24

20 2 1
                                    

إيريك

إن كنت سأشكر أحداً فيما أمر به الآن . فسيكون زميل سكني الأول بالجامعة و منحه لي لعقدة عدم النوم في وجود شخص آخر حتى احمي أغراضي .

تلك القردة الجاحدة ! أخبرتها بأن نذهب معاً . لكنها ماذا ... قردة جاحدة خرجت من منذ الفجر وحدها .
لحقت بها سراً أتأكد من أنها لا تراني و لم أواجه أي مشكلة في الإختباء من شخص يعاني من العمى الليلي و هو يسير في الظلام .

و الآن ...
أقف أمامها و قد سقطت أرضاً فور تشغيلي الإنارة للشقة . إن كانت خائفةً فعلاً ، لما تعاملت بجحود معي البارحة ؟

_ لم أكن أقصد ! أقسم
هتفت بها مرتجفة . و قد لاحظت من علوي أنها تبكي بالفعل .

_ حقاً هيلين !
رفعت رأسها للأمام للحظات ثم رفعته أكثر نحوي . كنتُ متأكداً بأنها تبكي
_ إ-إيريك ! ...
تمتمت بعينيها الشاخصتين نحوي . نظرت حولي أدعي الملل أتجاوز التوتر الذي انتابني من تحديقها فلاحظت ان الأرائك القديمة قد إختفت بالفعل . شعرت بها تنهض ملتصقة بالجدار فتراجعت أكثر أفسح لها المجال لتتنفس
_ ... م مالذي ... أتى بك إلى هنا ؟

سألتني أخيراً تشيح بنظرها عني . أجبتها أخفي يدي السليمة بجيب معطفي
_ أخبرتكِ أن نذهب معاً . لماذا خرجتِ وحدكِ
_ لأنني ... أخبرتك أنني لا أريدك أن ترافقني ... لستَ مضطراً لذلك أيضاً
_ لكنني من أخبرتكِ أن نكون معاً بهذا
_ لأنك فقط ... تريد إرضاء فضولك ...

استدارت إليّ متوجسة و تابعت :
_ ... لست مضطراً بالتحامل على نفسك و البقاء بذات المكان برفقة شخص تشمئز منه فقط لإرضاء فضولك !

هذه الفتاة وقحة جداً
_ أنا من إختار هذا . لا شأن لكِ بالباقي
إرتفع حاجبيها تحدق بي مستنكرة :
_ أنا أبحث عن أمي . ما شأنك أنت بهذا ؟
_ لا أعلم ! لن تستطيعي الب ...
توقفت للحظة متذكراَ ما حدث البارحة . قد نخوض ذات الجدال البارحة و ينتهي بها الأمر أن تسجن نفسها في غرفة والدتها حتى تتقيأ و تصطدم رأسها بأي شيء هناك

_ ... فقط ... لأنني أريد هذا . حسناً
_ هذا ليس عذراً !
دمدت تسند رأسها على الجدار خائبة فقلت مصراً :
_ هلا بدأنا بالبحث عن أي شيء قد يجدي نفعاً . لنأجل نقاشنا فيما بعد .
حدقت بي قليلاً بإمتعاص ثم استدارت لتتقدم . لكنها توقفت متفاجئة و إلتفتت نحوي تشير للمكان الخاوي بالمعيشة :
_ كان هناك أرائك هنا
_ هل لاحظتها الآن . لابد من أنها سرقت حين وجدوا الباب مخلوعا ...
أجبتها و صرت بحانبها أحدق بالفراغ الذي خلفه الأثاث المسروق .
_ ... هل نبدء بتلك المفكرة ؟
اقترحتُ عليها فقالت تتجه للحمام حيث تركتها :
_ أتمنى ان لا تكون قد سُرقت هي أيضاً ...

اتجهنا معاً للحمام ووجدنا ظالتنا على الأرضية حيث تُركت . إلتقطها هيلين و حدقت بها مطولاً قبل أن تلتفت إلي و تقول :
_ ... أتعلم أمراً ... هناك الكثير من الأشياء التي ستثير اهتمامك غير هذه
_ حقاً !
_ أريد أن أقرأها وحدي ... قد يكون بها شيء لم يخبرك به محققك و أنا لا أريد أن يعرفه أحد بالتأكيدش
زممت شفتاي معترضاً على فكرتها . لكنها ماذا فعلت ! ... تجاهلت الشخص الوحيد الذي لايمانع حمايتها مِن مِن تخاف و خرجت لغرفة نوم والدتها . و بهذا وجدت نفسي ألحقها و حسب .

هيلين |Helen حيث تعيش القصص. اكتشف الآن