إيريك
لا أعرف تحديداً ما جرى أو كم بقيت أجلس عند حافة باب السيارة و احتضن هيلين . حتى بعد مكالمة أدريان .
فتحت عيناي فجاة و نظرت حولي و قد أصبح المكان حولنا مظلماً . وجهت انتباهي لهيلين فكانت غارقة في النوم .
عندما أردت إبعادها لأجعلها تنام على ظهر الكرسي شعرت بألم رهيب بظهري أثر وضعيتي الخاطئة التي نمت بها . استفاقت هيلين عند تحريكي لها لتجلس بدورها مستنكرة تنظر حولها حتى ركزت نظرها نحوي . قلت أدلك كتفي بلطف :
_ يبدو أننا نمنا على حالنا ... هل تشعرين بأي شيء ؟ ...
نفت مخفضة لرأسها فقلت أهم بالنهوض ببطئ
_ ... لا أعرف الساعة الآن و لكنني أظن أنه من المناسب أن نبتعد عن هنااوقفتني ممسكة بيدي لألتفت إليها متعجباً
_ه-هل نمت هنا ؟
_ أجل فعلت . لم أشعر بنفسي حين نمت
_ أستطيع أن تقود ... يمكنك أن ترتاح ... إن شئت
في الأحوال العادية لم تكن لأوافق . و هذ لمرة أيضا للاسف . بسبب العشي الليلي الذي تعاني منه هيلين_ الوقت متأخر و الظلام يعم المكان . لن تستطيعي الرؤية بشكل جيد
بدت الخيبة ظاهرة على ملامحها قبل أن تخفض رأسها و تومئ بالإيجاب متذكرةً بدورها . أغلقت بابها و اتجهت لجهة السائق غصباً لأخذ مكاني خلف المقود رغما عني
فكرت في البداية بالعودة للمنزل ، لكن فور أن تذكرت أمر والداي و مشكلة الكهرباء التي أتت فجأة غيرت رأي و بدأت أقود باحثاً عن أي فندق .لم تكن الغرفة التي استاجرتها لي و هيلين بتلك الكبيرة . حتى السرير الزوجي اتضح أنه صغير . لكن لم يكن باليد حيلة أكثر . لن أعود للمنزل الليلة و النوم بالسيارة مُهلك . استغرب كيف سأعود للعمل و النوم على المقاعد الحديدية أو أرضية غرف العمليات ؟
ما إن وصلت للفراش حتى رميت نفسي عليه أغمض عيناي مرهقاً . ظهري تعذب ! ، اقتربت مني هيلين بروية و جلست عند الطرف الأخر للسرير و قالت بالقرب مني :
_ هل يؤلمك ظهرك ؟
طريقة حديثها الحديثة هذه تجعلني أشعر انها مذنبة بطريقة ما !
أدرت رأسي لأواجهها و قلت مؤكداً لها :
_ ظهري آلمني من الغفوة البلهاء التي أخذتها سابقاً و أنا جالس في الهواء الطلق . سأكون بخير بعدما أنام جيداًزمت شفتيها تنظر حولها ثم قالت بصوت خافت محرجة :
_ هل ... ربما ... تحتاج تدليكاً ؟
تدليكاً ! لم أسمع هذه الكلمة إلاً في قسم العلاج الفيزيائي بالمشفى . و الذي ذهبت إليه مرات بالكاد تكون معدودة_ لابأس ... سأكون بخير بعد النوم . لا تقلقي سأكون بخير
_ هل أنتَ متأكد ؟ ... أستطيع فعل هذا
صمت للحظات مفكراً أحدق بها ثم قلت أتأكد منها :
_ هل أنتِ مصرة ؟ ...
أومأت بالإيجاب فوراً مؤكدة . فقلت مستسلماً لها :
_ ... سأثقِ بكِ في هذا .
لم أكن مرتاحاً فور أن وضعيت يديها على ظهري و بدأت بتمريرهما عليه ، لكن سرعان ما أصبح هذا الشعور رائعاً عندما أحسست بالدم يتحرك في ظهري و عنقي و حتى رأسي . و هذا شعور لم يراودني من قبل . أعني ... كان رائعاً ... بما يكفي لألاّ أشعر بنفسي حين غفوت
أنت تقرأ
هيلين |Helen
غموض / إثارةهيلين كلير ؛المرأة المعجزة كانت هذه الشخصية التي إختارتها امي لتقتبس اسمي منها انها سيدة و رغم ما كانت تعانيه من نقص شديد إلا أن التاريخ قد خلدها و ذكرها كاحدى اكثر النساء كفاحا فقدت بصرها و سمعها و لم تبلغ العامين بعد ؛ في البداية كانت تتلقى تعل...