16

8 3 0
                                    

هيلين

رميت كامل توتري جانباً فور استلامي لعجلة القيادة بالسيارة . لا أريد التفكير بأي سبب يجعل كارمن ترسلني لعنوان كاذب . و لا عما يعرفه إيريك عني بالتحديد من بحثه ذاك . و لا عن كيف بحث

عندما أطمئن إيريك بأنني لن أوذي سيارته بقيادتي ، أرخى ظهر الكرسي لينخفض ظهره ثم غطى عينيه بمرفقه طلباً للراحة ... أابقى وحدي . هذا يذكري بفابيان حين ينام من السُكر و يجعلني أعود به للمنزل . ازدرديت ريقي بصعوبة أحاول التماسك وحدي . لماذا عليه أن ينام !

_ س-سيد إيريك ! ....هل نمت ؟!
تمتمت بخفوت أرجو أن يرد . قال بلا إكتراث :
_ كلا أحاول الموت
مزعج !

_ ماذا عن السيدة آني ؟
سألته أحاول فتح أي موضوع للنقاش . رفع ذراعه و إلتفت إليّ مستنكراً
_ ما بها أمي !؟

لم أبعد نظري عن الطريق و قلت أحاول التركيز حتى لا أبتسم لنجاح فكرتي :
_ لا أعلم ! لم أقابل السيدة آني إلا مرات معدودة ... و هي لم تتقبلني على أي حال ... كيف تبدو ... كأم ؟

_ أمي ...
تمتم مفكراً ثم عقد ذراعيه لصدره محدقاً بالخارج . تابع :
_ ... إنها ليست بالحنونة . و ليست بالقاسية أيضاً . وسط ... فيما أظن ... لكن لاطالما خيبت أملي بكثير من المواقف التي توقعت دعمها لي ...
هذ جديد !

_ ... لم تدعمني حين قررت أخذ طريقي . و فظلت أخذ جانب أبي ... تلقيت الدعم من الجميع تقريباً بإستثناء والداي
_ آسفة لجعلك تتذكر الأمر !
_ إنه ليس بالأمر المهم . أنتِ محظوظة كونكِ يتيمة من عدة جوانب
_ لا أعتقد أنني محظوظة بذلك
_ أنتِ كذلك ! ... تستطيعين إختيار أي حياة تريدين أن تعيشيها دون أن تفكري بأحد . لا يوجد شخص تقلقين من جرحه أو حزنه .
_ لم أفكر بهذا من قبل
_ عليكِ التفكير إذا ! ستكونين غبية و بشدة إن عُدت لما كنت عليه بعد انفصالنا
أوه انفصالنا ... نسبت هذا الأمر بالفعل

_ لا تقلق بهذا الشأن ... لدي خطط بالفعل !
_ خطة أفضل من الإنتحار ؟...
أوقفت السيارة فجأة مصدومة حتى أنه إستقام جزعاً من التوقف المفاجئ

_ ... مالذي ...
_ مالذي تعرفه عني تحديداً ؟!
قاطعته مستنكرة . هل هناك من يسجل ما أفكر به أم ماذا ؟!
أعاد إرخاء ظهره و قال محذراً :
_ لا تكرري هذه الحركة مجدداً ! ستفسدين الفرامل
_ لا تتجاهل سؤالي !
_ هاي ! هل تريدين الذهاب لوالدتكِ أم لا ؟ ...
حقاً أيها ... !

فتحت الباب و خرجت أغلقه بقوة و إتجهت للرصيف لمواصلة التقدم وحدي . هذا الرجل لا يطاق !
لم أكترث لندائه لي و أسرعت الخطى للأبتعد عنه . سرت طويلاً لكنني لم أشعر بإرهاق شديد كوني معتادةً على السير طويلاً . لكن ما جعلني أتوقف هو مواجهتي لتقاطع طريق . أي طريق علي أن أسير به ؟!

حدقت بالطرق طويلاً و قد بدء الخوف يتسرب لقلبي . إن أخترت أحدها و تبين أنه خاطئ سأخسر وقتاً و جهداً مضاعفاً حتى أعود و أختار الآخر . هذا إن اكتشفت أنه خاطئ ! ما كان علي أن ...
توقف حبل أفكاري حين أتى صوت بوق سيارة بجانبي مباشرة
استدرت جانباً لمصدر الصوت . فكان إيريك !
لم ينظر إلي حتى . فتح الباب من الداخل و عاد لمكانه عند كرسي السائق دون أن يتكلم . دخلت بروية أحاول عدم إصدار أي صوت كأنني أتسلل للدخول ثم أغلقت الباب بهدوء أيضاً ليبدء هو بالقيادة بصمت .

هيلين |Helen حيث تعيش القصص. اكتشف الآن