٤٣/ وقد نزل المطر

490 28 5
                                    

ملاحظة: البارت طويل كتير، اعملو شي تتسلو فيه...ممكن شاي 😉😹.
***

كانت جين تضع السماعة على أذُنها و قبضتها مشتدة على الهاتف وتعض على شَفتها السفلية بقهر، ألف فكرة راودتها خلال ثوان ألف تهيُؤ طاف حول رأسها ولكن مازال ذلك الحلم بعيد حتى أبعد لما بعد الهاوية عنها، أزالت الهاتف عن أذُنها بدون إجابة وكادت أن تفصل الخط، ولكن كاترين أخذت الهاتف ودفعت جين بعيدًا
وقالت: أجل هذا هو الرقم وأعتطه العنوان وأغلقت الخط.

نظرت كاترين لجين وقالت بغضب: لن أسمح لكِ أن ترجعين بقراركِ بسبب أفكاركِ ومعتقداتكِ الغبية
جين وقد بدأ صدرها يضيق وصوتها يتهدج: معتقداتي؟
كاترين: الأمر حدث رغمًا عنا.
جين صرخت قائلة وقد إستحوذ عليها الغضب العارم: لا بل نحن لم نحاول، لقد صدقنا الكذبة صدقناها.
صمتت كاترين ونظرت لها وقد تلألأت عيناا ثم قالت بصوت أشبه بالهمس: لقد كانت لدينا أسبابنا.
جين بغضب: نحن مجرد عاهر*ين لا نستحق الشفقة حتى
كاترين: نحن بشر مثلنا مثل الجميع
جين لم تستطع تمالك نفسها ابدًا وانهارت باكيه...
وبقيت تردد: لو أنني مت في ذلك اليوم، لو أنني لم أصدق ما قيل لي...
جلست كاترين بجانبها وقالت لها بحنان: لا تحزني، الذنب ليس ذنبك

عند ارثر...

وقد ذهبوا جميعًا لمقابلة ابنتهم كان ليو يقود وارثر جالسًا بجانبه كانت يداه ترتجف ويهز بقدمه بحركات متكررة كان الإصفرار واضح في ملامحه كان يردد في صدره دعوات واماني كان يكررها منذ 14 سنة وذلك السؤال يعرض نفسه عليه من حين لحين (هل اليوم هو يوم اللقاء؟) اما قلبه فإنه ينبض بنبضات تضج بمشاعر كثيرة _سعادة، رجاء، حزن، أو حسرة_ اما أنفاسة فتخرج ومعها رجاء واحد، واحد فقط أن تكون هي إبنته ولكن كل شيء يقول عكس ذلك فهو دفنها بيدية.

كانت الاجواء السائدة الصمت، الصمت الذي يغلف ضوضاء دواخلهم، إصفرار ملامحهم إغروراق عيونهم إرتخاف ايديهم أصوات تسامر أنفاسهم تنهيدات اليانور المتكررة كل ذلك يقول أن بصيص الأمل قد توقد من جديد ليصرخ بسؤال واحد لهم ويقول (هل اليوم هو الذي لن نستطيع أن ننام من شده الفرح؟) كانت شده كركبة دواخلهم لا يعلم بها سوى الله.

وصلوا وبدأت القلوب تُعلن العِنان لطرقات، فُتحت الأبواب وخرجوا ومشوا وكل خطوة كادت أن تكون أثقل من أختها، بقت بضع خطوات ويصلون... الدعوات قد فاضت في الصدور و المناجاه الخفية تسربت إلى التمتمات.

وطرق باب جين، بايادي مهزوزة ودعوات فاضت لِتخنِق أصحابها، وفتح الباب وكأن غشاوه ما أحاتط بيابي أعينهم ... إستقبلتهم كاترين وإبتسامة ما مرسومة على وجهها ثم بلا شعور دخلت اليانور بعيونها الدامية تبحث عن ابنتها، رأتها كالقمر في لليلة حالكة، رأتها كبقعة السلام في بلاد احتلها الخراب، كماء لضمئان، تشوش نظرها وبدأ سمعها يصُن ثم بلا شعور اقتربت منها ثم تأملت ملامحها رفعت يدها المهتزه واستقرت على وجنت جين بحنان كبير وبدأ صدر اليانور يعلو ويهبط وإشتدت عاصفة الدموع ثم عانقتها بشغف و ولعة، وبكسرة قلب، ولم ينطق لسانها إلا بإسمها كانت تنطق بلسان ثقيل بلكنه مليئة بالذُعر ورائحة الشوق يفوح منها، ثم إشتد العناق وبقيت تكرر اسمها من بين شهقاتها العاقرة، كان العناق عناق الأمان لاليانور وجين، كانت جين تبكي منهارة ولكن الإبتسامة محفورة على وجهها..

مغرم أنا بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن