5

23 3 1
                                    

هيلين

أغلقت هاتفي بينما اتثائب من النعاس ، رغم أنها لا تزال السابعة إلاّ أنني أريد النوم مجدداً بعد إنهائي لمقطعين من الفيديوهات التي تشرح عن كيفية عمل القلب ، من كان يظن أن للقلب نظاماً كهربائياً يتحكم في إيقاع نبضه و يقتصر على القلب وحده ويدعى نظام التوصيل القلبي، هذا يجعل القلب  يستطيع أن يواصل النبض حتى لو انقطع التواصل مع باقي الجسد . كل هذه المعلومات ... تجعلني أريد النوم

تكورت حول نفسي عند الزاوية و قمت بلف الغطاء حولي ثم أسندت رأسي على الحائط بجواري ، و أغلقت عيناي أريد النوم . غادر السيد إيريك منذ الرابعة عصراً تقريباً و لم يبقى حتى اربع ساعات بمنزله ، لذلك وجدت نفسي اتجاهل فكرة اخباره تحديد كارمن موعداً جديداً لأذهب إليها . لا يجب أن أقابل كارمن كثيراً و هي تعي بالسبب جيداً لكنها تستمر بالتهور و ...

توقفت عن التفكير عند اهتزاز الهاتف بجانبي ففتحت عيناي و حملته مستفهمة ، إما أن يكون السيد إيريك أو كارمن بعد أن أخذت مني رقم هاتفي عنوة . متصل مجهول !

حدقت بالشاشة لقليل من الوقت ثم ضغطت على أيقونة الرد و وضعت الهاتف بجانب أذني مجيبة بتعجب
_مرحبا !

أتاني صوت ضحكات خبيثة ألفتها من كثرة ما سمعتها فازدرديت ريقي بصعوبة بالغة أتخيل هيئة صاحبها واقفاً أمامي .من أين له هذا الرقم
'هل اشتقتي لي يا صغيرتي ! '

_ك-كيف ... م-من أين ل-لك ...
تلعثمت أحاول إستيعاب الأمر و قد شعرت بأنفاسي تنقطع من الهلع
'يبدو أنكِ نسيت من أكون ! ... أعرف أين أنت الآن و أستطيع أن أصل إليكِ بكل سهولة ... كما أنني ... أعرف بأنكِ ستنفصلين عن زوجك العزيز ! ... '
انفجر ضاحكا بشماتة و تابع بين ضحكه
'... لا شك من أنه لم يستطع العيش مع حثالة مثلك '

أعلم أنني كذلك . أخفضت رأسي أسمح بدموعي بالإنهمار . أعلم هذا ! ... لما يتوجب على الجميع تذكيري !

_ م-ماذا تريد !
نطقت أخيراً فأجابني أمراً بتعاليه المعتاد معي
'أنا الآن لست بالمدينة ... سأعود بعد أربعة أيام ... حينها ! ... '
أرجوك لا تقلها !
'... أريد أن أجدكِ في غرفتكِ الجديدة ! لا شك من أنكِ تذكرين مكانها ! '

فتحت ثغري أريد توسل الرحمة منه لكنه أنهى المكالمة بوجهي . بقيت متجمدة في مكاني أحدق بالهاتف بين يداي مرتعشة . كنت أريد الموت وحدي ... كيفما أريد !

تركت هاتفي يسقط بجانبي و عدت أتكور حول نفسي باكية . انا خائفة ، خائفة جداً . بالتأكيد السيد فابيان لن يرحمني بسهولة ، و إن شاركه السيد هاري فلن ...  يإلهي !

ذلك الطبيب الغبي . كان عليه أن يأخذ تلك المذكرة اللعينة و حسب ، لا أن يضع شروطاً كأنه يعقد صفقة بالملايين . أسندت رأسي للحائط بجانبي أسمح لدموعي بالإنهمار بصمت . أشتاق لأمي ، أشتاق لحضنها الدافئ ، لكلامها الحنون ، لمستها الناعم .

هيلين |Helen حيث تعيش القصص. اكتشف الآن