12

14 3 0
                                    

قبل 26 سنة

آن ماديسون

رميت حقيبة يدي بإهمال عند أرضية المدخل فور وصولي شقتي الصغيرة و ألحقتها بمعطفي الثقيل ثم سارعت برمي نفسي على الأريكة منهكة من العمل .

اسمي آن ماديسون ، عمري أربعٌ و عشرون ، أعمل كأمينة مكتبة . لا أفكر بترك مكان عملي رغم بساطة راتبه . كونه المكان الوحيد الذي أجد نفسي به . بدأت العمل في مكتبة السيد هاربرت قبل أن أقرر البدء في دراستي الجامعية حتى . و لأنني عشقت الكتب ،  قررت أن يكون مجال دراستي مختص بها ...

الكتب ... كالمخدرات لي ، تغنيني و تعوضني عن كل ما عشته و قاسيته بسبب المسمين بعائلتي !
رنين جرس الباب أجبرني على النهوض متأففة و أتجه إليه . فتحت  الباب متبرمة و مستنكرة بذات الوقت . من قد يأتي إليّ على أي حال

_ إليزابيث ! مالذي أتى بكِ إلى هنا !؟
تعجبت أحدق بذات الشعر الأصفر المصبوغ . وقد كان أسوداً فيما سبق. ملابسها عادية و لا تدل على وظيفتها حتى . إنها أكبر و أخر من تبقى لي من العائلة . و قد قطعت علاقتي بها منذ وقت طويل . تقدمت إليزابيث للداخل تتجاوزني بينما تنظر حولها ارجاء شقتي . قالت بإزدراء : 
_ لازلتِ في حفرتكِ الصغيرة هذه
_ مالذي أتى بكِ
أنا لا أطيقها ، منذ أن تزوجت و هي تتصنع كل شيء بحياتها أعحب كيف يعيش معها زوجها ! استدارت الأكبر و قالت بإقتضاب :
_ أحتاج عاملين لأمسية رأس السنة . تعلمين أن الحانة تكون مزدحمة آنذاك
_ مالذي سيجعلني أوافق .؟!
حانة ! إنه كالعمل بحظيرة خنازير
_ اعتبريه فرصة لزيادة دخلكِ لبعض الوقت . إن ... المال الذي تجنينه كأمينة للمكتبة لا يساوي نصف البقشيش الذي قد تجنينه في أمسية رأس السنة في المطعم
أظنني أحتاح المال لفواتيري بالفعل ! أجبتها بملل
_ سأفكر بما أستطيع فعله
_ أجل . لكن أسرعي . تبقى على الحدث أسبوع

بعدما خرجت أغلقتُ الباب بملل ثم تقدمت نحو غرفتي و قد زال عني إرهاق بعض الشيء لابدل ثيابي باهرى منزلية مريحة و أنام فور وضع رأسي على الوسادة

في اليوم التالي ، دخلت للمكتبة التي أعمل بها و أسرعت بنزع معطفي و وضعه على اللمشجب في غرفة إستراحة الموظفين ثم أخذتُ طريقي إلى قسم الإستقبال حتى أبدء عملي
_ اليوم ماطر جداً !
ابتسمت ملتفتةً للعجوز الداخل لتويه . رجل في نهاية الخمسين من عمره ، لولا انحنائة ظهره لكان أطول مني . وجهه طويل تملأه التجاعيد التي تحكي عن عمره و يرتدي كنزة صوفية سميكة من إحدى الكِنز التي يعتز بها كونها من صنع زوجته الراحلة و البنطال البني الذي لا أستطيع تمييزه عن باقية بناطيله لتشابهها . نزع معطفه الطويل الأسود و جعله على ذراعه . قلت أرد تحيته مبتسمة :
_ صباح الخير مستر هاربرت . تبدو بصحة جيدة اليوم أيضاً
_ صباح الخير لكِ أيضاَ ... هل جهزتِ قائمة الكتب التي تريدين إستعارتها لهذه العطلة
_ ليس بعد ... لدينا الكثير من الكتب الرائعة هذا العام
_ أجل إنه عام رائع ...
علق يأخذ بعض الأوراق من الدرج الأول . تابع متحسراً
_ ... لكن لا يقدر قيمتها إلاّ القليل

هيلين |Helen حيث تعيش القصص. اكتشف الآن