31

12 1 1
                                    

إيريك

حسناً حسناً . أنا أعلم فعلاً أنني مخطئ . لكن الإعتذار صعب .

لم تتوقف فرجينيا عن سؤالي عن هيلين و سبب شجارنا حتى سجنت نفسي بغرفتي لأهرب من أسئلتها المزعجة . ركلت الباب بعض الوقت ثم توقفت حين أتت روز لأخذها معها لتناول العشاء مع عائلتها . و هذا منحني بعض الوقت لاسترخي قليلاً .

إنه خطأ هيلين أيضاً . أعني ...
لم يكن بالأمر الذي يستحق الموت لأجله كما تدعي !
ما الرائع في الأطفال من الأساس ! .مجرد مخلوقات صغيرة لا تستطيع إطعام نفسها حتى و لا تعرف شيئا غير البكاء و حين يكبرون يصبحون ناكرين للمعروف و يذهبون في طريقهم متناسين من رباهم !

أخرجت بعض الملابس من خزانتي التي اشتقت إليها و دخلت لحمامي لاستحم أخيراً ، وقفت تحت المرش و شعرت بالماء الدافئ يضرب عنقي و كتفاي و صدري ثم تراجعت فجأة حين تذكرت جبيرة ذراعي . اخفضت نظري سريعاً متفقداً لها ، فكان الأوان قد فات بالفعل و قد تبللت بالكامل . و بهذا ...
أنهيت استحمامي بقلة حيلة و ارتديت ملابس ثقيلة و مريحة مناسبة للطقس خارجاً ثم خرجت من غرفتي لأتجه للخارج . علي تغيير الجبيرة على أي حال ، لقد عانت كثيراً

حرصت على أن أقود بجانب الطريق حتى لا أزعج باقية السيارات حولي بينما اتجه للمشفى لأبحث بنظري لعلي أجد هيلين .

أنا لست خائفاً عليها ... لكنني فقط أريد أن أرى إلى أين ستصل ... وحدها .
لم أصادف هيلين طوال الطريق للمشفى . و حين وصلت اتجهت لقسم الإسعافات و أنا أرد التحية لبعض من زملائي و قد اضطررت للتوقف عدة مرات لأتحدث مع البعض حين سألوني عن سبب إصابتي . أخذت وقتاً طويلاً حتى أغيرها و أخرج . هذه مشكلة أن تكون طبيباً . يكون الحديث مركزاً أغلب الأوقات .

عند توجهي للمدخل لمحت كارمن تتحدث مع إحدى الممرضات . تذكرت ما قرأته عن فعلتها تلك . إنها مختصة بأمراض النساء و الولادة ، و بلاشك قد قابلت العديد من الأشخاص الذين يبكون فرحاً حين يكتشفون أنهم سيرزقون بطفل ، أو أشخاصاً ترجوها و أخبروها أنهم على إستعداد تام لفعل أي شيء حتى يحصلوا على طفل . و هي بحد ذاتها أم !
كيف تسمح لنفسها منع هيلين من هذا ... أليستا صديقتين !؟

هيلين ... مالذي تفعله الآن ؟
هل قابلت فابيان و هو الآن ينتقم منها ؟ ماذا إن أضاعت طريقها ؟ . الطقس سيء منذ عودتنا ؟ ماذا إن إعترض طريقها مشرد ما و أذاها؟
هززت رأسي نافياً أبعد الأفكار السوداوية عني و أسرعت بالخروج . يجب أن أجدها و أتأكد من كونها على قيد الحياة ... ثم أتركها

بحثت عن هاتفي طويلاً في السيارة و جيوبي لكنني لم أجده و تذكرت صورته حين وضعته و محفظتي على كونتوار المطبخ فور عودتي . ضربت المقود بيدي السليمة منزعجاً و وجدت نفسي مضطراً للعودة للمنزل لأنني أحتاجه فعلاً !

هيلين |Helen حيث تعيش القصص. اكتشف الآن