٢/ ذِئاب

1.9K 85 6
                                    


بعد مرور الوقت ...

فتحت تلك البريئه عينيها، ونظرت للفتيات اللواتي يحاوطنها من جميع الجهات
سألتها إحداهن: هل أنتِ بخير؟
قالت لها فتاة اخرى: انظري قليلًا حتى يزول مفعول المخدر...

كانت تسمع ما يقال بشكل مشوش، وبدون وعي منها حاولت رفع نفسها لكنها فشلت، اطرافها كانت مخدرة تمامًا ثم فقدت وعيها مره أخرى.

بعد زوال مفعول المخدر...
فتحت عيونها بتثقل شديد وبقيت تنظر إلى السقف المهترئ وهي ما زالت تشعر أنه يدور وبعد ثوان أفاقت ونظرت حولها وهي للآن لم تدرك الأمر ونطقت بتثقل بلسانها: أين أنا؟

بدأ يتلاطم ما حدث داخل رأسها فكفهر وجهها وضاق صدرها ورفعت نفسها بسرعة ونزلت من عن السرير الرث، لم تعي على نفسها الا وهي وسط الغرفة تقبض بكفها على فاهها بشدة ثم بدأت تلتفت حولها وقد ضاقت أنفاسها ثم رفعت يدها ومسحت على شعرها بتوتر شديد ثم ابتلعت ريقها بصعوبة كبيرة وقد بدأ الإصفرار يغزو وجهها ونبست بصوت مضطرب: ماذا أفعل الآن؟

وبدون اي تفكير منها توجهت لمقبض الباب النحاسي رفعت يدها المرتجفه له، وحاولت فتح الباب ولكنه مؤصد، في تلك اللحظة سيطر عليها الهلع الشديد وكررت محاولاتها البائسة شعرت لوهلة أن قلبها سيخرج من مكانه ... وبإضطراب شديد ركضت بإتجاه النافذة نظرت للقطبان بهلع أكبر وقبضت على إثنتين منهم حتى بدأ الإحمرار يغزو أطراف كفها وهزتهما بكل ما أوتيت من قوة ولكن باتت جميع محاولاتها بالفشل الذريع.

ابتلعت ريقيها بيأس أو ربما بإستسلام ثم ابتعد عن النافذة ببطأ وبدأ هزل غريب يغزو جثتها رؤيتها أصبحت ضبابية وقد اغرورقت مقلتيها شعرت أن انفاسها عالقه تأبى الخروج، في تلك اللحظة بالذات تذكرت تحذيرات والدتها ومر جزء من شريط ذكرياتها امامها من بينها دعاء والدتها لها صباح اليوم.

وآخر ذكرى لها حررتها من ذعرها الشديد ثم نظرت حولها لربما تجد طريقة للخروج ولكن لا شيء، ولم تفعل سوى أنها جثت على الأرض وبدأت تحرر ألم روحها بنحيبها ثم قبضت على فاهها لتكتُم شهقاتها ... وبهذا اعلنت استسلامها للخوف، وكل شيء سيء في تلك اللحظة قد سيطر عليها، وبدأت اسئلة تضرب برأسها

_ماذا سوف يفعلون بي؟ هل سأموت؟_كل تلك الاسئلة في رأس ايلا ادخلتها في دوامات سوداوية وتأنيب الضمير، ثم إنتُشِلت من بين افكارها ودموعها عندما بدأ قفل الباب يفتح وقفت على أقدامها بسرعة وقد توسعت حدقتيها وبدأ قلبها بنبض بقوة، هلعت ايلا وركضت إلى السرير وغطت نفسها بالبطانية واغلقت عيونها.

دخلت إمرأة وقالت: مازلت نائمة؟
ثم قالت بغضب مصتنع: كم مرة قلت لكم لا تضعوا الكثير من المخدر، ثم اقتربت من ايلا وبدأت تتلمس بوجهها.
وقالت: كم أنت جميلة
ثم قالت بحماس طاغي: سوف يفرح كارل وكذلك الزبائن إنك سلعة ممتازة، الزبائن سوف يدفعون الكثير لقاء ليلة واحدة معك.

مغرم أنا بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن