلم كيف تتهرب من النظر إلى عينا حبيبتها البريئة
تتنهد وتمسح وجنتيها بطرف أكمامها لتكمل
" لقد ربيت وهماً كبيراً في قلبي بأن فراشك لن يكون إلا لي وحدي وأعتقد أن هذا الوهم الجميل وشديد الغرابة أشترك معي فيه فتاة أخرى "
تتوجه نيرمين نحو روز تسحبها من ساعدها
تبتسم " عزيزتي زوجتك وجدت فيني ما حُرمت منه عندك لذلك كفاكِ هراءاً ولعب دور الضحية "
تقترب ريما مسرعة لتبعد بينهن ساحبة روز لحضنها
ثم تصرخ ب نيرمين" أخرجي من هنا ايتها
الحقيرة "
تقهقه نيرمين ثم تسحب حقيبتها وتهم بالخروج بينما روز تبتعد بهدوء من بين يدا ريما
تحاول ريما احتضان روز لكنها قوبلت بالرفض
تضع يداها على وجنتا روز " أرجوك اسمعيني دعيني أشرح لك فقط "
تهمس روز " هل ترين الرماد وإنفجار الأوعية في عينيَّ لقد رميتني في دوامة لا أعرف كيف ستنتهي ولا كيف ستكون عواقبها "
تبتعد عن ريما ثم تمسح وجهها بكفيها
ريما " لكنك لم تسمعي مني لم تعطني فرصة لأدافع عن نفسي وعن حبنا أمامك "
تبتسم روز وعيناها مُحمَّرة " وأنتِ أيضاً.. وأنتِ لم تعطيني فرصة لأدافع عن نفسي وها أنا اليوم طُردت من هذا المشفى بسببك حتى لم تحاولي أن تحادثينني قبل أن تقومي بتقديم شكوى ضدي لدى إدارة المشفى.. لم تعطيني فرصة أن استوعب خيانتك حتى الحقتيني بصدمة أخرى.. وبعد كل هذا أجدك تجالسينها هنا تشاركينها القهوة التي كنا نتشاركها معاً من كوب واحد "
" كنت أنتظر مجيئك كنت أنتظر أن تأتي معتذرة كنت سأسامحك " تضحك ثم تكمل " لكنك لم تهتمي لجرحي لم تكلفي نفسك بل وضعتي ملحاً على الجرح "
تتنهد " تعبت من كل شيء لقد تخطيت قدرتي
على التعب "

الخطيئة الطاهرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن