6

25 3 2
                                    

قبل 10 سنوات

إيريك

جفت عيناي من كثرة تحديقي بباب المنزل . أريد الدخول و لا أريد بذات الوقت .
لم أعتقد أنني سأقبل بكلية الطب . لكن هذا ما جرى . و بهذا ، سأكون عكس السيد جورج لامبيرو .
صحيح أنه أبي و من رباني . لكنني لن أعيش مثله حياة روتينية مملة تبعث على الكأبة . لا يهمني إن كان يستمتع بحياته مثلما هي . ما يهمني نفسي و الخروج من هذا القفص .

فتح الباب قبل أن أفعل وقابلتني أمي غاضبة . لابد أنهم قد علموا بقبولي .
_ لماذا لازلت خارجاً . هيا أُدخل
أنا لستُ مطمئناً ، لحقت بأمي للداخل و سرت خلفها حيث غرفة المعيشة . جلست عند إحدى الأرائك الفردية تتابع مع فرجينيا دروسها و قبل أن أجلس قالت :
_والدك ينتظرك بمكتبه .
ازدريتُ ريقي بصعوبة و أومأت لها بالإيجاب دون أن أرد و إلتفت متجهاً لمكتب أبي . أستطيع تخيل الأسوء .

وصلت لباب المكتب و طرقته بروية أتمنى أن لا يصل الصوت لمن للداخل . لكن أمنيتي لم تتحقق بهذا .
_ أدخل
أتاني صوت أبي الجامد ، أخذت نفساً عميقاً و زفرته بقوة قبل أن أُمسك بمقبض الباب و أدخل . كان أبي جالساً خلف مكتبه . تقدمت إليه و قلت بتهذيب مؤقت
_ طلبت رؤيتي ... أبي ؟!
_ماهذا ؟
رمى على المكتب مظروفاً أدركت من الختم المزين له أنه رسالة قبولي . أي أنه حصل على نسخة منها .
_ إنها ... رسالة قبولي بكلية ... الطب

_ تدرك أنني أشعر بالخجل من أنك ابني ...
هسهس حانقاً ثم نهض و ألتقط الرسالة ، وقف أمامي و قال ملوحاً بالرسالة أمامي بقوة حتى أنها لامست وجهي
_ ... أخبرتك منذ ذلك اليوم . أن تلتحق بمجال إدارة الأعمال ! لقد حذرتك من اللعب بذيلك أيها الغر الناكر .

لماذا عليه أن يشعرني أنني متبنَى !
_أنا أريد دراسة الطب ... لا أرى أي مستقبل لي في إدارة الاع ...

و ...  كالمعتاد و كما توقعت . لكمني السيد لامبيرو بقوة قبل أن أنهي حديثي ، سقطت أرضاً من قوة اللكمة و قبل أن أستجمع شتات نفسي كان قد وصل إلي و أمسكني من ياقة قميصي ليوجه لي لكمة أخرى
_ أنت لا تستطيع إختيار ثيابك حتى ! تريد تقرير مستقبلك . هل جننت !؟
ابعدته عني و قلت مصراً
_ لا أريد أن أدرس ما تريد . أريد إختيار مصيري و كيف سأعيش
_ تعيش ... لن تستطيع البقاء يومين دون العودة للمنزل .
_ أنا لم أحاول حتى أعرف إن كنت كذلك
_و من أخبرك أنني سأسمح لك بالمحاولة ... أنا والدتك نعرف ما هو لمصلحتك أكثر منك حتى ! بينما أنت لا تفعل شيئاً سوى اللهو !

حين إشتدى الخصام بيننا فُتح الباب و دخلت أمي تفصل بيننا . بالتحديد مع والدي .
أمسكت أمي بكتفاي تحثني لأنتبه لها و قالت تحاول إثنائي عن قراري
_ بني ! والدك محق . نحن أدرى بمصلحتك و ما هو الأفضل لك .
تراجعت أبعدها عني و قلت مصراً
_ أمي أنا أريد أن أستمر بالطريق الذي إخترته ! لماذا لا تريدان دعمي بهذا !
_ لأنه مشروع فاشل . أنت فاشل
انبني أبي . فاستقمت في وقفتي متحدياً و قلت غير مكترث للألم الذي يجتاح وجهي من شدة و قوة ما لكمت
_ إن لم ترغبا بدعمي . سأكون وحدي .
_ إذا لا تعد إلى أن تدرك أنك مجرد هاوي .

هيلين |Helen حيث تعيش القصص. اكتشف الآن